مع اقتراب شهر رمضان، تواصل مختلف القنوات الفضائية العربية استعراض شبكاتها من المسلسلات التي تعرضها، والملاحظ هذه المرة، هو الروتين الذي يطبع المواضيع التي تعالجها الدراما المصرية وحتى السورية الخليجية، والجديد فقط هو نكهة تركية غير معهودة بدخول نجوم أتراك حلبة المنافسة العربية في هذا المجال•
بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل أم كلثوم قبل سنوات، ونجاح مسلسلات أخرى من هذا النوع على غرار الذي تناول سيرة الفنانة الراحلة سعاد حسني، وإسمهان وغيرهما، تبقى الدراما المصرية وفية لهذا الخط، وهي تراهن على إعادة تقديم من يسمون بـ نجوم الزمن الجميل، وفي هذا الإطار ينتظر أن يبث مسلسلان، الأول هو قلبي دليلي الذي يتناول سيرة الفنانة المصرية الراحلة ليلى مراد منذ ولادتها سنة 1918 ومسيرتها في دنيا الغناء والسينما منذ لحظة اختيار الموسيقار محمد عبد الوهاب لها لتشاركه بطولة فيلم يحيا الحب عام انطلاقتها الفنية الحقيقية ,1937 ثم عملها إلى جانب الفنان أنور وجدي وزواجها معه، كما يتناول إشكالية أصولها اليهودية ومحاولة إقناع البعض لها السفر إلى إسرائيل بعد قيام الدولة العبرية سنة 1948 ورفضها ذلك• وتلعب بطولة المسلسل الفنانة السورية صفاء سلطان في دور ليلى مراد وأحمد راتب وعبد العزيز مخيون وعزت أبو عوف وأحمد فلوكس، وهو من إخراج محمد زهير رجب• وثاني مسلسل من هذا النوع تراهن عليه الدراما المصرية هو أبو ضحكة جنان الذي يتناول سيرة الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين، وهو من بطولة أشرف عبد الباقي الذي يتقمص شخصية إسماعيل ياسين إلى جانب صلاح عبد الله وماجدة زكي وسمير غانم ورانيا فريد شوقي وعائشة الكيلاني•
ومنعت ظروف طارئة إكمال مسلسلات من هذا النوع مثل مدّاح القمر الذي يتناول حياة الموسيقار بليغ حمدي ومسلسل كليوباترا الذي يتناول حياة الملكة المصرية القديمة كليوباترا من بطولة سلاف فواخرجي التي نجحت سابقا في تقمص شخصية إسمهان وإخراج السوري وائل رمضان، إضافة إلى مسلسل رجل لهذا الزمان الذي يتناول قصة حياة عالم الذرة مصطفى علي مشرفة•
وإضافة إلى مسلسلات النجوم، تراهن الدراما المصرية على مجموعة من المسلسلات الأخرى منها أفراح إبليس، وهو عبارة عن دراما اجتماعية صعيدية تتحدث عن سلطة العائلة والازدواجية الأخلاقية التي يعيشها بعض الآباء مع أبنائهم، من تأليف محمد صفاء عامر وإخراج سامي محمد علي، وبطولة جمال سليمان، عبلة كامل وربما يحاكي مسلسل حدائق الشيطان الذي نجح قبل ثلاث سنوات من الآن، إضافة إلى هانم بنت باشا من تأليف ياسر عبد الرحمن أحمد وإخراج سعيد حامد، وبطولة حنان ترك، عمرو يوسف،
ومسلسل تاجر السعادة الذي يتناول شخصية الشيخ الكفيف مصباح الذي يعمل عوادا، ويعتمد أهل حارته عليه في حل مشاكلهم من بطولة خالد صالح، هالة فاخر، فادية عبد الغني، أحمد صيام، ونار وهو مسلسل اجتماعي من بطولة يوسف شعبان، تيسير فهمي، إبراهيم يسري، نبيل نور الدين، شرين• وهناك مسلسل مشاعر في البورصة، ومسلسل الوتر المشدود من بطولة آثار الحكيم ومعالي زايد ورياض الخولي وخيرية أحمد ومحمد كامل وإيناس مكي•
وتعود مسلسلات الجوسسة وملفات المخابرات مع حرب الجواسيس الذي يتناول شخصية سامية فهمي الفتاة التي تكتشف أن خطيبها ما هو إلا جاسوس للمخابرات الإسرائيلية وهو عن قصة لصالح مرسي وسيناريو وحوار بشير الديك وإخراج نادر جلال وبطولة منة شلبي وهشام سليم وهناك مسلسل المصراوية في جزئه الثاني للكاتب الشهير أسامة أنور عكاشة بطولة الفنان ممدوح عبد العليم وسميحة أيوب وميس حمدان ونبيل الحلفاوي وإخراج إسماعيل عبد الحافظ•
