عوض الاكتفاء بالدفاع، كان على إعلامنا العمومي أن يمر إلى الهجوم وأن يجابه الخصم الإسباني بنفس أسلحته.
إذا كانت الحكومة الإسبانية تدعم الجمعيات والمنظمات غير الحكومية التي تساند البوليساريو، فالمغرب لديه جمعيات تطالب بتعويض ضحايا الغازات السامة في الريف، وعليه أن يخلق فروعا لها في كامل التراب الإسباني لكي تحرج الحكومة الإسبانية أمام المنتظم الدولي بملف الغازات السامة.
إذا كانوا هم يساندون من يطالب باستقلال الصحراء، فعلى الحكومة المغربية والإعلام العمومي أن يساند الجمعيات التي تطالب باستقلال سبتة ومليلية والجزر الجعفرية.
إذا كانوا هم يطالبون بإعادة جواز سفر أميناتو وإرجاعها إلى المغرب والاعتذار إليها، فالمغرب من حقه أن يطالب بإعادة الجواز الإسباني إلى آلاف الموريسكيين الذين أبعدتهم الكنسية الكاثوليكية قبل قرون وإرجاعهم إلى الأندلس حيث موطنهم الأصلي وتقديم اعتذار إليهم عن المجازر التي قامت بها الكنسية في حقهم، خصوصا وأن النقاش حول هذا المطلب يحظى اليوم بمكانة هامة في أجندة الرئيس الإسباني.
المغرب مطالب باستغلال الأوراق التي في يديه، عوض الاكتفاء بالنظر بخوف إلى الأوراق التي يحركها الآخرون في أيديهم. والمفارقة اليوم في إسبانيا أن ساستها يريدون إرهاب المغرب بالحياة المهددة بالموت لأميناتو ويطالب بعضهم باحترام إرادتها وعدم إخضاعها للتغذية الاصطناعية لإنقاذ حياتها، في الوقت الذي يطالبون فيه وزير الداخلية عندهم بالقيام بالعكس في حالة الانفصالي الباسكي «دي خوانا».
وبالأمس، استشاط غضبا الحزب الشعبي وجهات إعلامية كثيرة من الاستفتاء الصوري الذي نظمته جهات انفصالية في إقليم «كطالونيا»، واعتبروا سماح الحزب الاشتراكي الحاكم بتنظيم مثل هذه الاستفتاءات تهديدا مباشرا لوحدة إسبانيا. هؤلاء السياسيون والإعلاميون والمثقفون الإسبان الذين يهاجمون استفتاء صوريا من أجل استقلال إقليم «كطالونيا» عن إسبانيا هم أنفسهم الذين يطالبون باستقلال ما يسمونه «الشعب الصحراوي» عن المغرب.
إن أبسط شيء كان على إعلامنا العمومي القيام به هو تغطية هذا الاستفتاء، الذي شمل 170 مدينة وقرية في «كطالونيا»، ونقل تفاصيله وردود الأفعال الشرسة التي أثارها لدى شريحة واسعة من الإسبان الرافضين للانفصال، حتى يرى المغاربة التناقض الصارخ الذي يعيشه هؤلاء الإسبان المدافعون عن الانفصال في الصحراء والرافضون له في «كطالونيا».
وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نقول لكل أعداء وحدتنا الترابية فلتذهبوا إلى الجحيم فالصحراء مغربية سواء أردتم أم كرهتم.
التعليقات (0)