مقاربة ..الوجود الصهيوني ومصاديق الدجال( )
تحتل القضية المهدوية بعدا واسعا في نصوص المسلمين اذ لا خلاف بين المسلمين من وجود دولة للمهدي في اخر الزمان الا من حيث ان المهدي ولد ثم غاب ام انه يولد في اخر الزمان . بل ان اطروحة المنقذ والمخلص والمجتمع السعيد حلم حلمت به البشرية على اختلاف افكارها وتوجهاتها وليست هي حكرا على المسلمين او على الشيعة فحسب ، اما من لا يعتقد او يشكك بالمهدي فانه لا يشكك مطلقا في علامات قيام الساعة والتي عدتها بعض الروايات عشرا واصولتها رويات اخرى الى اكثر من ذلك ، واجتمع في القضية ان ذكر بعض الملامح الرئيسية سواء لمن يؤمن بوجود المهدي او خروجه في اخر الزمان او من يؤمن بعلامات قيام الساعة ومن تلك الملامح كثرة الفساد وخروج الشمس من المغرب وخروج الدجال كلها في اخر الزمان او علامات لقيام الساعة ومن هنا يكون الدجال مثلا امرا مسلما به عند الجميع لا يشك به احد لكننا في قبال ذلك نواجه مشكلة كبرى على الرغم من ايمان الجميع بهذه الظواهر كعلامات محتملة لزماننا ، وهي الاهمال والتغييب لهذه الافكار فقلما يكتب الباحثون عن هذه الامور وحتى لو وجدت الكتب فلا يوجد تثقيف اجتماعي للامم على هذه الاجواء لان اجواء اخر الزمان على كلا القولين اجواء مضطربة ومملوءة بالفتن والغصص والجوع والعطش والخوف والحصارات والهزات النفسية والاجتماعية كارهاصات لاختبار الناس وتمييز ايمانهم ،فكان اللازم على مؤسسات المسلمين جميعا اعداد الامم على معرفة علامات اخر الزمان ودراستها والتحذر منها واتخاذ الموقف الشرعي تجاهها وبيان اهميتها وخطورتها وان تطلب الامرفبالامكان دراسة عملية التشخيص والتطبيق لتلك المفاهيم على مصاديقها فبدلا من ان تكون حبيسة القراطيس ومجهولة الفهم نخرجها من مكنوناتها ونطرحها للفهم والدراسة ،ومن هنا فقد انطلق اعداء الانسانية في عدة اتجاهات تنطلق من مؤسسة واحدة وتنتهي باهداف تصب في مصلحة اعداء الاسلام ،فواحد من هذه الاتجاهات مدعي المهدوية والنيابة العامة على حدة وما يثيرونه ويسببونه من ارباك للناس في الارتباط والتمسك بهذه العقيدة فيشتت الفكر ويشوه السمعة لهذه العقيدة المباركة ، ومن جهة اخرى تنطلق الحملات الاعلامية والفكرية لامتصاص مابقي من اخلاق المحتمعات عن طريق وسائل الاعلام والتثقيف والتحكم بالمناهج الادبية والدراسية بل وحتتى في دساتير المسلمين وقوانينهم ، ومن جهة حملات مسعورة لاثارة الحقد والعداوة بين اطراف الاسلام بحجج واهية منها التعصب المذهبي او المناطقي او المرجعي او الحزبي ،ومن جهة اخرى تنطلق دعاوى الى جعل الدين الاسلامي كغيره من الاديان عبارة عن صورة لمرحلة تاريخية مرت بالمسلمين يستذكرونها بكل اعتزاز وتقدير لكن لا يترتب على ذلك الاعتزاز أي اثر ....!!
