أشعر بالإستياء عندما أقرأ أو أرى عالم فذ يعمل مبرراتى ويقارن بين الأوضاع فى مصر ونظيرتها فى الدول الأوروبية ، فما زال ما يُطلق عليهم خبراء يقارنون بين أسعار السلع والخدمات المرتفعة فى أوروبا ونظيرتها المنخفضة فى مصر دون أن يأتوا بسيرة الدخل المتدنى للمواطن والموظف المصرى ، وما زال السادة ترزية القوانين فى مصر إذا ما طالب الناس بتعديل مواد الدستور إلا ويبدأ كل "مقصدار" منهم فى شرح نصوص الدستور الفرنسى مرة واحدة (!) ، دون أن يذكروا الفرق بين الحياة السياسية داخل فرنسا وبين العبث والموات السياسى التزويرى فى مصر .
وكنت أود أن يقارن هؤلاء الترزية بين شروط الترشح لرئاسة السودان الشقيقة و مصر العريقة ، فبالتأكيد قد سمع وشاهد كل الترزية فى مصر عن إدلاء الجالية السودانية بأصواتهم فى عدة أماكن داخل مصر منذ أشهر قليلة ، وينص القانون السودانى على كل من يريد أن يرشح نفسه للإنتخابات الرئاسية " أن يكون سودانياً بالميلاد، سليم العقل، لا يقل عمره عن أربعين عاماً، يكون ملماً بالقراءة والكتابة، وألا يكون قد أُدين فى جريمة تتعلق بالأمانة أو الفساد الأخلاقي"، ويجب أن يؤيد المرشح بـ(15) ألف ناخب مسجل ومؤهل من (18) ولاية سودانية على أن لا يقل عدد المؤيدين في كل ولاية عن (200) ناخب ، وإيداع (10) آلاف جنيه للمفوضية .
ورغم سهولة الشروط إلا أنه قد حدث جدل بدعوى صعوبتها حيث قيل إن عدد الولايات (18) كبير ويصعب الحصول على التأييد منها جميعاً وطالبوا بأن يكون عدد الولايات التى يجمع منها تأييد (15) ألف ناخب هى (10) ولايات فقط .
وعدد ولايات السودان (25) ولاية فشمال السودان فيه (15) ولاية أما الجنوب فمكوّن من (10) ولايات ، وعدد سكان السودان نصف عدد سكان مصر بالتمام ، لذلك من السهل أن نبنى على ماسبق شروط الترشح للرئاسة المصرية وهى ( أن يؤيد المرشح بـ(30) ألف ناخب مسجل ومؤهل من (21) محافظة مصرية على أن لا يقل عدد المؤيدين في كل محافظة عن (400) ناخب ، وإيداع (20) آلاف جنيه للجنة الإنتخابات .
ورغم أن الحياة السياسية التزويرية فى مصر"الهادئة" لا تختلف عنها فى السودان "المتناحره" إلا أننا يجب أن نترك دستور فرنسا لأهلها حتى لا يجرحنا أحدهم قائلاً "وهى العين تعلى على الحاجب" .
التعليقات (0)