مواضيع اليوم

الداعشية و التمويه الإعلامي

ماءالعينين بوية

2014-08-28 00:28:36

0

 في مقالات عدة ربط البعض بين الداعشية و الخوارج من حيث المنهج، فتهمة الخوارج هي التهمة المستهلكة إعلاميا و دينيا من كثير من العلماء قبل السياسيين في وصفهم للحركات الإسلامية التي تتبنى مشروع الصدام المسلح ضد الدولة أو تحلم بمشروع الخلافة الراشدة على مساحات قسمت بدول قطرية ترى في حلم الخلافة  تهديدا وجوديا لها, و يتعدى الوصف إلى التشبيه بالهجمة المغولية من حيث وحشية المنظمة أو الدولة وعنفها كما يصوره الإعلام،وهنا نقف لنتساءل هل داعش بكل هذه الوحشية في التقتيل و التنكيل فاقت في ممارساتها حركات و دول أخرى يعلم التاريخ صنائعها في البشرية؟ حتى الخوارج لم يصلوا في قتالهم ضد الدولة و عنفهم ضد المدن و الأمصار التي رفضت إمارتهم ما وصل إليه الرومان مثلا أو القبائل البربرية الجرمان أو المستعمرون الأسبان أو البرتغال أو الروس أو الأمريكان أو اليابانيون أو الحركات الثورية و اليسارية في دول عدة,,,,, ، بل إن تاريخنا الإسلامي مليء بفواجع الأحداث من حصار مدن و تقتيل جماعي و تهجير كان نتيجة تطاحن الدول و تعاقبها ويكفي لك أن تقرأ بعضا من كتب التاريخ لتعرف كيف حوصرت مدن حتى أكل أهلها الجيف أو رحلت أقوام لخلاف مذهبي أو سحلت و قطعت رؤوس ساسة أو أمراء,,,,،و قلت الخوارج لأن الرائج في التشبيه أن الداعشية  طائفة على نهج  الخوارج، ولو كان الوصف حسب العقيدة لتوافق الربط م نوعا ما من حيث استحلال دم المسلمين و تكفيرهم و الخروج على الحاكم,,,,، لكن من حيث العنف و الممارسة على الأرض حيث التقتيل و التهجير، فالداعشية ليست بالفريدة بل هي حالة تاريخية شهدها عالمنا و سيشهدها عند قيام كل دولة على أساس الدين أو العرق أو حتى العصبية الضيقة, 

في مقال للصحفي و الإعلامي علي الظفيري  بعنوان " السلفية المظلومة'' و إنصافا للسلفية قال ما معناه أن العنف الداعشى لا يمكن ربطه فقط  بكون الحركة نتاج فكر سلفي جهادي,,,بل أن الإرهاب و العنف الممارس من طرف الدولة مورس من طرف حركات  و دول إرهابية و وثورية كثيرة في عالمنا الحالي، و الغريب أننا سرنا مع الإعلام الغربي في بوصلة واحدة قوامها تشويه صورتنا الإسلامية حين نربط عنف الحركة كنتاج لعقيدة دينية محضة دون التطرق لأسباب أخرى تتعلق بنزعة الإنسان نحو العنف و التسلط و التخويف ,,,في صراعه الوجودي ، و التصوير الحالي للداعشية و غيرها من فصائل يخدم أجندة معينة و هي صالحة للتسويق الإعلامي الغربي، ولنلاحظ مثلا صدى عملية إعدام الصحفي الأمريكي مقارنة بصدى مذبحة الشجاعية التي نفذها الطيران الصهيوني لدى المواطن الغربي و حتى العربي، و ما فعلته اسرائيل أجرم و أشنع مما اقترفته داعش، غير أن مايخدم الغرب ليس إجرام إسرائيل بل تقتيل داعش، و هذا ليس من باب الدفاع عن الدولة الداعشية فخطرها بين ، لكن هو تطفل بسيط و توضيح قد يحمل في طياته العوار و العيب أن ما يسوق و يستهلك من وصف و رسم لداعش يحمل الكثير من التضليل و التمويه بل أحيانا الفبركة ، فهل تصوير الدولة الداعشية و خطورتها على المنطقة بأسرها بهذا الشكل يجعلنا نرضى بأي حل يقدمه هؤلاء لإنقاذ الدول المهددة بخطرها ؟  و هنا تبدأ جولة جديدة و مرحلة عمرية أخرى من التدخل الأمريكي و الغربي في المنطقة بدعوى محاربة داعش و باقي روافدها و مثيلاتها في العالم العربي من الخليج حتى الدول المغاربية و الصحراء الكبرى,,,,,,,,,,,,
ماءالعينين بوية



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات