الدرس
حدثت هذه القصة منذ سنوات في يوم من أيام كانون الأول الباردة التي يتمني الناس فيها لو أنهم اشتروا حوائجهم في شهر تموز0
هبت رياح ثلجية عبر الشوارع ، وانحني رجل ملتح علي أحد مقاعد الرصيف وكان يرتدي معطفاً بالياً وحذاء دون جوارب ، كما وكان لف كيساً من الورق حول رقبته ليحمي نفسه من الريح القارصة.
تريثت متسوقة في خطواتها وقد أحزنها منظر الرجل المسكين ، وفكرت في نفسها :" يا له من منظر مؤسف!"
لكن لم يكن بوسعها فعل شيء لمساعدته، وبينما مضت متلكئة ،مر ولد صغير لا يتجاوز عمره الحادية أو الثانية عشر ولا حظ حالة الرجل المسكين ،كان للفتي وشاح صوفي أحمر حول رقبته ، وقف بجانب الرجل العجوز وخلع وشاحه ولفه حول رقبة الرجل ثم مضي في طريقه0
شعر الرجل بالدفء متحسساً الوشاح بيديه، أما المتسوقة فقد توالت عن المنظر ، متمنية لو كانت هي التي أعطت الوشاح 0
كنت أنا تلك المتسوقة ، وقد علمني ذالك الطفل درساً ذلك اليوم وهو أينما أكون ، وكائناً من كان ما املكه
هنالك دائماً ما نستطيع منحه للآخرين000000 لمسة، ابتسامة،دعاء ،كلمة تشجيع، أو حتى وشاح أحمر0
التعليقات (0)