حياكم الله بكل الف خير
بقلم حسن لمريس من المغرب
أينما وليت وجهك في أحد الطرقات بالمغرب إلا وستجد دورية للدرك الملكي تقوم بإصطياد السائقين عفوا بتوقيف مخالفي القانون,لكن هذه الدوريات لا تقوم بعملها كما يجب,فلقد شاهد العالم على قناة(يوتيوب العالمي) أشرطة بعض القناصين وهم يصورون بعض رجال الدرك الفاسدين وتبين تلك الأشرطة مدى حرصهم على تلقي وأخد الرشاوي من جميع السائقين ,إلا في حالة واحدة الأ وهي عندما يوقفون مسؤولا أو مستشارا أو وزيرا,فإما أن يقدموا له إعتذارهم أو سيكون مصيرهم أسوأ.
في الأسبوع الماضي كنت مسافرا عبر الحافلة إلى مدينة مراكش المغربية,وفي الطريق أوقفتنا دورية للدرك الملكي,وكان جميع المسافرين على متن تلك الحافلة واقفين لأن جميع الكراسي مليئة عن أخرها,لقد تحد سائق تلك الحافلة كل القوانين ومع ذلك لم يسجلوا له أية مخالفة وتركوه يذهب بسلام بعد أن دس لهم في جيوبهم أوراق نقدية زرقاء,وأنطلق بنا السائق بسرعة جنونية لأن الوقت لا ينتظر حسب قوله.
في جميع نقاط المرور ذاخل المغرب لا يمكن لدورية من الدرك أو الشرطة أن تعود بعد نهاية عملها وجيوبها فارغة, كنت ذات مرة جالس مع أحد الدركيين وسألته لماذا يتلقون رشاوي من السائقين عوض تسجيل المخالفات لهم؟
فرد علي: بأن قائدهم هو من يعطي القوانين والأوامر ولا يأبهون لأي احد سواه,المهم المبلغ الذي يحدده القائد هو الهدف من الوقوف في تلك الشمس الحارقة طوال مدة العمل,وكذلك الأجرة التي نشتغل بها لا تكفينا ولذلك نتلقى الرشوة فلا يمكن لاي دركي أو شرطي العيش بدونها هذا مستحيل في المغرب.ويقول حقوقيون أن الرشوة يجب ضبطها من جميع النواحي "القانونية والاجتماعية والاقتصادية".واعتبروا أن مشكلة الرشوة تأتي من الفقر والجهل واستغلال النفوذ كما أنها "أبعد من الأخلاق في ظل غياب المراقبة والإرادة السياسية لمحاربة الظاهرة."
التعليقات (0)