يبدو أن النظام في سوريا مستعد لخلع كل شئ في البلد من مكانه حتى يحصّن نفسه على أمل أن يعود حكمه الى سالف عهده، ففضلا عن خلع أرواح السوريين المتواصل منذ اكثر من احد عشر شهرا، توصّل أخير الى وجوب خلع الدستور السوري الذي حكمت به سوريا دولة و شعبا و أرضا لعقود طويلة.
فبين ليلة و ضحاه و بقدرة قادر أصبح الدستور السوري و الذي تقام اليوم مراسم خلعه، لا يصلح لحكم سوريا التي يريدها سيادة الدكتور بشار الأسد و بالتالي بات يحمل كل مساوئ دساتير العالم منذ عهد حمورابي، و فجأة اكتشف النظام السوري و فرقة "حسب الله" الإعلامية خاصته أن الحياة السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و التي كان ينظمها الدستور المخلوع كانت "مش ولابد".
النظام في سوريا و تلك الجوقة المصاحبة له كان يعلم علم اليقين أن هذا الدستور لم يكن يساوي الحبر الذي كتب به، بالنظر الى أن فصوله كانت تعدّل في أقل من خمس دقائق، و لكن عندما قرّر بشار أصبح يقال عن هذا الدستور أنه لم يكن يرضي "تطلّعات" "السيد الرئيس" في بناء دولة ديموقراطية تعدّدية و في المقابل الفرج و الخلاص في الدستور الجديد الذي سيحقّق وجوبا تلك "التطلعات".
فأعطيت الإشارة الى فرقة "حسب الله" بالبدأ في سلخ الدستور المخلوع و اخراج الدستور الموعود على أنه فلتة من فلتات زمانه صاغته عقول "فطاحلة" فطنوا فجأة الى حقيقة أنهم أساتذة في القانون الدستوري بعد أن غابت عنهم هذه الحقيقة طوال حكم الدستور المخلوع.
فعلى ما يبدو أن بشار قرّر أن يرشّح الدستور الذي منح له الرئاسة في سوريا على طبق من ذهب الى منصب "المخلوع"، المنصب الذي أحدثته الثورات العربية على أمل أن يخطأه هذا الشرف الأثيل.
التعليقات (0)