اعتدنا في كل عام بعد صدور ميزانية الدولة سماع عبارة " ميزانية الخير " !
وهي عبارة توحي دلالتها للوهلة الأولى بأن كل مواطن سينال من خير الميزانية الذي تعكسه أرقامها في كل عام ، ولكن الواقع يقول بعكس ذلك ، فمعانات المواطن مما لو سردت بعضها هنا لكان كلاما مكررا ، قيل ، وكتبب ، ونشر ٠٠ ولكن ٠٠٠
وميزانية هذا العام تفوق أرقامها كل سابقاتها ٠٠ فهي أكبر ، وبالتالي خيرها أكبر !
فهل ستتغير الأوضاع فيكون خير الميزانية للجميع ؟! أم سيظل كل شيء على حاله فيقرأ المواطن أرقام الميزانية ويذهب "الخير" إلى أرصدة وجيوب وأمكنة أخرى ثم لا يستطيع حتى القول :
( حامضة يا ميزانية ) !!
هل سيكون "السرير الأبيض " متاحا لكل مريض يحتاجه في أي وقت ، لتختفي ظاهرة ضرب المواعيد للمرضى ؟!
هل سينسى المواطنون آخر مرة قال فيها وزير المالية : الميزانية لا تسمح ؟!
هل ستختفي ظاهرة الفقر في أغنى دولة في العالم ؟!
هل سيسكن الجميع في منازلهم الخاصة ، وتختفي ظاهرة استغلال ٨٥٪" من إجمالي عدد السكان يسكنون بالإيجار ؟!
هل ستختفي ظاهرة البطالة من خلال خلق فرص عمل جديدة ؟!
هل سيحصل المعاقون بسبب حوادث السيارات على حقوقهم ؟!
هل ستحل مشكلة حوادث الطرق ؟!
هل سينفذ كل قرار "يقر" لمصلحة المواطن ؟!
هل سيتغلب "خير" الميزانية على شر الفساد ؟! أم سيظل ناس تحيط بهم الهالات وناس تعيش على الهللات ؟!
وكل عام و(ميزانيتها) من الألف ألف مليار فما فوق وأنتم من الألف ألف خير فما فوق !
تركي سليم الأكلبي
التعليقات (0)