مواضيع اليوم

الدعارة في الصين ، الأكثر إنتشاراً بعد البوذية

مصـعـب المشـرّف

2014-02-11 11:00:07

0

 الدعارة في الصين ، الأكثر إنتشاراً بعد البوذية

 مصعب المشرف:

 

تقول الحكمة "أعرف عدوك" .... وأقول أيضاً "أعــرف صــديقـك" .... وواقع الحال أن بيننا وبين الصين كثير منذ دخولها في شراكة إستخراج وتصدير البترول السوداني وحتى اليوم ؛ حيث وسعت وتشابكت العلاقة حتى بدأنا نستورد منها أدبيات ثورة ماوتسي تونغ القديمة على علاتها وعلى رأسها شعار "الوثبة" و "خطابه الإفتتاحي" ....

وهذا المقال الذي بين أيديكم ليس من نسج الخيال .. وهو وإن لم يكن منقولاً بحذافيره ؛ إلا أنه يجيء على خلفية إعتراف الإعلام الصيني الرسمي نفسه بالصوت والصورة . ثم وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام العالمية مؤخراً...

 

لقد تناقلت وسائل الإعلام الغربية مؤخراً أخباراً مدعومة بالصور الفوتوغرافية والتوثيق التلفزيوني من شاشة تلفزيون الصين المركزي الحكومي الرسمي . جرى خلاله إماطة اللثام عن المخاطر المحدقة بالمجتمع الصيني جراء إنتشار وتفشي مرض نقص المناعة الإيدز . الذي لم تجد الجكومة هناك بُـداً من الإعتراف به على مضض....

وقد تبين جلياً الآن ؛ أنه وعلى الرغم مما تحاول الدعاية الصينية الحكومية الإيهام به من تمتع المجتمع داخل الصين بالفضيلة الملائكية والعافية من كل شيء .. فإن العكس يظل هو الســائــــد .

 

في عام 1949م منعت الصين رسميا ممارسة الدعارة المنظمة ، وأغلقت كافة المواخير والبيوت التي يتم داخلها ممارستها .. وحاولت إيهام البلهاء والبسطاء من شعوب العالم الثالث عامة وأفريقيا السوداء خاصة بأنها بلاد الملائكة والفضيلة التي تمشي على قدمين . والمثال الذي يجب أن يحتذى في مقابل الإمبريالية الأمريكية وحتى نمط الشيوعية السوفيتية .... أو هكذا حاولت أبواق شعارات ما يسمى آنذاك بـ "الوثبة" تارة و "الثورة الثقافية" تارة أخرى الإيهام به للعالم الخارجي.

 

ولكن النار ظلت مشتعلة تحت الرماد ... أو كأنها تؤكد أنه  وفي نهاية المطاف " لا يستمر سوى الخطأ " في مجتمع مغلق يحرص على التجمُّل وإخفاء عيوبه بمساحيق رخيصة أو بمجرد كنس هذه العيوب والمثالب  تحت السجادة ؛ مستغلاً حالة عدم الشفافية والحجر على حرية الصحافة والأجهزة الإعلامية ووكالات الأنباء طوال عقود مضت كانت فيها وسائل المعلوماتية الحديثة جنيناً في رحم الغيب.

 

وبمرور السنوات كان لابد للكيل أن يفيض ... وأن ينضح الإناء بما فيه .. وتنكشف كل أغطية الطناجر المتعفنة المغلقة . فقد شهدت الصين بعد إنفتاحها إقتصاديا خروج مئات الآلاف من فتياتها لممارسة الدعارة في عواصم نمور آسيا وجزرها السياحية المعزولة في أندونيسيا وتايلاند وهونغ كونغ واليابان وتايوان .. إلخ من جزر الدعارة الآسيوية المحمية..... وعلى نحو جعل العالم يكتشف للمرة الأولى أن الدعارة في الصين تكاد تكون الديانة الثانية التي يمارس الشعب طقوسها بعـد البـوذيـــة.

