السلام عليكم
الخوف
مثالان على: مَخْوَفَة أبْجُوحية:..
مثال: جاء عطَّار إلى تحداجي مكريوي، فجلس عنده، ثم طلب منه غرضا، فقال التحداجي المكريوي لو كان معي لأعطيتك.. ولكن عطَّار أصَرَّ على أنْ يلبي التحداجي غرضه، ولكن التحداجي كرر أنَّه لا يوجد معه، ولم يَكُن التحداجي ينظر إليه وهو يكلمه، ولمَّا غَضِب التحداجي، نظر إليه حيث زاد التحداج من الغضب، وتحول شكل التحداجي إلى شكل تخوافي؛ فإذا بعطَّار وهو يقوم، يقوم ببطء؛ وذلك من خوفه الإبدُحاني3، وقال للتحداجي:"لا أريد منك شيء"، بسبب الخوف، ولمَّا زال خوفه الإبدُحاني3، بقي الروات في رجليه، حيث إذا غضب كثيرا يمكن أنْ يجعلها ترتعش، وتكون حركات رجليه ارتعاشية، وليس هذا فحسب، بل أحيانا يؤثر الروات على عيونه ويجعله يرى أشياء لا يراها غيره؛ وذلك بسبب الحُجاد (حُدَاج العين المُشَوِّش، الذي يشكل صور جديدة)، هذا يعني أنَّ عطَّارا انتقل من الفوبليين إلى الفوقليين في عشرة ثوانٍ تقريبا، ثم يقى المرض فيه سنين عددا، ما لم يُكْتَشَف دواء لهذا المرض، ولكن إن شاء الله يكون كتابي – هذا - مفتاح اكتشاف دواء له..
مثال ثان: عاد ثامر وسرين في الليل إلى بيتهما، الذي يَبْعُد مائة متر عن بيت جارتهم العجوز، وكانت سرين تخاف الليل، فصارت وهي تمشي تلتصق بثامر كثيرا، وتمسك بيده، ومن شدة خوفها صارت تنظر في جميع الاتجاهات، فلم يَعُد في الليل اتجاه آمن، كلها صارت مخيفة، فقال ثامر لها: ما الذي يجري لكِ يا ابنة الحلال، أنا لا أدر ما الذي يخيفك؟ فردت سرين، لو كنت أعلم لقلت لك، فهذا الخوف غامض، فأنا أشْعُر بوجود أشياء يمكن أن تؤذيني، ولكن بشأن معرفة فرع الأشياء التي تخفيفني، أقول: لا أدري!، ولكن يبدو أنَّ الليل في ذاته شيئا مخيفا!، وقد حاولت أنْ أتخلص من خوفي هذا، ولم أستطِع، فأنا عندما أكون في البيت في غيابكَ، وأشْعُر بخوفٍ تجدي أغني، وربما أرقص، فالغناء يقلل من تركيزي في الشيء الذي أخاف منه، وهذا يجعل خوفي يقل، ولا أسكن إلا إذا نمتُ، وإذا لم أستطِع أنْ أنام، فأبقى خائفة كل ليلي، وقد حصل هذا معي أمس، لأنك لم تنَم الليلة السابقة في البيت، فقد افترشتُ فرشة، ووضعت فوقي غطاءً، وحاولت بقدر الإمكان أنْ أنام فلم أستطِع، وبقيت كل ليلتي تحت الغطاء مستيقظة والخوف يملأني، ولم أسكن إلا عندما تنفس الصباح، وعندما قمت من فراشي في الصباح كنت أتصبب عرقا، وفرشتي مُلِئت عرقا، كما ترى يا حبيبي ثامر، فالخوف في الليل لا يريد أنْ يهجرني، أو قل: أنَّه لا قدرة لي على هجره!، علما أنني حاولت أنْ أهجره، ولكن محاولاتي باءت بالفشل، وهنا وصلا إلى بيتهما، ودخلا فيها، واستلقت على سريرهما وهي ملتصقة بثامر من شدة خوفها، ولكن ثامر أخذ يضاحكها ويقصُّ عليها قصصا مضحكة وجميلة، ولمَّا نامت على وقع القصص الجميلة أرخت يدها عن صدر ثامر، وهذا الارخاء إعلان هجر الخوف لها، بهجرها الاستيقاظ الليلي..
مَخْوَفَة إبْدُحانية: هي ترو وروت متعلقان بفكرة، قد تكون الفكرة بإحالة حقيقية وقد تكون بإحالة وهمية:
الإحالة الحقيقية: تعني أنَّه يوجد في الخارج ما يخيف حقا.
