الدستور المصري بين الرفض العلماني والتدليس الاسلامي

بعد قراءتي للدستور المصري الجديد استغربت لأمرين .

الامر الاول اعتراض القوى المدنية والعلمانية ، فلا ادري لما كل هذه الاعتراضات المبالغ فيها فالدستور المصري الجديد ليس فيه ما يستحق كل هذه الاعتراضات سوى بعض المواد مثل صلاحيات الرئيس وامتيازات الجيش وبأمكان القوى المدنية التفاوض على تعديلها بدل كل هذه الاعتراضات .

الامر الثاني وهو تدليس التيار الاسلامي . فالتيار الاسلامي الذي ظل سنوات ينادي بتطبيق الشريعة الاسلامية ويرفض الدستور المدني ويكفر كل من عمل بالدستور الوضعي هاهو يصنع بنفسه وبيده دستورا وضعيا بامتياز ، وكل من يقرأ هذا الدستور ثم يعيد قراءة دستور 71 سيكتشف بما لا يدع مجالا للشك ان الدستور الحالي هو نسخة مشوهة وركيكة من دستور 71 .

الغريب ان يقوم بعض المتاجرين بالدين بالربط بين الاسلام والدستور المصري وهو قمة الكذب والخداع والتضليل والتدليس فالدستور المصري الجديد لا علاقة له بالمرة بالشريعة الاسلامية لا من قريب ولا من بعيد حتى ان اسم الله غير مذكور في هذا الدستور ، بل ان بعض المواد تخالف الشريعة .

تدليس ، كذب ، تزييف ، خداع ، غش ، تضليل ، تزوير ، هي ادوات التيار الاسلامي الان في كل المجالات وخصوصا في الحديث عن الدستور المصري على المنابر ومن خلال القنوات الدينية ، حتى اصبح الكذب تجارة دينية بامتياز .

انا اتحدى اي شيخ من الشيوخ اياهم او اي شخص اخواني او متاجر بالدين اتحداه ثم اتحداه ان يخرج لي مادة واحدة من 236 مادة من الدستور المصري لها ادنى علاقة بالاسلام سوى المادة الثانية الموجود منذ 71 .

فلماذا ايها الاسلاميون كل هذا الكذب والغش والتدليس ؟ ولماذا بعد كل هذه السنوات من محاربة الدساتير الوضعية قمتم بصناعة دستور وضعي ؟

 اما انت ايها المواطن الغلبان المسكين المخدوع المنخدع بهولاء الافاكين المضللين فجعلت من نفسك أمعة لهم وذيلا من ذيولهم ، فاقول لك انتظر قليلا وستجد نفس الاشخاص يقولون لك ان هذا الدستور وضعي ويطلبون منك رفضه كما طلبو منك تأييده ، وانت مسكين لا رأس لك ولا عقل سوى الانجرار وراءهم . حتى النعجة قد ترفض وتستعصي على سائقها ، اما انت فمسالم اكثر من النعجة ، والنعجة اكثر حرية منك ، انهم يسوقونك مثل ال ......... ؟

اتحدى واراهن اي شخص ان هولاء المؤيدون للدستور ويلصقونه بالاسلام هم من سيقف ضده بعد حين ويلصقونه بالكفر .

والايام بيننا .