الدستور ذو الفدرالية المقسمة للعراق بين قبول المرجعيات ورفضها
ان من اهم مقومات بناء الدولة الديمقراطية الحديثة هو الدستور، لانه القانون الذي به ستحكم البلاد، فيجب ان يكون الدستور داعية للوحدة ولم الشمل لابناء البلد الواحد دون النظر الى مسمى القومية او الطائفية او الفدرالية او المناطقية وماشابه ذلك، فعلى هذا الاساس –اي لو وجد دستور هكذا- فانه سيعم الازدهار وتتضاعف اللحمة الوطنية وتزداد الاخوة بين ابناء البلد الواحد فتصبح البلاد وطن يحتضن الجميع بحضنٍ واحدٍ موحد وتتلاشى كل المسميات التي تزرع التفرقة وان الاخيرة مدعاة للضعف والضعف مدعاة للضياع .
اما اذا كان الدستور من شأنه ان يبذر بذور الفرقة ويجذرها او يعمل على ذلك الشيء فانه الضياع للبلاد واهلها وانه يُطمِّع من كان له طمعاً بتشتيت البلاد وضياعها وضياع هيبتها واهلها ، هكذا حال البلاد التي يسود فيها قانون هكذا دستور.
نعم، فدستور العراق وللاسف الشديد كان من النوع الثاني والذي يحمل بين جوانبه الفدرالية والحكم على اساسها، بمعنى ان بامكان اي مجموعة او طائفة او غيرها ان تختزل قسماً من العراق وارضه واهله وثرواته ومائه وسمائه لصالحها متناسية الشعب الواحد والذي هو كالجسد الواحد!.
ولكن عندما عرضت مسودته على الشعب من اجل التصويت عليها بـ(نعم او لا)، انقسم الشعب الى اتجاهين حياله، وكل اتجاه هو آمن برأي مرجعيته بإعتبارها هي المسؤولة الاول والاخير عن مستقبل العراق وشعبه وثرواته وارضه ومائه وسمائه في ظل هكذا دستور، حيث كان لكل اتجاه وكما عرفنا رأيٌ لمرجعيته، فانقسمت المرجعيات الى قسمين قسمٌ آمن بهكذا دستورٍ واراده ان يكون قانون الشعب العراقي، وقسم رفض هكذا دستور ورآه لا يستحق ان يكون قانونَ شعبٍ آمن بوحدة بلاده من كافة الجوانب.
اما القسم الاول وهو الذي قبل بالدستور كقانون يحكم العراق رغم فدراليته المفتتة والمضيعة والمضعفة للعراق وشعبه وثرواته ومائه وسمائه والمطمعة به من له احلام بتفتيت العراق بحسابات لا يقبلها الضمير الانساني المنصف، وكان هذا القسم من نصيب مراجع النجف الاشرف (السيد السيستاني والسيد محمد سعيد الحكيم والشيخ الفياض والشيخ بشير النجفي)
حيث انهم ومن خلال مواقفهم وبياناتهم نراهم قد قبلوا به كقانون العراق وشعبه.
بيان السيد السيستاني وماجاء فيه حول الدستور
http://sistani.org/index.php?p=824163&id=198
كلمة إلى أعضاء لجنة وضع آلية كتابة الدستور/ الشيخ اسحاق الفياض وينقل آراء مراجع النجف الثلاثة
http://www.alfayadh.com/site/index.php?show=news&action=article&id=11
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه وأفضل بريته محمد وعترته الطيبين الطاهرين ...
إخواننا وأعزائنا أعضاء لجنة وضع آلية كتابة الدستور المحترمين ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
نحن إذ نبارك لكم جهودكم وتكاتفكم وتوافقكم على وضع آلية الدستور على وفق ما هو المطالب به من قبل المراجع الدينية وعلى رأسهم سماحة السيد السيستاني (دام ظله ) ندعو من الباري عز وجل مزيد التوفيق لكم في الخطوات القادمة الشاقة وبذل الجهد المكثف في سبيل إنجازها خطوة بعد خطوة حتى تنجز الخطوات بكاملها بوضع الدستور المثالي ، وندعو الشعب العراقي العزيز بكافة شرائحه وطوائفه الإسراع في إنهاء الاحتلال بقوة المنطق وبسلاح التكاتف والتلاحم والتوافق بينهم ووحدة الصف والكلمة ، وبذل الجهد المتواصل في وضع الدستور وتكميله والمصادقة عليه في انتخابات عامة حرة . !!!
اما القسم الثاني فهو القسم الذي رفض الدستور رفضاً قاطعاً لما فيه من امور لا تخدم العراق وشعبه ومنها الفدرالية ونتائجها وانعكاساتها على واقع العراق وشعبه، وكان هذا القسم من نصيب السيد الصرخي الحسني ، حيث كان له رأي في الدستور حتى قبل وضعه وجعله كقانون العراق وشعبه.
بيان رقم – 1–
نعـــــم . نعـــــم . نعـــــم للانـتـخـــابــــات
http://www.al-hasany.com/index.php?pid=99
لقد رفضنا وشجبنا ولا زلنا نرفض ونشجب الإحتلال وما صدر ويصدر منها ، ورفضنا مجلس الحكم وما صدر عنه لأن المجلس قد عُيّنَ من قبل قوات الإحتلال الأمريكية ، وطالبنا بإقامة حكومة إسلامية عادلة يحفظ فيها جميع حقوق الإنسان والحريات لجميع أبناء الشعب العراقي وبما لا يتنافى مع الشرع والأخلاق ، ويكون هذا تحت ولاية الفقيه العادل الجامع للشرائط الأعلم ظاهراً وواقعاً صدقاً وحقاً ....
والان تبين كم هو هزيل ومليء بالمشاكل هذا الدستور الذي وضعوه والذي ايده رموز وعلماء وهم يتحملون وزره الى يوم القيامة .
التعليقات (0)