الإحالة الوهمية: تعني أنَّه لا يوجد في الخارج ما يخيف حقا.. مثال:
لو مات أحد ما، ونام مع الميت في نفس الغرفة التي فيها الميت شخص آخر، فإخذ الشخص الآخر يتوهم أنَّ الميت يتحرك؛ فيدب الخوف فيه، فعالم الأموات عنده مخيف.
خَوْف إبْدُحاني: خوف يحدث في حالة توترية، وهو بدئي، ولكنه حاد، حيث يبقى بعد الخوف روت في الأعصاب من إنتاج الخوف آنَ التوتر..
مَخْوَفَة مُبْدِيحية: روت في الأعصاب متعلق بفكرة لها إحالة مخيفة بحق، أو بوهم..
خَوْف مُبْدِيحي: روت يبقى بعد خوف توتري، ويفرغ في عبر أطوار يمر فيها على الفروع السابقة، هذا إذا لم يكن الروت شديد، فيكون روت مشددي؛ فينذر بالمرض..
الوفخ
وَفَخ: إنَّ الذي يخاف من شيء، أحيانا يقول لماذا عليَّ أنْ أخاف، ولكن هذا الكلام لا يزيل الإخْوُفانيات، بل إنَّ الإخوافنيات تَكْثُر؛ وذلك لأنَّ الأخْوُوف نشط، أو خافت، فالخافت يحتاج مدة أطول في الزمان بعكس النشط؛ ولا يسكن صاحب هذا الحال إلا إذا قام وتفقد المكان الذي يَشْعُر أنَّ خوفه يصدر منه، هذا إذا طال خوف الخائف دون أنْ يكون الخوف شديدا، ثم حتى لو لم يَطُل حاله، ولكن كان شديدا؛ فهذا يعني أنَّ المُخْوِيف المشددي الفوبلي سيَحْدُث لا محالة؛ وهذا يعني ارتفاع احتمال أنْ يعاني صاحب هذا الحال من الوُفَاخ؛ وآنَها ينشط الأخْوُوف إنْ لم يكن نشطا، ويتوسع المرض من اتجاه، ويتشعب من اتجاه آخر، فالتوسع يبقى متعلقا بالوفاخ، أما التشعب فيتعلق بشيء جديد، وكلما كَثُرَت الشُعَب؛ كَثُرت الأعراض..
الخُواف
مثالان على: مَفْعَلَة أقْرُوحية:..
عندما تُحْدِث فكرة ما الروت، وتصل بالروت إلى حد الروات، فإنَّ تعلق فكرة أخرى بالروات، لا يحتاج وقت بقدر الوقت الذي استهلكته الفكرة التي أفْضَت إلى الروات من الروت؛ فالفكرة التي أفْضَت إلى الروات من الروت لم تستطع أنْ تتعلق بالروات حتى كونته، فلم يكن هناك روات قبل أنْ كوَّنه، وهذا يماثل الذين يتسلقون الجبال المرتفعة، فعندما يأتي أحد إلى جبل فعليه أنْ يُثَبِّت حباله فيه (الجبل) لكي يستطيع أنْ يتعلق به، فإذا جاء أصدقاؤه فلا يحتاجون إلى تثبيت حبال أخرى، فيمكنهم التسلق على الحبال المثبتة، فالذي ثَبَّت الحبال على الجبل يماثل الفكرة التي أفْضَت إلى الروات من الروت، والحبال المثبته تماثل الروات، والذين يتعلقون ويتسلقون على الحبال يماثلون الأفكار التي تتعلق بالروات، فإذا ترك هؤلاء الحبال مثبته في الجبل وجاء شخص أخر يريد أنْ يتسلق ولكن حباله ليست شديدة، ولكن بعد أنْ وجد حبال على الجبل، قال: ما عليَّ إلاَّ أنْ أثبت حبالي فوق الحبال المثبتة والتي كادت تبلى من حرارة الشمس، فثبتها وتعلق وتسلق عليها.. الذي وضع حبال فوق حبال يماثل فكرة وجدت الروات في الدُّنيا فنشطت وأضافت للروات روت فاشتد؛ وبهذا صار الروات في الآخرة بعد أنْ كان في الدنيا؛ وبهذا ما على الإنسان إلا أنْ يربط فكرة جديدة بالروات المقيم، وهكذا تجتمع أفكار كثيرة على روات من إنتاج فكرة واحدة في الأصل، أو أفكار قليلة متعاونة، ولا بأس لو قلت أفكار كثيرة، ولكن لنركز على الروات الحاصل من فكرة واحدة، أو أفكار قليلة.. هذا هو السبب في سرعة دخول أفكار جديدة سلم المثورات، واحْتِدَدِها بسرعة؛ فما دام الروات مقيم؛ وهو مَألَمِي؛ فهذا يعني تعلق الأفكار المَأْلَمِيَّة بالروات المقيم وبسرعة.
