مواضيع اليوم

الدراجات النارية ... بين ايجابياتها وسلبيات انتشارها

شيركو شاهين

2011-04-16 07:53:27

0

شيركو شاهين
sher_argh@yahoo.com

تعتبر ظاهرة انتشار الدراجات النارية ما صغر منها وما كبر إضافة لتضاعف أعداد المراكز المتخصصة بتأجير تلك الدرجات من ابرز السمات التي تتسع وتزداد خصوصا مع بداء العطلة الصيفية وذلك عبر اغلب الطرقات والأحياء , ولما كان لهذه الظاهرة من مخاطر جمة قد تتمثل في قسم منها على تهديد أرواح الممارسين لهذه الألعاب من ناحية وعلى المواطنين من ناحية أخرى , وذلك كودا آن الغالبية العظمى منهم لا تجيد قيادة مثل هذا النوع من الدراجات السريعة .
وحول هذه الظاهرة وما يحيط بها من سلبيات آو إيجابيات كانت لنا هذه الجولة : -

آراء الممارسين
يستطيع الشخص بسهولة تحديد الأعمار التقريبية بالنسبة لأكثر ممارسي هذه اللعبة , وتكمن المعضلة هنا آن اغلبهم قاصرين آو من هم دون سن الثامنة عشر : -
يقول ثامر هاشم (( 13 عاما )) : -
- اعتدت منذ عامين على استئجار دراجة نارية صغيرة من احدى المحال الموجودة في محلتنا وعلى الرغم من ان ممارستي لهذه اللعبة تستنزف اغلب مصروفي لكني أود بها دائما ان انظم الى أصدقائي في السباقات الخاصة بمثل هذا النوع .
الا تخشى وانت بهذا العمر الصغير مخاطرها ؟
- سبق ان اصدمت دراجتي باحدى السيارات فأصبت حيينها ببعض الكسور ولكنها لم تمنعني من الاستمرار .
اما عمر وليد (( 15 عاما )) فيقول : -
- منذ فترة طويلة كنت ارغب باستمرار بقيادة الدراجات النارية ولكن ارتفاع اسعارها وقف حائلا امام تلك الاماني , ولكن بعد فتح محلات الايجار لتلك الدراجات استسهلت لنا ممارسة هذه اللعبة .
ولكن ألا يمنعك اهلك من قيادة هذه الدراجات لما لها من خطورة على حياتك ؟
- بالطبع هم يمنعوني , ولكني أمارسها سرا عنهم .
زيد حارث (( 18 عاما )) : -
- انا أمارس هذه اللعبة منذ فترة وتعلمت قيادتها بسرعة وان الان أتسابق في الطرقات مع أصدقائي في سباقات ننظمها فيما بيننا , وهي بالنسبة لي فسحة لإظهار المهارات والتي تحتاج الى جراء وشجاعة .
ولكن أليس من الممكن ان يحمل هذا الآمر معه العديد من الحوادث فيما بينكم على الأقل بخاصة وان أغلبكم لا تمهرون قيادتها ؟
- صحيح , وقد اصدمت مرة بأحد أصدقائي فسقطت حيينها والتوت قدماي والطبع اضطررت لا خفاء الآمر عن أهلي حيينها حتى لا تتم معاقبتي بمنعي من ممارسة هذه اللعبة .

اما وبالنسبة لفئة أخرى من الشباب المداومين على استخدام الدراجة النارية فكانت لهم اراء مختلفة لإيجابيات هذه الهواية : -
محمد محمود (( 19 عاما)) : -
الدراجة النارية بالنسب لي ذات أهمية عالية , لأنني استخدمها كواسطة نقل وخاصة في الوقت الحاضر حيث الزحام وإغلاق اغلب الجسور , عندها افر الوقت والمال اللازمين للتنقل , ولكن من ناحية أخرى فأني اجزم بتفشي مساوئ هذه الظاهرة على حساب إيجابياتها ,ولذلك فتمنياتي حول هذا الخصوص هو التقيد بالضوابط والتعليمات المنصوص عليها للحد من جوانبها الضارة على الطرقات عامة والأفراد خاصة .


