الدعايه و الإعلان ..
يحكي أنه كان هناك رجل ممن نسميهم "عاشوا حياتهم بالطول والعرض" سكر وعربده ومخدرات ونساء .. الي آخره ..
وذات يوم من الأيام أصيب بمرض ألم به إستدعي نقله الي المشفي وهناك أخبره الأطباء بأن حالته متأخره والموت قادم لا محاله والمسأله بالنسبه له مجرد وقت حتي يحين الأوان ..
وهنا أسقط في يده فهو لم يفكر في الموت من قبل .. وإبتدأ في التفكير في الجنه والنار وأين سيستقر به المقام بعد الموت .. وسرعان ما رفع نظره الي السماء وخاطب ربه قائلا :-
نحن سمعنا عن الجنه والنار ولكن لم يشاهدهما أحد من الأحياء حتي نستطيع سؤاله عنهما أما الأموات فالإتصال بهم منقطع .. لو كنت قد سمحت للبشر برؤياهم لكان كل واحد يستطيع بنفسه تحديد أين يريد أن يكون مستقره في الآخره ..
وغلبه النعاس فراح في ثبات عميق وهنا جاءه شيطانه في صوره ملائكيه وقال له :-
أنت طلبت أن تري الجنه والنار قبل أن تموت لتحدد أين تريد أن يكون مستقرك بعد موتك ..
وأنا جئت اليك خصيصا لأريك الجنه والنار هيا معي ..
وأخذه الي مكان يشبه الحديقه الجميله فيها كل الأشجار والفواكه والبنات الحسان والأنهار والقصور ولكن يلفها هدوء تام وسكون ..
ثم أخذه من يده الي مكان يبدو مظلم ولكن بمجرد أن دخل وجد أضواء خافته تلف المكان وموسيقي صاخبه وكل الراقصات الشهيرات يرقصن والمطربات يغنين والكثير من الفتيات يتمايلن شبه عاريات وزجاجات الخمر مرصوصه فوق بعضها ورائحه المخدرات تملأ المكان ..
ولكون هذه هي نوعيه الحياه التي إعتادها وأحبها صاح بأعلي صوت وقال :-
الف حمد وشكر ليك يارب أنا رأيت الآن بعيني كل شيئ أنا أريد أن أدخل جهنم .. أنا تخيرت جهنم ..
وبعد دقائق قليله فاضت روحه فجاءه شيطانه في صورته الحقيقيه المرعبه وأنيابه تبرز من فمه وقرونه تخرج من رأسه وجذبه بعنف وأخذه مباشره الي جهنم وألقاه في النار والتي بمجرد أن لامست جسده حتي إنشوي جلده فصرخ بأعلي صوت قائلا :-
ليست هذه جهنم التي رأيتها في المنام .. أنتم خدعتموني ..
فأجابه الشيطان :-
نعم الخطأ خطؤك .. كان يجب أن تفرق بين الدعايه والإعلان وبين الحقيقه …
مجدي المصري
التعليقات (0)