الدجال في المصادر الاسلامية
لقد احتوت مصادر المسلمين جميعا على نصوص كثيرة تحدث عن شخصية الدجال واهتمت به تلك المصادر ايما اهتمام ، لكننا ومع الاسف ككثير من المعاني ترحمنا على الماضي وضيعنا الحاضر والهت افكارنا واقلامنا بموائد جديدة اعدها لنا اعدائنا ليكملوا افراغ ما لدينا من تراث ، اولا علينا ان نعاتب انفسنا على اهمال الكثير من المفاهيم الاسلامية واكثر منها الجوانب الحية في شخصيات عظمائنا وتجاربهم الواقعية الحية والتي ترفع الرايات الاولى لمؤتمرات تربية وتثقيف الانسان ورعايته قبل ان يتشدق بها الاخرون بذلك ،وثانيا علينا ان نتعرف على اعدائنا من خلال مصادرنا الحية فلعل التاثر بثقافات الاخرين سبب لنا غشاوة لا نميز من خلفها بين اعدائنا من اصدقائنا ، مصادرنا التي لا ياتيها لا تفتأ تغذينا بكل ما نحتاجه من اجوبة لاسئلتنا ، فهاهو القران حافل بتقسيم المجتمع المحيط بنا وحتى مجتمعنا الى اوصاف مهمة فذكر اعدائنا فقال :
الاصنام : إذْ قَالَ لاَِبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70)قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَكُفِينَ(71) ........ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّى إِلاَّ رَبَّ الْعَلَمِينَ (77)
الكفار .... قُلْ يَأَيَّها الْكَفِرُونَ(1) لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ(2) وَلاَ أَنْتُمْ عَبِدُونَ مَآ أَعْبُدُ(3) ولاَ أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ(4) ولاَ أَنْتُمْ عَبِدُونَ مَآ أَعْبُدُ(5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ(6)
اليهود والمشركين ....( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ...)
المنافقون .... (ولا يرتاب الذين اُتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد اللّه بهذا مثلاً)
اذن يمكننا ان نتعرف على أعدائنا من خلال توصيف او تسمية القران الكريم لهم ومن خلال أقوال وأفعال النبي الاعظم صلى الله عليه واله والصحابة الاجلاء والمعصومين وسيرته مع من ذكرهم القران الحكيم ، ومن يتابع التاريخ يجد ان النبي صلى الله عليه واله لم يتوان عن مكافحة كل الاخطار التي كانت تحيط بالدولة الاسلامية ويخشى منها ان تؤثر على المسلمين . ولعل اشد من كان عدوا للمسلمين هم اليهود فقد كانوا المحور الاساس في المعارك والاحداث والفتن التي كانت تحصل في المنطقة مع المسلمين مجاميعا او افرادا فكان دعمهم المفرط للاطراف التي كانت تتضايق من وجود الدعوة المحمدية لا يتوقف عند الدعم المادي او البشري او الخططي بل كان يصل في بعض الاحيان الى المشاركة والمشاركة الفعالة وتاسيس التحالفات والكتل لمواجهة النبي مما حدا بالنبي ان يقرر طردهم وابعادهم من المنطقة . وفعل النبي هذا المفروض يكون سنة يقتدى بها فيكون هم المسلمين جميعا طرد اليهود من اراض المسلمين او تكون هناك سياقات اخرى كما فعلها النبي معهم ايضا قبل طردهم .
الدجال عدو الاولين والاخرين
مفهوم او ظاهرة حفلت بذكرها الروايات وكررتها مرات عديدة حتى عد من ابرز المرويات عن اخر الزمان، لخطورته واهميته وحساسية معانيه وتطبيقاته ، وتعددت بشانه التفاسير فمنهم من ادعى ان الدجال شخص ذو مواصفات معينة لعل منها ماهو خارق للعادة ، ككبر الحجم ومنها انه كافر اعور ومسيح وكاذب ومنافق وبالغت بعض النصوص في صفته حتى قالت ان بين اذني حماره مسافة ميل او اكثر واعطته صفات كثيرة ومواقف عديدة لا تتلائم مع كونه رجلا ومن هنا اتجه بعض الباحثين في القضية المهدوية الى الاعتماد على ان الدجال من المفاهيم التي لا تنطبق الا على نظام كبير كما هو الحال في تفسير شخصية السفياني ولعل اول من طرح هذا المعنى هو المرحوم الشهيد الصدر الثاني رحمه الله في كتابه الموسوعة المهدوية بعد ان كانت الكتب والتفاسير السابقة منكبة على تفسيره بانه رجل خيالييخرج في اخر الزمان ويقتله الامام في بيت المقدس ، لكننا سنجد تفسيرا اخر اكثر عمقا ودقة من الراي الثاني من خلال البحث ...
ثانيا : خطورة الدجال
تبدأ خطورة الدجال من تركيز القران الكريم عليه وعلى ذكره وما اتفق عليه المفسرون على ما نزل بحقه والتحذير منه فقد ورد في تفسير الاية (يوم ياتي بعض ايات ربك ) انها نزلت في ذكر الدجال ( النبي صلى الله عليه وآله ) " خمسا ( كذا ) لا أدري أيتهن أول من الآيات وأيتهن ( إذا ) جاءت لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ،ويأجوج ومأجوج ، والدخان ، والدابة "
ثم وردت نصوص ايضا تدعو الناس على التعوذ من فتنة الدجال مما يدل على خطورة فتنه وحتميتها حيث ورد عن الامام الباقر عليه السلام (ومن قرا القارعة ،امنه الله من فتنة الدجال ...)
ولقد وردت روايات كثيرة تعلمنا الدعاء والالتجاء الى الله تعالى للنجاة من فتنة الدجال في الدنيا والاخرة فقد ورد في الاخبار ان الانسان يسال عن الدجال حتى في قبره فلعل افتتانه بفتنه في الدنيا سبب لوجوده معه في الاخرة ، بل يدل ايضا على خطورته واهمية البحث عنه وعن مصاديقه امثال هذه الرواية : عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :
ذكرت المسيح الدجال ليلة فلم يأتني النوم فلما أصبحت دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال : لا تفعلي فإنه إن يخرج وأنا حي يكفيكموه الله بي وإن يخرج بعد أن أموت يكفيكموه الله بالصالحين ) ثم قال :
( ما من نبي إلا وقد حذر أمته الدجال وإني أحذركموه : إنه أعور وإن الله ليس بأعور إنه يمشي في الأرض وإن الأرض والسماء لله ألا إن المسيح عينه اليمنى كأنها عنبة طافية )
ثالثا : من هو الدجال ...؟
للاجابة على هذا التسائل لابد من المرور بمرحلتين مهمتين
الاولى: استعراض اهم صفات الدجال
الثانية : تعيين مصداق او مصاديق الدجال
المرحلة الاولى :استعراض اهم صفات الدجال ...
لقد ذكرت المصادر التاريخية الدجال بعدة اشكال واوصاف مختلفة ومتباينة الا انها اتفقت على عدة صفات نذكر منها :
الدجال ــــــــــــــــــــــــــــ
هو كل خداع يلبس على الناس امورهم ولا سيما دينهم ومعتقداتهم ،قال النبي صلى الله عليه واله وسلم (غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال الأئمة المضلون .) أي ان الامة فيها خطران الاول الدجال والثاني الائمة المضلون هما مصدر خوف النبي .
الاعور : ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيث ورد عن النبي الاكرم في مستدرك الحاكم : ج 4 ص 528 ،وفي : ص 618 ح 39726 عن ابن عباس قال " الدجال أول من يتبعه سبعون ألفا من اليهود ...... وهو أعور ممسوح العين اليمنى ، يسلطه الله على رجل من هذه الامة فيقتله ثم يضربه فيحييه ، . " .
وبعد ملاحظة القرائن التي تحف الروايات التي تحدثت عن عور الدجال يمكن الاطمئنان بان الاعور هنا معناها ليس عور الجارحة بل المراد المعنى الكنائي والمجازي وهو تعاميه من الحق وانحرافه عن الحق ،وان يتظاهر بالدين ويلبس ثياب القديسين والروحانيين لخداع الناس وتضليلهم .