فراس مالك (( 23 عاما )) : -
انا أمارس هذه الهواية منذ عدده سنوات وأستحصلت على رخصة رسمية لقيادتها وهي بالنسبة لي رياضة جميلة جدا وتحتاج بنظري الى دعم وتخصيص ساحات رسمية تفتح أبوابها امام الشباب لممارستها بعيدا عن مخاطر الطرقات .
أصحاب مراكز التأجير
توجهنا بعد استطلاع آراء الشباب الى أصحاب محلات تأجير تلك الدرجات والتقينا بالسيد (( كريم رحيم )) وسألناه حول شرعية فتح مثل هذه المراكز فضلا عن ارتفاع أسعار الإيجار لتلك الدرجات في الساعة ؟
وكان رده كآلاتي : لا توجد ألان قوانين ملزمة لعملنا بالاضافة لذلك فانه لا يوجد هناك ما نخشاه في هذه الفترة , اما بخصوص أسعار الإيجار فهي تتراوح (( 3000 – 5000 )) دينار في الساعة وهي لا تعتبر باهظة مقارنة مع أسعار الوقود وتكاليف الصيانة المتكررة مع العلم ان أسعار الدرجات نفسها مرتفعة حيث تجاوزت بعض الأنواع منها (( 600000 )) دينار الى المليون دينار .
اما رأي السيد ((جمال خليل )) وهو صاحب محل لإيجار وتصليح الدرجات حول مخاطر تلك الدرجات على حياة المؤجرين لها :
صحيح ان اغلب زبائننا من القاصرين والشباب المراهقين ولا كننا نطلب منهم دائما عدم اللعب في الطرقات الرئيسية والتي تكثر فيها حركة المارة والسيارات , ونعمل بالاضافة لذلك على ضبط عداد السرعة لتلك الدراجات حتى لا يتعدى سرعة محددة منعا للحوادث وللتقليل من إصابة السائق قدر الإمكان .
وفي نفس الإطار تتدخل لفيف من سكنه الدور المجاورة لهذه المحلات طارحين بعض من معاناتهم :
الحاج ابو علي : -
منذ ان تم استسهال فتح مثل هذه المحلات ولحد الان نعاني بشكل مباشر ومستمر من مضايقات جمة , فتلك المحلات والتي توزعت داخل الأزقة وبين الدور السكنية غير عابئة بالضجيج المتواصل والإزعاج الدائم لأهالي الحي فضلا عن المخاطر المباشرة على أرواح الأطفال .
اما (( ام عباس )) فكان رأيها كآلاتي : -
هذه المحلات أصبحت وبالا علينا نحن أصحاب الدور القريبة منها وخاصة وكما هو معلوم انها أصبحت مركزا لتجمع الشباب حولها متخذين بها حججا لمراقبة ومعاكسة بنات الحي , هذا اضافة الى الشجار والعراك الناشئ على الدوام , لكل هذا وغيره نرجو متابعة هذه الظاهرة من الناحية الأمنية للأحياء والتي تكثر فيها مثل هذه المراكز .
رأي رجل القانون
بعد ان أدلى اغلب المعنيين بهذه الظاهرة بدلوهم حول هذا الشان , كان لزاما علينا الاستعلام فيما يخص قانونية هذه الظاهرة , والتقينا لذلك مع العقيد (( جلال مختار )) حيث قال : -
في الحقيقة هناك العديد من التشريعات والقوانين حول أصول قيادة الدراجات النارية في الطرقات العامة ومن أهمها إصدار رقم رسمي للدراجة تمثل فيها الهوية القانونية لها , قضلا عن ضرورة نيل قائد الدراجة رخصة رسمية تؤهله للقيادة مما يعني بالضرورة ان لايقل عمره عن ( 18 عاما ) وان لايقل سن الراكب خلفه عن ( 16 عاما ) , بالاضافة الى ان الرخصة نفسها تصرف بعد اختبارات داعمة لقدرات السائق على التعامل مع القوانين الملزمة له في الطرقات ويتم على وفق هذه التشريعات معاقبة المخالفين بعقوبات شديدة .
فيما يخص مراكز تأجير تلك الدراجات , ما هي بالضبط حقيقة شرعيتها واستسهال إنشائها في الوقت الحاضر ؟

لكي نكون منصفين فان القانون أجاز بالفعل إنشاء مثل تلك المراكز ولكن بشروط ان تكون ضمن ضوابط وتعليمات محددة وفي نفس الان التشديد على منع تأجيرها للقاصرين والشباب دون الثامنة عشر لما لذلك من تهديد على أرواحهم .
ولكن هل هناك استعدادات معينة من قبل الهيئة للحد من سلبيات هذه الظاهرة في المستقبل القريب ؟
إنشاء الله , سوف نعمل على زيادة التشديد على المخالفين من قبل مفارزنا المنتشرة , وكذلك سنعمل وبالتعاون مع الجهات الأمنية على مراجعة قانونية فتح العديد من مراكز التأجير , وأتمنى من أبنائنا الحذر والحيطة وتجهيز الدراجات على الدوام بكافة سبل الأمان المتعارف عليها لدى اغلب الممارسين لهذه الهواية .

خلاصة القول
قبل ان نعمل على غلق هذا لابد ان نشير مؤكدين على دور الآسرة الفعال في الحد من انجراف أبناهم وراء هذه الممارسات والتي قد تنعكس سلبا على حياتهم او أصابتهم بعاهات صعب الشفاء من أثارها فيما بعد، وكذلك ان لا ننسى أهمية رعاية المسؤولين في وزارة الشباب واللجان الرياضية للنشاطات الصيفية وان لا يترك الشباب نهبا لداء الملل وعدم المبالاة عن طريق فتح ابواب النوادي الرياضية ومراكز ثقافية وعلمية لزيادة الوعي واستيعاب طاقات الشباب واهتماماتهم وتوجيهها لخدمة نموهم الفكري والبدني.

نشر بتاريخ ((31/07/2011))

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !