الدعوة لحرق نسخ من المصحف الشريف
القس المعتوه باستور تيري جونز يدلي بحديث لمراسلين صحفيين وممثلي وكالات أنباء يهدد ويتوعد بإحراق نسخ من المصحف الشريف والحقد يتطاير من وجهه
القرار الهمجي الذي إتخذه "مركز اليد الطولى لعالم الحمامة" الكنسي برئاسة القس "باستور تيري جونز" بتخصيص يوم 11/9 من كل عام لحرق مئات النسخ من المصحف الشريف ثم تراجعه عن هذا القرار بعد ضغوط من البيت الأبيض قادها الرئيس أوباما (ذو الأصول المسلمة) بنفسه. وبعد أن رفضت إدارة حماية البيئة في الولاية منحه ترخيصا بإشعال حرائق في ساحات عامة ، لأن في ذلك خرقا لقانون المحافظة على البيئة وليس بسبب الخوف على مشاعر المسلمين .
فرد فيلبس مؤسس كنيسة وستبور ببتيس
ثم إعلان كنيسة مسيحية أمريكية أخرى إسمها "وستبورو ببتيس" مقرها في ولاية كينساس بحرق نسخ من المصحف الشريف اليوم 11/9/2010م داخل فناء مقرها الرئيسي (وهي التي أحرقت نسخا من المصحف الشريف داخل فناء مقرها وبمشاركة أعضائها فقط عام 2008م).
أنجيلا ميركيل تكرّم المرتزق "كورت فيستر جارد" لعنه الله
ثم تكريم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل مؤخرا لرسام الكاريكاتير الدنماركي "كورت فيستر جارد" لعنه الله ، صاحب الرسوم الكاريكاتورية التي حاول من خلالها الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ودون أن يدري هذا الرسام المرتزق المأجور أن الشخص الذي سخر منه في رسوماته ليس برسول الله صلى الله عليه وسلم كون أنه لا توجد صورة له موثقة ومتعارف عليها ، بل كل مؤمن ومسلم يتخيلانه بطريقة مختلفة بحسب درجة حبهما له ....
متظاهرون غوغاء من الهندوس والسيخ يحرقون نسخ من المصحف الشريف في الهند
كل هذا مما يجري من فعاليات تحت أعيننا وبين أيدينا ؛ ربما يتطلب منا نحن المسلمون عامة والعرب خاصة إعادة قراءة صحيحة للآية رقم (82 ) من سورة المائدة التي جاء نصها : [لتجدنّ أشدّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لايَسْتَكْبِرُونَ].
وحيث لم يحسم المفسرون حتى تاريخه تحديد ماهية المشركين المشار إليهم في هذه الآية الكريمة ... لاسيما وأن طبيعة الصراع الجهادي والفكري آنذاك ؛ ثم الإنطباع الذي خلـّـفه بعد إستقرار عصور دولة الخلافة الإسلامية كان يركز على أن المشركين إنما هم كفار قريش خاصة والعرب عامة ، ثم توسع المصطلح ليشمل عبدة النار والأوثان وهلم جرا من تعاليم أرضية إختلقها فلاسفة ومشعوذين هنا وهناك .... وأما النصارى المشار إليهم في الآية فقد ظن الناس ولا يزالون أن المقصود بهم هم المسيحيين الآن من كاثوليك وبروتستانت ..إلخ .......
وكان الأحرى أن يدرك البعض أن كل من لا يؤمن بأن الله واحد أحد هو مشرك وكافر لاسيما أولئك من يقولون أن الله ثالث ثلاثة (الأب والإبن والروح القدس) ؛ فيجعلون من عيسى بن مريم عليه السلام إله ومن جبريل عليه السلام إله ، وأن وكلاهما (عيسى وجبريل عليهما السلام) في النهاية شريكان لله في الألوهية ويستحقان العبادة إلى جوار الله عز وجل على قدم وساق . كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا.
وحيث يقول الله عز وجل في الآية (17) من سورة المائدة:
[لَقَدْ كـَفـَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] ........
ومن ثم فإن كـُـفــر هؤلاء منصوص عليه في هذه الآية ، وبالتالي لا يحتاج الأمر إلى إجتهاد أو مداراة ومراوغة وذر رماد في العيون بإسم التطبيع والدبلوماسية وحوار الأديان ومحاربة الإرهاب . لأن الدين الإسلامي إنما قام على الوسطية والحق ، ولا يعرف الإرهاب والنفاق والمداهنة. كما لا يجوز إخضاع كلام الله عز وجل وتفسيره وفقا لطبيعة العلاقات الدبلوماسية تارة أو تماشيا مع سياسة الإنبطاح تارة أخرى طلبا وحرصا على تدفق الإعانات والمعونات من الغرب والولايات المتحدة.