المسيح :ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وردت في تفسيرها عدة اقوال يدور محورها حول النبي عيسى عليه السلام وهذا معناه ان الدجال سيلافع شعار الانقاذ والاصلاح والهداية والايمان أي انه سيدعي انه المسيح عيسى بن مريم عليه السلام المصلح فهو الذي سيعالج الامراض والافات وهو من يمنح الحرية وهو من يرعى الديمقراطية ويحرص على تطبيقها في اصقاع الارض بل انه سيثبت ذلك عمليا من خلال تدخله في شؤن كل الدول والشعوب السياسية الاجتماعية والاقتصادية بل حتى ديانتهم ومعتقداتهم وسيدعي انه يقوم بمحاربة الارهاب وتصفيته ، لانه الوحيد القادر على نشر السلام في الارض وهو على ديانة المسيح ورد في الروايات عن النبي صلى الله عليه واله،
البخاري : ج 4 ص 202 203
بسند آخر عن ابن عمر : وفيه " إن الله ليس بأعور ، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى ، كأنه عينه عنبة طافية ، وأراني الليلة عند الكعبة في المنام ، فإذا رجل آدم ، كأحسن . تضرب لمته بين منكبيه رجل الشعر يقطر رأسه ماء واضعا يديه على منكبي رجلين وهو يطوف بالبيت ، فقلت : من هذا ؟ فقالوا : هذا المسيح ابن مريم ، ثم رأيت رجل وراءه جعدا قطعا..)
الكافر ـــــــــــــــــــــــــــــ
وصفت الروايات الدجال على انه كافر بل ان كفره اوضح من أي علامة اخرى فقد ورد في ذلك (.. يخرج الدجال في خفقة من الدين ، وإدبار من العلم ، فله أربعون ليلة يسيحها في الارض أليوم منها كالسنة ، واليوم منها كالشهر ، واليوم منها كالجمعة ، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه . وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا ، فيقول للناس أنا ربكم ، وهو أعور وإن ربكم ليس بأعور ، مكتوب بين عينيه كافر ك ف ر مهجاة يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب .)
الفتنة ــــــــــــــــــــــــــ
الدجال فتنة بشخصه وعنوانه واقواله وافعاله وبما يجري على يديه من فتن جسام ورد عن النبي صلى الله عليه واله تكون أربع فتن : الاولى يستحل فيها الدم ، والثانية يستحل فيها الدم والمال ، والثالثة يستحل فيها الدم والمال والفروج ، والرابعة الدجال "
المرحلة الثانية :تعيين مصداق او مصاديق الدجال
استعرضنا فيما سبق نظريتين في تفسير الدجال
الاولى : الدجال هو شخص أقوى الاحتمالات في أمره أن يكون شخصا حقيقيا يستغل التطور الذي تصل اليه العلوم الطبيعية .
الثانية : الدجال هو عبارة عن مستوى حضاري أيدولوجي معين معاد للإسلام والإخلاص الإيماني ككل .
اما على راي باحثنا الذي نحن بصدد قراءة سطر من افكاره فان الدجال عبارة عن مجموعة من الصفات تجتمع لتشكل لنا مفهوماً يمكنه ان ينطبق علىمصاديق متعددة كشخص او مجموعة، دولة كانت او حزبا او دولة او مجموعة دول ولا تحديد له بمصداق معين بل يمكنه ان يتعدد في نفس الزمن الواحد كما نصت عليه الروايات حيث قال سماحة الباحث (الثابت عندنا ترجيح وتبني اطروحة تعدد المصاديق ) ولا دخل للديانة او المذهب في تعيين مصداق الدجال فيمكن ان يكون مسيحيا او يهوديا او اسلاميا او بلا دين اساسا .فيمكن ان يبحث أي باحث او كاتب عن تطبيق هذه الصفات على أي شخص او تكتل او تجمع او مؤسسة وعلى مقدار ماتحمله من صفات وما تنتجه من خطورة وخداع وتضليل يمكن الانطباق .
