تستمر مطاردة عناصر الدرك الملكي في ابن سليمان لساكنة دوار «أولاد يونس»، أصحاب الأرض (الشياع)، التي تم كراؤها لسيدة من أجل استغلالها كمقلع للأحجار، دون أدنى استشارة
منهم، والمتَّهمين بعصيان أمر وكيل الملك، الذي أمر بتنفيذ الحكم القاضي بانطلاق نشاط المقلع. فبعد أن تم اعتقال أربع نساء وثلاثة شبان، مازالوا، إلى حدود أمس، معتقَلين بالسجن المحلي في ابن سليمان ينتظرون النظر في ملفهم، مازال عناصر الدرك الملكي يبحثون عن متَّهَمين آخرين بالعصيان، وهو ما جعل مجموعة من أفراد بعض الأسر، المطلوبين قضائيا، وغير المطلوبين، يهجرون منازلَهم، خوفا من الاعتقال، تاركين ممتلكاتهم ومواشيَّهم وحارمين أطفالَهم من الدراسة.
انتفاضة القرويين الذين هاجروا ديارَهم في اتجاه الأهل والأحباب، خوفا من الدرك الملكي، ومن إمكانية اعتقالهم، استنفرت الحقوقيين في المدينة، حيث ندد فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان، والذي زار المنطقة المنكوبة، بالحكم الذي اعتبره جائرا، وأكد أنه في حال تشغيل المقلع، فإن الجمعية ستدخل على الخط، لوقف الأشغال، بكافة الأشكال النضالية، بما فيها الاعتصام أمام باب المقلع. وأدان الفرع، بشدة، اعتقالَ النساء المريضات دون وجه حق، كما أدان الحكم الاستعجاليَّ القاضي بالاستحواذ على أراضي الشياع، وتساءل كيف أن الأرض تم كراؤها من سيدة، في ضرب واضح للقانون، وكيف أن السيدة عمدت، في خرق آخر للقانون، إلى كرائها لشخص آخر. وطالب بإطلاق سراح كل المعتقَلين. كما طالب بتدخل الجهات المعنية، وطنيا، لوضع حد للترخيصات العشوائية للمقالع في الإقليم. وذكر مجموعة من المتضررين، في تصريحات متفرقة لـ«المساء»، أن القوات العمومية التي كانت تهدف إلى فرض إعطاء انطلاقة نشاط مقلع للأحجار تم الترخيص له فوق أرضهم وبدون استشارتهم، عمدت إلى تعنيف الرجال والنساء والشبان، مستعملة العصي والضرب باللكمات والأرجل، وكانت الحصيلة الاعتداء على ثلاث نساء أحلن على المستشفى الإقليمي لابن سليمان وتعنيف واعتقال مجموعة أخرى. وأكدوا أنهم هاتفوا سيارة الإسعاف وأن الدرك الملكي رفض منحهم حق الإسعاف. فبعد أن طرقوا كل الأبواب وراسلوا كل الجهات المعنية، وبعد أن طال انتظارهم لما ستفرزه المحاكم التي لجؤوا إليها من أجل إنصافهم، فوجئوا بقرار سلبهم جزءاً من أرضهم وتحويله إلى مقلع، فقررت الأسر القروية المغلوبة على أمرها الدخول في وقفات واعتصامات على الحدود بين منازلهم وموقع المقلع، انتهت بتعنيفهم وتهجيرهم من منازلهم.
التعليقات (0)