ويقول الله تعالى في الآية (73) من سورة المائدة:
[لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إلاّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ]
بل ولربما كان كفار قريش في زمانهم أقل كفرا وإشراكا من أتباع الثالوث من المسيحيين ؛ ذلك أنهم كانوا لا يعترفون للأصنام بملكية أنفسهم ويردون ملكيتهم لله عز وجل . وكانوا يقولون أنها تقربهم لله زلفى .
وفي حديث تَلْبية الجاهلية خلال الطواف حول الكعبة : [لبيك لا شريك لك إلاَّ شريك هُوَ لك تملكه وما مَلكَ] ، يَعْنون بالشريك الصنم، يريدون أَن الصنم وما يملكه ويختص به من الملحقات التي تكون عنده وحوله والنذور التي كانوا يتقرّبون بها إليه كلها ملك لله عز وجل، فذلك معنى قولهم تملكه وما ملك.
إذن فإن إعادة قراءة صحيحة لهذه الآية الكريمة [لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لايَسْتَكْبِرُونَ] .... إعادة القراءة الصحيحة أصبحت اليوم أمر لابد منه ونحن نرى من حقد المسيحي واليهودي والكره الأعمى الكثير مما لا يمكن التهوين من أمره ، فهذا هو المعلن والجزء الظاهر من جبل الجليد وما خفي كان أعظم..... وحيث يمارس الكافة منهم هذا الحقد والكراهية سواء على الجانب الكنسي الكهنوتي أو الرسمي الممثل في رؤساء الدول والحكومات والوزراء المختصين مثل وزراء الداخلية ووزراء التربية والتعليم وأعضاء البرلمان والمشرعين ..... بل وحتى قادة الفكر العلماني السائد في الساحات الفكرية والثقافية لديهم.
وفي سياق المشار إليه أعلاه من آيات قرآنية تم إيرادها ؛ يستلزم الأمر إعادة تعريف مصطلح النصارى هنا ومن هم المقصود بهم ، لاسيما وأن مسمى النصارى في هذه الآية الكريمة قد ألحق مباشرة بقوله عز وجل : [ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ].
قبل هذا القس الأمريكي المعتوه باستور تيري جونز ؛ فإن تاريخ قادة المسيحية ولا سيما البابوية الفاتيكانية يشير إلى أن البابا أوروبان الثاني 1088 - 1099م، كان هو المسئول والمحرض الأول على إشعال الحروب والحملات الصليبية . وأنه المحرض المباشر على الحملة الأولى 1095م، التي اُحتلت فيها القدسُ، وذُبِح أكثر من 70 ألف من المسلمين وغير المسلمين لأنهم جنس ملعون وفق ما كان يردد "أوروبان الثاني" في خطبه التحريضية التي تقطر حقدا وكراهية للإسلام والمسلمين.
ومما لاشك فيه أنه ومن خلال الممارسة العملية لا نرى من القساوسة والرهبان الحاليين سوى العداء السافر أو الخفي للإسلام والمسلمين على حد سواء . ولعل خطاب بابا الفاتيكان بنيدوكتس السادس عشر الذي زعم فيه أن الإسلام قد إنتشر بالسيف ، لدليل على حقيقة ما يدور ويعشعش في عقول هؤلاء الذين جرى التعارف على وصفهم "مجازا" بالقساوسة والرهبان.
وقد قال الله عز وجل في الآية (51) من سورة المائدة :
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين].
فينهى الله عز وجل هنا عباده المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى الذين هم أعداء الإسلام والمسلمين . والذين هم من جهة أخرى يتحالفون ويشاركون بعضهم البعض هذا العداء السافر للمؤمنين. وهو ما نراه بوضوح في تحالف المحافظون الجدد مع الصهيونية والصليبية خلال العصر الجاري ، وكان من قبل تحالفهم في إزالة دولة الأندلس ، وفي الحروب الصليبية . ثم بوعد بلفور وأحتلال فلسطين ، وتقسيم باكستان وإحتلال كشمير وسبتة ومليلة ومذابح القوقاز ، والغزو العسكري لأفغانستان والعراق على سبيل المثال لا الحصر طوال تاريخ البشرية الحديث ...