بعض تطبيقات الدجال
يعتقد السيد الحسني ان تطبيقات الدجال متعددة وكثيرة ولا يمكن حصرها باتجاه فلقد روايات كثيرة اعطت مواصفات متفقة لكنه لم تشخص تارة الامر لتطبيق الامة على المصاديق ويمكن طرح روايات تدل على التعدد حيث ورد عن النبي (اياكم والدجالين الثلاثة ...) ولا يتوقف الامر والخطورة على الدجال لان هناك من هو اخطر من الدجال أي اكتسب صفات الدجال وزيادة وهم ائمة الضلال والاتباع .
اولهما :ائمة الضلال
ورد في اكثر من مرة عن النبي صلى الله عليه واله انخ يخاف على امته من ائمة الضلال اكثر من خوفه من الدجال ،والسبب في ذلك ان الدجال والسفياني وكل اعداء الاسلام لايمكن ان تنفذ خططهم الى بدن المسلمين الا اذا كان هناك من يسهل الطريق امامهم ويفتح منافذ لا يعرفها الا اولئك فيستغلون مواقعهم الاجتماعية لتضليل الناس وتيسير الطريق امام الدجال وخططه للاستيلاء على المسلمين وعلى ما يمتلكون .
ثانيهما الاتباع وهم فئات كثيرة من الناس تتبع الدجال ايمانا به ورغبة في مشاريعه لانهم اما جهلة ينخدوع بابسط المؤثرات والخدع او انهماصحاب دنيا يميلون الى حيث تميل رغباتهم وشهواتهم وحبهم للمال او الجاه او السلطة .ولقد ذكرت الروايات الكثير من المصاديق لذلك ونذكر منهم سفلة الناس والصبيان والكثير من الامراء والملوك والنساء وشتى انواع الواجهات .
الدجال واليهود المفهوم والمصداق
التأكيد نحن نعني بالمنظومة عدة اجزاء تبدا من الجهة التي تقف على زعامة اسرائيل وادارة المنظمة الصهيونية في العالم والدول التي تعمل طوع ارادتها سواء كانت دول تؤمن بالصهيونية كمبدأ ومنهج سياسي وثقافي وحتى ديني ، وبين دول منتفعة او عميلة للأنظمة الصهيونية وما يلازمها من وجود مؤسسات فضائية ومطابع ومراكز فكرية وصحف وكتاب وغيرها مما تشكل حولها من تشكيلات سياسية وعسكرية وحزبية ومنظمات داعمة بالاموال ووسائل الدعم اللازمة لقيام النظام الاسرائيلي هنا نريد ان نرى مقدار انطباق مفهوم الدجال على هذه المنظومة
خطورة دجل وخداع الكيان الصهيوني
ان نظرة بسيطة الى تاريخ بني اسرائيل نقتبسها من ايات كتاب الله العزيز او ناخذها من الكتب التاريخية لجميع المسلمين ماذا نجد من شواهد على تاريخ اليهود ..؟
نجد الخداع والاضلال والتضليل والكذب والمكابرة والايذاء لكل شخصية مهما كانت صالحة بل تطاولت ايديهم حتى الى ذبح وصلب الانبياء وقتلهم فيحدثنا التاريخ عن مواقفهم وايذائهم لموسى عليه السلام بعد ان نجاهم الله تعالى من فرعون الذي يسومهم سوء العذاب اذ كان يقتل ابنائهم ويبقي نسائهم .
وبنو اسرائيل الذين خدعوا بقية اقوامهم من الاقباط ممن تبع موسى عليه السلام في فتنة السامري اذ اضلهم .
وهم الذين قرروا ان يصلبوا المسيح عليه السلام لانهم فقدوا مناصبهم بعد ان كانت لهم السطوة في كل شيء سطوة على المال والنفس .فجاء المسيح ليمسح عنهم نفوذهم وتكبرهم واستغلالهم للناس
وهم الذين حاربوا النبي الاكرم صلى الله عليه واله ولم تهدا المنطقة من كيدهم الى ان اخرجهم سلام الله تعالى عليه من الجزيرة نتيجة مشاكلهم وسوء مواقفهم تجاه المسلمين ومكائدتهم التي كانت تشعل الحروب ضد المسلمين .
