علي جبار عطية
ـــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
يقول محدثي ونحن نجتاز احدى السيطرات الامنية وقد استخدم افرادها اجهزة كشف المتفجرات من الجيل الثاني اي من التي لا تثيرها رائحة العطر.. يقول: يبدو اننا لم نستفد مما مر بنا ولم نستوعب الدرس!
قلت له وكيف ذاك وكان هذا الحديث قبل ان يحتفل اعداء الشمس بصنمهم الاكبر بقتل اكبر عدد ممكن من الناس في المقدادية والكرادة والكاظمية؟
قال: لقد كنا ندعو الله طوال سنوات الدكتاتورية بان يكشف الغمة عن هذه الامة ومع كل سوط من جلاد ترتفع الجراح بالدعاء مضمخة بدماء الشهداء وصرخات الثكالى وبكاء الايتام حتى اذا تهاوت قلاع الظلم كان المتوقع ان يلملم الشعب جراحه ويتجه الى البناء ويشكر الله على نعمة الحرية فاذا بمعادن الناس تتكشف واذا بالحواسم تلطخ سمعة الشعب العراقي ثم اطل الارهاب الظلامي المهزوم من انوار المعرفة ليقتل كل جميل ومضيء في الحياة العراقية الوليدة لتبدأ اسوأ صفحة في تاريخ العراق الا وهي التهجير والقتل على الهوية!
وعادت الاكف ترتفع الى الله ليكشف الغمة عن هذه الامة وبدأت تباشير الانفراج لكن مع كل انفراج تطفح على السطح انحرافات تضرب ضمير المجتمع في الصميم وعاد الارهاب بقناع الفساد الاداري والمالي وشاعت الرشوة وصارت امرا واقعا وسقطت الوساطة اي ضعف تأثير الجاه الاجتماعي في تمشية المعاملات وحلت المادة محلها في تراجع قيمي مريع وبدلا من رفع الاكف بالدعاء هذه المرة انخفضت الايدي لتنشغل باجهزة الهاتف النقال وفساد الذمم فنحن لم نستفد من الدرس الا قليلا..
كنا في حالة استغراق في الحديث حين صدح صوت غجري من احدى السيارات يحاكي اغنية لوردة الجزائرية شهيرة في السبعينيات تقول:
)وحشتوني) لكن الصوت الغجري يرد عليها برعونه (خايبة انت اللي وحشتينا!(
قلت: لعله ارهاب غنائي يحمل قنابل اجتماعية موقوتة!
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)