ومن ناحية أخرى يتوعد الله عز وجل من يوالي اليهود والنصارى بأنه قد صار في عداد الظالمين ...... وغني عن القول أن نذكر هؤلاء بأن الظلم ظلمات يوم القيامة .. والظلمات لا تكون إلا في التوهان عن الحوض المورود وعن الصراط المستقيم أولا .. ثم الظلمات لا تكون إلا في نار جهنم ثانيا.
من هم النصارى المقصودين في هذه الآية؟
َجاء في تفسير القرطبي في قوله عز وجل : [وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لايَسْتَكْبِرُونَ]
قَالَ مُقَاتِل وَالْكَلْبِيّ : أن هؤلاء النصارى المشار إليهم كَانُوا أَرْبَعِينَ رَجُلا مِنْ أَهْل نَجْرَان مِنْ بَنِي الْحَارِث بْن كَعْب , وَاثْنَانِ وَثَلاثُونَ مِنْ الْحَبَشَة , وَثَمَانِيَة وَسِتُّونَ مِنْ أَهْل الشَّام.
وَقَالَ قَتَادَة : نَزَلَتْ فِي نَاس مِنْ أَهْل الْكِتَاب كَانُوا عَلَى شَرِيعَة مِنْ الْحَقّ مِمَّا جَاءَ بِهِ عِيسَى , فَلَمَّا بَعَثَ اللَّه مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آمَنُوا بِهِ فَأَثْنَى اللَّه عَلَيْهِمْ .
وَذَكَرَ الْبَيْهَقِيّ عَنْ اِبْن إِسْحَاق قَالَ : قَدِمَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِشْرُونَ رَجُلاً (وَهُوَ بِمَكَّة أَوْ قَرِيب مِنْهاَ) مِنْ النَّصَارَى حِين ظَهَرَ خَبَره مِنْ الْحَبَشَة . فَوَجَدُوهُ فِي الْمَسْجِد فَكَلَّمُوهُ وَسَأَلُوهُ . فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ مَسْأَلَتهمْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمَّا أَرَادُوا , دَعَاهُمْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ , وَتَلا عَلَيْهِمْ الْقُرْآن ، فَلَمَّا سَمِعُوهُ فَاضَتْ أَعْيُنهمْ مِنْ الدَّمْع , ثُمَّ اِسْتَجَابُوا لَهُ وَآمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ ، وَعَرَفُوا مِنْهُ مَا كَانَ يُوصَف لَهُمْ فِي كِتَابهمْ مِنْ أَمْره . فَلَمَّا قَامُوا مِنْ عِنْده اِعْتَرَضَهُمْ أَبُو جَهْل فِي نَفَر مِنْ قُرَيْش فَقَالُوا : خَيَّبَكُمْ اللَّه مِنْ رَكْب ! بَعَثَكُمْ مَنْ وَرَاءَكُمْ مِنْ أَهْل دِينكُمْ تَرْتَادُونَ لَهُمْ فَتَأْتُونَهُمْ بِخَبَرِ الرَّجُل , فَلَمْ تَظْهَر مُجَالَسَتكُمْ عِنْده حَتَّى فَارَقْتُمْ دِينكُمْ وَصَدَّقْتُمُوهُ بِمَا قَالَ لَكُمْ , مَا نَعْلَم رَكْبًا أَحْمَق مِنْكُمْ - أَوْ كَمَا قَالَ لَهُمْ - فَقَالُوا : سَلام عَلَيْكُمْ لا نُجَاهِلكُمْ لَنَا أَعْمَالنَا وَلَكُمْ أَعْمَالكُمْ , لانَأْلُوا أَنْفُسنَا خَيْرًا . فَيُقَال : إِنَّ النَّفَر النَّصَارَى المشار إليهم إنما كانوا مِنْ أَهْل نَجْرَان
وَقِيلَ : إِنَّ جَعْفَرًا (إبن أبي طالب) وَأَصْحَابه قَدِمَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَبْعِينَ رَجُلاا عَلَيْهِمْ ثِيَاب الصُّوف , فِيهِمْ اِثْنَانِ وَسِتُّونَ مِنْ الْحَبَشَة وَثَمَانِيَة مِنْ أَهْل الشَّام وَهُمْ بَحِيرَاء الرَّاهِب وَإِدْرِيس وَأَشْرَف وَأَبْرَهَة وَثُمَامَة وَقُثَم وَدُرَيْد وَأَيْمَن , فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَة " يس " إِلَى آخِرهَا , فَبَكَوْا حِين سَمِعُوا الْقُرْآن وَآمَنُوا ، وَقَالُوا : مَا أَشْبَه هَذَا بِمَا كَانَ يَنْزِل عَلَى عِيسَى فَنَزَلَتْ فِيهِمْ " لَتَجِدَنَّ أَشَدّ النَّاس عَدَاوَة لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُود وَاَلَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبهمْ مَوَدَّة لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى " يَعْنِي وَفْد النَّجَاشِيّ وَكَانُوا أَصْحَاب الصَّوَامِع.