بل ان الاسرائيليين قد اعلنوا العداء منذ تصدي النبي محمد للنبوة العلنية بالرغم انهم كانوا ينتظرونه ويعدون الناس انه سيخرج نبي من الجزيرة لكن مشكلة بني اسرائيل التاريخية انهم مستعدون لافتعال أي شيء بل ارتكاب أي جريمة مهما كان خطرها وضررها في سبيل الوصول الى مايريدون طمعا في الجاه والمنصب فحينما يرون ان الامور لا تتفق مع مايطمحون اليه .
فحينما يريد ان يراقب احدنا دور اليهود والمنظمات الصهيونية في العالم عليه ان يتجه ليعد الماسي التي سببتها الدول المؤتمرة بامر اللوبي الصهيوني فبريطانيا مثلا هي التي ساندت وساعدت المنظمات الاولى للصهيونية وهي من اعطت ارض فلسطين ليكون نحلة لبني اسرائيل والى الان تقف بريطانيا وحليفاتها مع العدو الصهيوني ظاهرا وواقعا
اما امريكا فهي الاخرى وكما يسميها سماحة السيد الحسني حفيدة الصهيونية وممثلها الاول في العالم والذراع لتنفيذ كل المطاليب والخدمات ولا يشك احدنا ان صفات الدجال لا تنفك عن اليهود وقوات الاحتلال وعلى راسها امريكا وبريطانيا وحلفائها والتي عمل معا ضمن منظومة سرية يديرها اللوبي الصهيوني فمن منا لم يجرب الكذب والخداع والفتن .ومن منا من لا يعرف عدائهما للاسلام والمسلمين فهذه مذابح اخواننا في القدس لا زالت دماؤها تنزف ونداها لا زال يعطر جدران الاقصى .وليس ببعيد الحروب التي حصلت في لبنان والعراق وايران والشيشان والبوسنة والهرسك بل البشرية كلها لم سلم من حقد وكراهية وانانية الغرب الكافر الذي لا يريد الا ان تبقى انانيته تتراءى له امام عينيه وكانه يقول انا ربكم الاعلى .
اشارات الى دجالية اليهود
ورد في الروايات مقاتلة المسلمين لبني الاصفر كواحدة من الحوادث التاريخية ويظهر من قراءة وتجميع بعض المميزات لبني الاصفر انهم اهل الروم لكن في نفس الروايات نجد تعبيرا اخر يدلل على خروج الدجال من ارض المسلمين وهذا مايمكن تطبيقه على معارك المسلمين في القرون القريبة . ووصولهم الى اسطنبول على يد محمد الفاتح حيث كانت تلك الايام تحولا كبيرا في مسيرة الدولة الاسلامية حيث سيطر الاسلام بفضل سيطرته على اسطنبول على مساحة واسعة من العالم ان ذاك الا ان هذا الانتصار لم يدم (كانت المؤامرة الكبرى بالاتفاق على تاسيس وزرع الغدة السرطانية والافة السامة المميتة دولة الصهاينة في قلب العالم الاسلامي )
وقد ذكرت الروايات هذا المعنى :
قال رسول الله صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام : « اعلم أنكم ستقاتلون بني الأصفر أو يقاتلهم من بعدكم من المؤمنين ، ..... ثم يصرخ صارخ : يا أهل الإسلام قد خرج المسيح الدجال في بلادكم وذراريكم (3) ، فينفض الناس عن المال ، فمنهم الآخذ ، ومنهم التارك ، فالآخذ نادم ، والتارك نادم ، »
ولا ينسى احدنا كيف يلوح الرئيس الامريكي وخاصة بوش انهم سيجعلونها حربا صليبية لاحلال السلام فهم يلبسون الدين لباسا يخدعوا به شعوبهم وبلدانهم
الحصارات الاسرائيلية
من بين السياسات القبيحة التي ترتكبها الصهيونية هي الحصارات الجائرة الغذائية والدوائية والعسكرية والقتل والارهاب ولقد ذكر المعصومون عليهم السلام حصارات اليهود والصهاينة
فقد ورد ان الدجال يقوم بمحاصرة المؤمنين في بيت المقدس أي في فلسطين (وإنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس ،فيزلزلون زلزالا شديدا ثم يهلكه الله تبارك وتعالى وجنوده ..)