ويدخل الفنان نور الشريف منافسة رمضان بدور مختلف في مسلسل ما تخافوش الذي يتناول شخصية مذيع مشهور تدخله آراؤه السياسية في دوامة من المغامرات والمشاكل• وتتقدم الفنانة إلهام شاهين في مسلسل عشان ماليش غيرك إلى جانب رياض الخولي وأحمد عزمي ورهام عبد الغفور•
ولئن بقيت الدراما المصرية تراهن مرة أخرى على مسلسلات نجوم ما يسمى الزمن الجميل، فإن سوريا تستمر في الدراما الشامية التي أسسها المخرج بسام الملا قبل سنين وبلغت أوجّ نجاحها مع مسلسل باب الحارة، حيث يستمر المخرج في تحديه وهو يدخل الجزء الرابع منه رغم تراجع شعبيته في الجزء الثالث لرمضان الماضي عندما فَقَدَ الكثير من بريقه، والجديد مع الجزء الرابع هو تخلي المخرج عن النجم سامر المصري وتخليه كذلك عن السينارسيت مروان قاووق، وينتظر أن يكون المسلسل في منافسة شرسة مع الشام العدية الذي سيكون بمثابة الجزء الثاني من مسلسل بيت جدي ويكتبه مروان قاووق الذي أبدع في الأجزاء الأولى من باب الحارة، ويلعب بطولته سامر المصري الذي خرج من مسلسل باب الحارة، ويخرجه إياد نحاس ويتقاسم بطولته إلى جانب سامر المصري كل من بسام كوسا وصباح الجزائري ووفاء موصللي وصالح الحايك وأنطوانيت نجيب وطلحت حمدي••• وغيرهم• ويرى البعض أن الشام العديّة هو محاولة لسد الطريق أمام باب الحارة الذي اُتهم بإفراغ محتواه، ويتهم كل النجوم الذين خرجوا من المسلسل بطريقة أو بأخرى المخرج بسام الملا نفسه بالأمر، لكن الأخير يواصل تحديه للسنة الرابعة على التوالي، فهل ينجح في الجزء الرابع حيث فشل نسبيا في الجزء الثالث؟
ويعود مسلسل فنجان الدم من جديد بعدما تم منع بثه على قناة أم بي سي رمضان الماضي، بسبب النعرات القبلية التي من شأنه أن يثيرها -كما اُتهم- وهو يعالج تاريخ بعض القبائل العربية في القرون الماضية وعلاقتها بالدولة العثمانية، وهو من بطولة جمال سليمان، ومن شأنه أن يلقى متابعة واسعة هذه المرة وهو من أقوى الأعمال التي تراهن عليها أم بي سي، إلى جانب الكوميديا السعودية الممثلة في طاش ما طاش في جزئه السادس عشر، وبيني وبينك الذي سيكون منافسا شرسا له• والشيء الجديد هو النكهة التركية لهذا المسلسل مع مشاركة نجمتي نور وسنوات الضياع الشهيرتين بنور (سونغول اورن) ولميس وهي (توبا بويكتون) حيث ستفاجئان المشاهدين بصوتهما وبالعربية دون اللجوء إلى أي نوع من الدوبلاج المعروف في مثل هذه المواقف•
وفي الجزائر تتنوع الأعمال بين السكاتشات والمسلسلات الدرامية التي تعوّد عليها المشاهد في السنين الماضية، وهي تلقى إقبالا واسعا في الجزائر العميقة على وجه الخصوص رغم ضعفها مقارنة مع الدراما الأجنبية• ومن بين المسلسلات التي برمجت هذه السنة على القنوات الوطنية المختلفة، القلادة لباية الهاشمي التي تخصصت في هذا النوع من المسلسلات، إضافة إلى سلسلة تتناول الشهيد عيسات إيدير، ومسلسل جراح الحياة• أما المخرج جعفر قاسم، فهو يراهن هذه المرة على جمعي فاميلي 2 بعد النجاح الكبير الذي عرفه المسلسل في جزئه الأول وهو من نوع سيت كوم• وينتظر أن تعود الكاميرا المخفية هذه المرة بقوة بعد تراجعها الملحوظ في السنوات الماضية•
التعليقات (0)