مع تراجع " طفرة " الصحوة الإسلامية بخطابها المنفعل مع شيء من التشنج والتولول ، بدأ وكأن ثمة تحول في موضوع الرسالة الدعوية من التحديات المعاصرة للإسلام إلى التوبة عن المخالفات ، والالتزام بالسنن وترغيب المتلقي فيها ووجوب مواظبته على أدائها والتمسك بها وتنفيره من مخالفتها وتشويه صورة غير الملتزم بها ، مع بقاء الانفعال والتشنج الخطابي
كما هو .
هناك من يقول : هذا ليس تحولا في النهج الدعوي الصحوي التقليدي ، بل هم دعاة جدد أرادوا استغلال الوسائل الاتصالية الحديثة بما فيها الشبكة العنكبوتية " الانترنت " لإيصال هذه الرسائل والمضامين الدعوية التي تنفر من عمل غير الملتزم ، وتعكس صورة سيئة لكل سلوك يخالف مظهر التدين ، ولمن لا يلتزم ببعض السنن ، ولمرتكبي بعض المعاصي حتى لو كانت من المختلف فيه بين الحلال والحرام .
ومن هؤلاء " الدعاة الجدد " من ذهب لنشر قصص حدوث الكرامات والمعجزات ككرامات المجاهدين الأفغان والشيشان والأطفال الذين يحفظون القرآن الكريم دون معلم أو ملقن وهم لم يبلغوا بعد الثالثة من العمر !
وكالآيات القرآنية التي روج لظهورها على ذراع ساق طفل من آسيا الوسطى .
وكتشكل جذوع بعض الأشجار والأحجار والنباتات على هيئة آيات قرآنية .
وتلك الفتاة التي تحولت إلى ماعز لأنها كانت ترتكب بعض المعاصي !
وتلون وجه الشخص المتوفي بحسب العمل الصالح الذي كان يقوم به قبل وفاته أو بحسب لون المعصية التي كان يرتكبها .
وكثيرة هي القصص من نسج الخيال ، منها ما يحدث به البعض في مجالس الذكر ، ومنها ما تتناقله " الإميلات " الالكترونية
مع التأكيد للمرسلة له هذه القصص من أن أجره سيكون بعدد الأشخاص الذين يعيد إرسالها لهم !
كقصص المرضى الذين شُفيوا بعد أن جاءهم منبه يحذرهم من سماع الموسيقى فتابوا فأصبحوا دعاة يروون قصص توبتهم للآخرين .
وكقصة الشقيقين اللذان تعاركا أمام منزلهما لاختلافهما في من عليه الدور منهما لحمل أمهما المسنة .
وكقصة الشاب الذي مات ويده ممسكة بورقة ( ترقيم !) .
كل ذلك أصبح شيئا مألوفا إلا ما يلفت الانتباه أكثر هو تلك الرؤيا التي رأت فيها إحدى السيدات العربيات النبي صلى الله عليه وسلم في المنام في قصة غريبة المهم فيها هو تخويف من يقرأ رسالة تلك الرؤيا ثم لم يرسلها لمن يعرف !.
وكثيرا ما يلاحظ استخدام الدعاة الجدد لذات اللغة والحركة التي يفهمها جيدا بعض العامة من المستهدفين مثل السوقيين والحراجيين و" الكدادين " !
ـــــــــــــــــــــ
إعادة وإضافة للربط والتوافق :: اعتقد أن مغامرات " فرسان الصحوة الثلاثة " كما في مقال الكاتب عبدالله بن بخيت نوع من المحاولة لاستعادة أمجاد الصحوة ، وإقاف هذا التحول السطحي ، حيث كاد تلامذة الصحوة أن يطغوا على خطاب الصحوة الجديد من خلال أساليبهم الدعوية السطيحة والخرافية الساذجة .
تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com
التعليقات (0)