أشارت دراسة ميدانية حديثة قام بها د. محمد عبد العظيم الباحث بمركز البحوث الجنائية بالقاهرة إلى أن ممارسي السحر يخلطون بين السحر والدين ، ويزعمون أن لهم القدرة على علاج الأمراض .. وأن هناك قرابة 300 ألف شخص في مصر يدعون قدرتهم على علاج الأمراض بتحضير الأرواح، وأن 250 ألف دجال يمارسون أنشطة الشعوذة، وأن 75 ألف يدعون زعامتهم بالروحانيةً.
وأوضح الباحث في دراسته أن استمرار اعتقاد الأسر بقدرة هؤلاء على حل كثير من المشاكل المستعصية خاصة الاجتماعية منها كالتأخر في الزواج، أو الصحية كالعقم أو فك السحر،ساهمت في توجه نحو 300 الف شخص على الاقل للعمل في مجال الدجل والسحر .. كما أكدت الدراسة ان حوالي 65 % من النساء المصريات يعتقدن بقدرة الدجالين على حل مشاكلهن ، موضحا أنهن الأكثر إقبالا على هؤلاء الدجالين والسحرة الذين يعمدون على ممارسة الخرافات بهدف جني الأموال،والتي قدرتها الدراسات بحوالي خمسة مليارات جنيه سنويا، بما يعادل مليار دولار تقريبا.
كما اكدت دراسة اخرى اجراها كلا من الباحثين رشدي منصور ونجيب اسكندر بالمركز القومي للبحوث النفسية بالقاهرة ان 73 % من المصريين يؤمنون بالخرافات والخزعبلات ويمثل الفنانون والسياسيون والمثقفون والرياضيون منهم نسبة41%.. وأن هذة الفئة الفنية تعد من أكبر المترددين على هذة الأماكن قاصدين جلب الحظ ورفعة المال والتخلص من الأحقاد والأرواح الشريرة .
ويؤكد د.خليل فاضل استشاري الطب النفسي وزميل الاكاديمية الاميركية «السيسكوسوماتيك»، على ان المصريين ينفقون مبالغ كبيرة سنويا على الدجل والشعوذة .. ويعتبر أن «نفسية المصريين» قضية أمن قومي ، وذلك من خلال دراساته وابحاثه الحديثة التي يضمها كتابه «وجع المصريين » المتضمن فصلا كاملا عن الدجل والشعوذة .. واوضح أن 50 % من المترددين على عيادته النفسية ذهبوا الى دجالين ومشعوذين لاعتقادهم بقدرتهم على حل مشاكلهم وهم حملة دكتوراه ومثقفون وأميون ومن مختلف طبقات المجتمع.
كما أكد ان المجتمعات الشرقية تعتبر من يذهب الى الطبيب النفسي مجنونا او مدمنا, وهناك مشعوذون يوهمون مرضاهم بأن طبيبا يعمل معهم "من الجان"، ويكثر ذلك في المناطق الشعبية خاصة الريف , وينتشر بسبب اليأس وعدم وجود ثقافة بديلة.
وقال فاضل : عالجت أخيرا فتاة كانت تعاني حالة توهان ولم ينجح معها المشعوذون وجاءت بها شقيقتها الى عيادتي وشفيت تماما .. بالإضافه لحالة لزوجة كاد زوجها يصيبها بالجنون فعلا، وتعتقد ان هناك «عفريتا» يسكن جسدها .. وتم خلاصها من هذة الهواجس بالعلم وليس بخزعبلات السحر .
وأضاف " شريف عوض – كميائى " ثبت علميا فى الأونه الأخيره ان للانسان هالة كهرومغناطيسية تحيط به وان أي جزء في الإنسان يحمل خصائص ذلك الشخص وله به علاقة واتصال مهما ابتعد ذلك الجزء من الشخص وذلك يكون عبر الجاذبية الروحية .. وأكثر الأعضاء اتصالا وجاذبية للشخص هي الدم والشعر والأظافر وكل ماتعلق به عرق الإنسان فيقوم الساحر بأخذ شئ منها ويخلطها مع بعض النجاسات الشركية أو الحسية كالحيض وغيره فتصل تلك الجاذبية إلى الشخص ملوثة بما خلطها معه الساحر فينجذب معها الشيطان وتبتعد الملائكة من ذلك الشخص لإحاطة النجاسة به ولذلك ورد في الأثر الأمر بدفن الدماء والأظافر والشعرلئلا يتلاعب به سحرة بني آدم .
ويقول " عبدالعال نصار – مستشار قانونى " أن أعمال التنجيم والشعوذة تشكل جريمة ،إذا كان من شأنها أن يوهم المشعوذ ضحيته كذبا بأنه يعلم ما تخفيه له الأقدار ،ويقدم له معونة سحرية (حجاب مثلا) ليحقق له ما يتطلع إليه من آمال ، وذلك بهدف تحصيل المشعوذ على مقابل مادى نظير هذه الأعمال يسلمها له الضحية بإرادته وبرضائه التام .ويشكل هذا العمل جريمة نصب ،حدد لها المشرع عقوبة الحبس بحد أدنى 24 ساعة ،وأقصى ثلاث سنوات ،وللقاضى أن يقدر مدة الحبس فيما بين هذين الحدين حسب كل حالة ، ويدخل فى نطاق هذه الجرائم كل أعمال التنجيم من قراءة الطالع والأبراج والكف والفنجان..وطالما حاول العراف إيقاع ضحيته فى الوهم والخداع وممارسة أساليب احتيالية عليه للحصول على أمواله ،يقع تحت طائلة القانون أما إذا قام بهذه الأعمال بدون مقابل ، فلا تعد جريمة يعاقب عليها القانون ، فقط يؤثم صاحبها .. أما من يلجأ إلى هؤلاء المنجمين والمشعوذين فهو فى نظر القانون مجنى عليه وضحية لواقعة احتيال .. و العقوبة التى حددها المشرع لجرائم النصب بصفة عامة هزيلة ومن الأفضل أن ترفع الحدين الأدنى والأقصى لتكون رادعا قويا لمن تسول له نفسه النصب على الأبرياء وحسنى النية .
التعليقات (0)