, وَقَالَ مُقَاتِل وَالْكَلْبِيّ : كَانُوا أَرْبَعِينَ رَجُلًا مِنْ أَهْل نَجْرَان مِنْ بَنِي الْحَارِث بْن كَعْب , وَاثْنَانِ وَثَلاثُونَ مِنْ الْحَبَشَة , وَثَمَانِيَة وَسِتُّونَ مِنْ أَهْل الشَّام .
من هو القسيس؟
َقَالَ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر : ضَيَّعَتْ النَّصَارَى الإنجيل ، وأدخلوا فيه ما ليس منه ؛ وكانوا أربعة نفر الذين غيروه ؛ لُوقَاس ومرقوس وَيُحَنَّس ومقبوس . وبقيَ "قِسِّيس" عَلَى الحق وعلى الإستقامة ، فمن كان على دينه وهديه فهو قسيس.
. وَالْقِسِّيس الْعَالِم ; وَأَصْله مِنْ قَسَّ إِذَا تَتَبَّعَ الشَّيْء فَطَلَبَهُ
وَالْقَسّ أَيْضًا رَئِيس مِنْ رُؤَسَاء النَّصَارَى فِي الدِّين وَالْعِلْم , وَجَمْعه قُسُوس
من هم الرهبان؟
الرُّهْبَان جَمْع رَاهِب .
قَالَ النَّابِغَة :
لَوْ أَنَّهَا عَرَضَتْ لأشمَط رَاهِب عَبَدَ الإِلَه صَرُورَة مُتَعَبِّد
لَرَنَا لِرُؤْيَتِهَا وَحُسْن حَدِيثهَا وَلَخَالَهُ رَشَدًا وَإِنْ لَمْ يَرْشُدِ
وَالْفِعْل مِنْ راهب رَهِبَ اللَّه يَرْهَبهُ أَيْ خَافَهُ رَهْبًا وَرَهَبًا وَرَهْبَة.
وَالرَّهْبَانِيَّة وَالتَّرَهُّب هي التَّعَبُّد فِي صَوْمَعَة.
وَالمقصود بالرهبان هنا إذن هم ِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُون مَنْ أَصَرَّ عَلَى كُفْره ......ومن هؤلاء الذين آمنوا بحيرا الراهب على سبيل المثال لا الحصر.
خــاتـمــة:
مما سبق وتقدم من سرد تاريخي موثق ومعروف لدى الكافة من العقلاء والمتخلفين عقليا على حد سواء .... ومن تفسير للقرطبي لآيات قرآنية محكمة لا مجال لتفكيكها والمراوغة بشأنها . ومن معاني جاءت في بطون المعاجم اللغوية .. فقد إتضح لنا من هم المشركون ؟ كما إتضح لنا أن النصارى المشار إليهم في الآية رقم (82) من سورة المائدة ، لا يقصد بهم المسيحيين كما يظن ويحسب البعض . بل يقصد بهم مجموعة آمنت برسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلوا في دين الإسلام...... وفي ذلك ما يزيل الغشاوة عن أعين البعض ويستطيعون من خلاله حل ما كانوا يظنون به من تناقض بين ما جاء في ظاهر النص القرآني وبين واقع الحال من صراع ومؤامرات عالمية جمعية شرسة تحاك ويتم تنفيذها ضد المسلمين ولحرب الإسلام في كل أنحاء الأرض كلما رأوا فيهم ضعفا ووهنا ومذلة بسبب الرغبة في الحفاظ على المناصب وتكريس المصالح أو الركض خلف متاع الحياة الدنيا. ولهفة للحصول على الإعانات والمساعدات الإقتصادية والمعونات الغذائية لهم ولأنعامهم من قمح وأرز وبلوبيف وتبن وبرسيم وشعير.
التعليقات (0)