فحصار غوة اليوم والقدس من قبل محاصرة فلسطين عن ان يصلها أي مدد تطبيق واضح لهذه الروايات
النظرة الانانية لبني اسرائيل
ان اسرائيل كانت ولا زالت تعتقد انها شعب الله المختار كذبة توارثوا فعاليتها وتاثيرها في ابناء شعبهم فتسكوا بها واحاطوها بعنايتهم حتى لا يعترض او يناقشها احد ،وتحاول اسرائيل قدر الامكان ان لا تتنازل الا بالقوة امام الاخرين بل لا تسمح للاخرين ان يقارنوا بها ،بل ابعد من ذلك اسرائيل لا تسمح لاي قرار دولي مهما كانت ضرورته او صحته الا اذا راو هم ذلك ، (أن هؤلاء القوم كانوا يعتبرون أنفسهم فئة متميزة في العنصر، ومتفوقة على سائر الأجناس البشرية، وكانوا يعتقدون أن الجنّة خلقت لهم لا لسواهم، وأن نار جهنم لن تمسّهم، وأنّهم أبناء الله وخاصته، وأنّهم يحملون جميع الفضائل والمحاسن.
هذا الغرور الأرعن تعكسه كثير من آيات الذكر الحكيم الآية (18) من سورة المائدة تقول عن لسانهم: (نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ).وفي الآية111 من سورة لبقرة نرى إدعاءً آخر لهم: (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصارَى)، وهكذا في الآية 80 من سورة البقرة: (وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إلاَّ أَيّاماً مَعْدُودَةً).
امريكا حفيد الدجل
ان كل ما يقال في اليهود في الصهيونية العالمية يجري في امريكا اللعينة لان امريكا قياسا الى الصهيونية تمثل النتاج والعصارة للافعال الشيطانية المهدمة للانسانية ولمستقبلها اما باحثنا الموقر فيقول مقارنا بينهما (امريكا تمثل الحفيد الحقيقي والممثل المتميز والتطبيق الاوضح للصهيونية لتلك الصليبية المجرمة الكافرة ، والتي تعتبر وباصرار من تطبيقات الدجال ومصاديقه ، والا فهي الاشد خطرا والاخوف على الامة والانسانية من الدجال )
ولا يخفى ان امريكا تمارس في العالم اضعاف اضعاف ما تفعله الصهيونية ظاهرا وان كانت العقل المدبر والمسيس لحركات امريكا ومن تبعها فهي تقتل وتبطش وتحاصر وتفجر وتثور الارهاب وتستعمر كل ما يقع في طريقها حتى لو ادى ذلك الى اسوء النتائج لكن تصريحاتها التبريرية ترفض ان تكون طرفا في معركة او نزاع وانما تطلق على نفسها انها طرف الاصلاح والقضاء على الفساد ،بل هي تملك امام العالم كل اسباب القوة والسيطرة وكثرة العملاء والمرجفين مما جعلها تدعي انها الرب الاعلى وبلا شك .وهذه النظرة تسبب نظرة دونية حقيرة للاخرين تصنفهم دول عالم ثاني وثالث حتى تتخلص من مشاركتهم لها وتبقى هي الانا الوحيدة في العالم ،فعلى العالم الاسلامي ان يعي مسؤليه تجاه قضيم الامام المهدي عليه السلام وتجاه علامات قيام الساعة ولاسيما محل البحث الدجال وعليه ان يعرف على المصاديق الاخرى للدجل بعد ان يتفرغ من التامل في مقدار انطباق الدجال على الصهيونية والصليبية في العالم واسال الله تعالى ان اكون قد اوصلت بعض ما اراده صاحب البحث ...
هذه قراءة مبسطة لفصل من فصول الفكر النير لسماحة المرجع الديني محمود الحسني في بحثه العقائدي الموسوم بالدجال ، والمطبوع في دار المحجة البيضاء في لبنان ( )
التعليقات (0)