تعشعش في فضاء القنوات الإعلامية كثير من القنوات المحسوبة على التيار الشيعي أكانت قنوات دينية أو قنوات حزبية تؤول لأحزاب و تيارات عراقية معينة إضافة إلى قنوات إيرانية تتحدث اللغة العربية، هاته القنوات أصبحت تأخذ مكانها في البيت العربي السني من خلال مسلسلات دينية أو تاريخية أو حتى إجتماعية، كانت البداية مع مسلسل أهل الكهف ثم مريم حيث عرضت قنوات عربية خليجية و غير خليجية هذه المسلسلات دون إظهار صور الأنبياء، بخلاف القنوات الشيعية التي لا ترى حرجا في تمثيل الأنبياء، غير أن مع مسلسل يوسف الصديق تكسر حجر قدسية الأنبياء في قنوات عربية غير شيعية كالقنوات التونسية و المصرية ليظهر من يجسد يوسف الصديق.
خطورة هذه المسلسلات رغم أنها تتناول مواضيع تاريخية لم يقع عليها عظيم الخلاف ( قصص الأنبياء ) تتمثل في القنوات نفسها و البرامج الملازمة للمسلسلات من قبيل شريط الأحاديث أو الإعلانات أو ايحاءات قد يمررها أصحاب المسلسلات عن المهدي المنتظر أو عن الائمة مثلا………..
الحديث عن مسلسللات تاريخية و دينية قد يتم حبك سيرها وفق منظور عقائدي منافي لما تربى عليه البيت العربي السني أمر خطير جدا، خاصة في ما يعني المسلسلات التي تتناول التاريخ الإسلامي أو السيرة النبوية أو سيرالأئمة، المشاهد الجاهل للفوراق بين القنوات قد تعجبه مثل هاته البرامج خاصة لمتانة صنعتها فيقف متسمرا لمشاهدة تاريخ غريب عليه ومليء بالقصص الحزينة التي قطعا ستخاطب عاطفته خاصة إن تحدثت عن مظلومية مفتعلة ضد آل البيت. مدخل للتشيع يثار في البيت العربي دون أي رقابة رسمية و لا إجتماعية خاصة على المراهقين و الصغار و ربات البيوت.
و زيادة على المسلسلات الدينية سيستقبل المواطن العربي مستقبلا سيلا من المسلسلات الايرانية الاجتماعية، هذا إن إعتمدنا على مبدأ التنافسية و التقليد الذي تحتكم إليه جل قنوات الفضاء المرئي العربي، إحدى القنوات العربية الخليجية الذائعة الصيت تقدم إعلانا لمسلسل إيراني إجتماعي ستعرضه قريبا و قناة إيرانية أخرى خاصة بالأفلام ستفتتح قلايبا، هذا ما يعني فتح المجال للثقافة المجتمع الإيراني الشيعي كي تدخل بيوتنا من خلال العادات اليومية و العبارات اليومية التي لابد أن تتضمن إيحاءات للمعتقد الشيعي.
أمور تستوجب الحذر و الاحتياط، و مراقبة ما يقدم للمتلقي العربي و تعقبه و تصحيحه إن لزم الأمر، فما لم تستطع جهات شيعية تنفيذه خلال ثلاثين سنة، قد تصدره خلال بضع سنوات خاصة في ظل الحماسة الشعبية لماهو قادم من إيران، التي باتت حسب البعض الحاملة للواء الممانعة و التصدي للغرب، و حقيقة الأمر أن خنوع و ذل النظام العربي هو من فتح المجال لإيران لتصدير مواقفها السياسية و لعب دور مهم و طلائعي لا ينافسها في ذلك غير تركيا، و لعل التنافس الإيراني التركي على ملء الفراغ العربي تعدى الشق السياسي ليعم مجال الدراما و الإعلام أيضا.
التعليقات (0)