 

وفي الداخل الصيني ظلت القوانين المانعة لممارسة الدعارة حبراً على ورق ، لايستفيد منها سوى بعض الفاسدين في الأجهزة الرسمية المختصة بجانب مافيا الدعارة ..... ومن ثم فقد شهدت المدن آنذاك ولا تزال إنتشار بيوت الدعارة على نسق " الشقق المفروشة " السيئة السمعة إياها ؛ والتي تدار بإشراف عصابات المافيا تحت حماية كثير من النافذين الفاسدين في الأجهزة الرسمية نظير عمولات وأتاوات يسيل لها اللعاب ... لعاب الفاسدين طبعاً.

 ثم كان أن تفاجأت السلطات الصحية الصينية بإنتشار مرض نقص المناعة الإيدز كالنار في الهشيم ؛ وحيث ينتقل المرض من أنثى إلى ذكر ومن ذكر إلى أنثى . وبالتبعية من زوج إلى زوجة ومن زوجة إلى زوج ، ومن أم إلى جنينها .... لا بل وينتقل عبر موسى ومقص حلاق من راس إلى راس ..     وكذا في عيادات الأسنان ودكاكين الكوافير النسائية.

 وبحسب التلفزيون الصيني المركزي CCTV الذي خصص ساعة كاملة لمناقشة الظاهرة في بلاد المليار ونصف المليار " ملاك " صيني . فقد إتخذت السلطات الصينية مؤخراً قرارات صارمة بتعقب وإغلاق بيوت الدعارة السرية المنتشرة في الصين كالقوب في قمة الرأس ؛ حيث ترافقت الحملات البوليسية بتصوير المقبوض عليهم من الرجال والنساء على حد سواء ...

 

وعلى واقع هذه الحملات وكعادة الإعلام الصيني الحكومي فقد تم نقل حملات مداهمة لهذه البيوت والشقق المفروشة على الهواء تارة وبعد المونتاج تارة أخرى بحسب الأحوال . وتم توزيع المئات من الصور الفوتوغرافية على وكالات الأنباء العالمية ؛ في محاولة من الحكومة الصينية تبييض صفحتها وغسل يديها مقدماً قبل الإعتراف رسيماً بالكارثة......

وآخر ما تفتقت عنه الذهنية التشريعية في الصين ؛ فإن المساءلة والعقاب ستطال الذكر والأنثى على حد سواء ؛ وليس الأنثى وحدها كما يجري في بعض أو معظم بلدان العالم .

 ولكن هل تنجح الحملة المعلنة في القضاء على ظاهرة الدعارة الصينية التي تمكنت من مفاصل المجتمع الصيني وإنتشرت في الداخل والخارج ؟.... أم أن الذئب قد أكل الغنم .... وسبق السيف العـذل؟

 

 إنها واحدة من عواقب التعتيم الإعلامي على الواقع .. حين يستيقظ المجتمع والسلطات على واقع لا يمكن إصلاحه بسبب أنه ظل ينتشر ويتفشى داخل النسيج الإجتماعي ومفاصل النشاط الإقتصادي في الأقاليم والمدن الصناعية كالسرطان ..... وأصبح كقطبي مغناطيس مركزي يجذب إليه من الإتجاهين الضحايا من فتيات الأرياف والقرى الفقيرات . واللاهثات خلف أوهام الثراء والوظائف المرموقة من فتيات المدن والطالبات الجامعيات.

 

ترى وبعد أن إستيقظ  العالم في الغرب خاصة على الواقع الصيني الأخلاقي والإجتماعي المؤلم . وحقيقة أنه بين كل مواطن صيني مصاب بنقص المناعة الإيدز وجاره المصاب يوجد مصاب ثالث .... ترى هل يراجع  جهابذة أسرق الأفكار و أنسخ وألصق في حزب المؤتمر الوطني الحاكم أنفسهم بشأن ما يرغبون في سرقته وإستنساخه من الوثبة الصينية ؟ .... الوثبة الصينية التي لم يتمكنوا لدينا حتى من إيجاد مرادف سوداني آخر لها يتماشى مع واقع قريعتي راحت .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات