الدراما الحجازية غائبة

الدراما الحجازية غائبة

تاريخياً تٌمثل الدراما الحجازية أساس بناء الدراما المحلية بتفاصيلها الدقيقة , فدراما الحجاز صاحبة السبق والريادة في مسيرة العمل الفني الدرامي المحلي ومدرسة المواهب الفنية والإبداعية الأولى , فالكثير من الشخصيات التي لا تٌنسى كشخصية مشقاص والأعمال الدرامية ذات المواضيع الإجتماعية المحلية كانت حجازية التأليف والإنتاج والإخراج والتمثيل فالتاريخ الفني الدرامي يحفظ لتلك الشخصيات والأعمال ذلك الحق ويضعها بالمقدمة حتى مع دخول المجتمعات عصور زمنية مختلفة عن السابق تكنلوجياً ومعرفياً !

الدراما المحلية أستفادت من الدراما الحجازية المدرسة الدرامية الأولى بالوطن لكن للأسف تلك المدرسة الرائدة "الدراما الحجازية " تعاني من الإقصاء والتهميش سواءً على مستوى النصوص أو على مستوى الممثلين والفنانيين فالدراما المحلية باتت تدور في حلقة مفرغة إستساخ لدراما خارجية أو الدفع بدراما ميتة لسوق الإنتاج ومنصات البث التلفزيوني والمتابع للمسلسلات المحلية سواءً التي تٌبث على شاشات التلفزيون الرسمي أو على الشاشات الفضائية الأخرى يجدها دراما ميتة سواءً من الناحية الأدبية كنصوص أو من الناحية الفنية كإخراج وأداء للأدوار ؟

لا يوجد تفسير لتمهيش وإقصاء الأعمال الحجازية الإبداعية خاصة وأن تلك الأعمال خرجت من رحم تاريخ عريق ومدرسة أسست للدراما المحلية وفتحت نوافذ التواصل مع الخارج , رواد تلك الحقبة الزمنية الإبداعية يوجهون عتبهم على هيئة الإذاعة والتفلزيون وعلى الجمعيات الفنية المختلفة فتلك الهيئة وغيرها مسؤولة عن حماية ذلك التاريخ ومسؤولة عن إعادة إطلاق عجلة الإبداع الدرامي الحجازي بوجه خاص والوطني بوجة عام .

قبل سنوات أقامت جمعية الثقافة والفنون بمحافظة جدة كمؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني حفل إطفار رمضاني جمع رواد الدراما الحجازية والوسطين الفني والثقافي , حفل حرك آمال الرواد والمتابعين لعل وعسى تتحرك الجهات المخولة وتٌفسح عن نصوص درامية حجازية ليشاهدها العالم بدلاً من بقاءها بخزائن المكاتب التي تئن من كثرة الأوراق المٌهملة , لكن ذلك الآمل لم يدم طويلاً فقد مرت أربع أعوام دون حدوث تحول فالتاريخ الدرامي حاضر ومٌعايش لكن طريقة التعامل معه كفيلة بقتله وقتل إبداعه ونشاطه ورواده أيضاً ؟؟