وعلى ما سبق، فإننا نفهم أنَّ وظيفة الترو في الدم تنتهي بإنتهاء الأسباب التي أفْضَت إلى وجوده (الترو)؛ أي أنَّ الفكرة لا تتسلق من خلال الترو والروت (ليس الروات) إلا في الدنيا، أما في الآخرة فتتسلق وتثبت من خلال الروات، ولكن تكون هناك تعزيزات من حين لآخر من الترو والروت، بسبب تشبث الفكرة؛ فينتج روت مشددي، فيشتد التعلق والتثبت، وهكذا فكلما قلَّ الروات تتشبث الفكرة بمساعدة الفاكر؛ فينتج ترو وروت، فيشتد الروت، فإذا ما زالت فكرة فربما تحل فكرة جديدة، وهكذا دواليك..
مثال: لو كان خجل سبب تكوين روات في ص، فإنَّ ص لن يتحمل هذه الحياة بوجود الروات وهو ثقال؛ فالثقال يجعله يغضب، ويمكن أنْ يضاف بعض الروت الحاصل من الغضب إلى الروات المقيم عن طريق الروت المشددي، ومن هنا يتعلق الغضب بالروات، ويمكن أن يَحْدُث هذا مع الحُزن وغيره، وهكذا فالفكرة التالية تجد الجسد مصاب بروات، ولا يكون لها أهمية – أولا: - إلا في تشديد الروات المفيم، ثم – ثانيا: - تعلق الفكرة التي كانت سببا في تشديد الروت المنتج حديثا بالروات المقيم.. ولكن بعد استحكام الروات، حيث لا تستطيع الأدوية المتوفرة القضاء عليه؛ فإنَّ فك الفكرة، أو الفكرات عن الروات، لا يزيل الروات، بل يكتفي بألاَّ يشدده (الروات)، ولكن هيهات؛ فالروات ثقال؛ ويفضِي إلى توتر جبري لا سبيل إلى القضاء عليه، كما أنَّ الوضع الاجتماعي للمريض عامل حاسم: فالغني يمكن لِمَاله أنْ يبعده عن التوتر الحاد – هناك دائما استثناء -، أمَّا الفقير فإنَّه على الأغلب يتوغل في المرض..
وعلى ما سبق، لِنَذْكُر المثال التالي:
كان تَمَّار قد أصيب بروات حاد من حزن شديد، وبعد مدة أصيب بخوف من شيء ما، إلى أنْ وصل الخوف إلى الخُوَاف فإذا بالخُوِنْفَى تتعلق بالروات المقيم، بل أنتجت رواتا حادا لا يطاق.
كما نرى، فالخُواف وجد مكانا ملائما له، ولهذا أنتج بسرعة مخويفات متعلقة به فوق الروات المقيم.
إذا زال الخُوِنْفَى؛ فإنَّ الروات الذي أنتج بسببه، يزول، بحيث لا يبقى إلا الروات الذي لا يمكن أنْ يقل عن المستوي الذي هو عليه، هذا إلا إذا لم يكن هناك سمف موتري، فالـ"سمف الموتري" يعيق تراجع الروات، بقدر قوة السمف الموتري..
بعد أنْ تزول الخُوِنْفَى، ويزول المخويف المتعلق بالخُوِنْفَى؛ فإنَّ خُوِنْفَى أخرى يمكن أنْ تتسمف وتصير سُمَاف بسرعة، من حيث هي خُوِنْفَى، لا من حيث إخوفان، أو مخويف؛ لأنَّه لم يكن لها وجود في الذي تتسمف فيه؛ وسبب تسمفها السريع هو أنَّها مسبوقة بِخُوِنْفَى أفضت إلى خواف حاد، وهذا يجعل الفكر مضطربا عندما تتوفر إحاله خُوِنْفِية تشبه الإحالة الخُوِنْفِية السابقة،، ثم لو لم يكن الخواف السابق حادا؛ فإنَّ يرتقي ليحتد بواسطة حَدَّاد.. لِنُسَمِّ دخول الفكرة التي تأتي بعد فكرة مجربة، فتكون سريعة في التعلق بالـ"فُدَاف"، ثم لنسمِّ المتعلقة بالخُواف بـ"فُدَاف خوافي”..
الفداف يشبه الرفاك من حيث هي كرارة فكرية، ولكن من حيث تعلقه بفكرة سابقة مجربة، أو بمتسمف، الذي ينتج عنه سرعة في الدخول، وسرعة في العمل بعد الدخول؛ فلا يشبهه.
التعليقات (0)