الخيار العسكري
الخطة جاهزة وتنتظر التفعيل
driss ould el kabla
sahara hebdo
مر ملف الصحراء من عدة محطات، لكنه ظل بدون حل نهائي، سنوات من مصارعة طواحين الهواء وعدم السير في مسار دؤوب يدعم جهود البحث عن تسوية للنزاع وطي الملف نهائيا داخليا وخارجيا. وإذا كان قد سبق وأن حدثت مفاوضات سرية بين المغرب والبوليساريو أكثر من مرة منذ نهاية الثمانينيات لم تؤد إلى نتيجة، فإن المفاوضات السرية حاليا تأتي في ظروف مغايرة، وفي وقت تسعى فيه القوى العظمى لطي هذا الملف نهائيا وفي أقرب وقت.
وفعلا عرف ركح النزاع بخصوص ملف الصحراء المغربية حركية جديدة سعيا وراء البحث عن حل للطي النهائي، وقد لعبت جملة من الأحداث دورا مهما في تفعيل وثيرة هذه الحركية وتسريعها، وعلى رأسها الضغط القوي، عير المسبوق، الصادر مؤخرا من الأمم المتحدة والبيت الأبيض. ولم يسبق أن برز الحديث عن ضرورة حل نهائي للمشكل بالإلحاح الذي هو عليه اليوم.
ففي الآونة الأخيرة تم الكشف عن اقتراح حل غير مسبوق. رغم أن إحدى الجهات كذبت الخبر، إلا أن أكثر من مصدر موثوق وجيد الاطّلاع أكد أن ياسين المنصوري، مدير الإدارة العامة للتوثيق والمستندات (لادجيد)، قد اجتمع بعناصر قيادية من جبهة "بوليساريو".
بجزيرة "لاس بالماس" أسفر على تأكيد قبول المغرب بمخطط "بيكر" الثاني في صيغة وسطية جديدة تمثلت في "زواج" بين مقترح الحكم الذاتي الموسع تحت السيادة المغربية وحق تقرير المصير، مفاده التنازل مع بعض التعديلات، كالتنازل عما يسمى "الجمهورية الصحراوية"، والدخول في حكم ذاتي موسع تحت الإدارة المغربية وإشراف أممي قد يمتد إلى ثمان سنوات متبوعا باستفتاء تقرير المصير، يهم المنطقة الممتدة من "الطاح" إلى الحدود الموريتانية.
إنها نسخة منقحة لمخطط "بيكر" السابق، تقر بتفكيك بمختلف " مؤسسات الجمهورية الصحراوية" وإنهاء وجود مخيمات تندوف لإقامة حكم طاتي في "مناطق النزاع" لمدة 8 سنوات يجري بعدها استفتاء لتحديد الوضع النهائي للأقاليم الجنوبية.
وموازاة مع هذا المستجد الذي أقرّه أكثر من جهة عليم، أسرّ مصدر موثوق به لــ "الصحراء الأسبوعية" أن هناك حطة عسكرية جاهزة تهم حيازة ووضع اليد، في ظرف لا يتعدى سبعة أيام ، على كل الأراضي الممتدة من شرق المنطقة العازلة إلى الحدود المغربية الجزائرية المتعارف عليها دوليا والتي سبق لجلالة الملك الراحل الحسن الثاني أن تركها مؤقتا إراديا لتعقب مقاتلي "بوليساريو" جوّا وبرّا خارج التراب الجزائري ، وهذا إضافة لكل الأجواء الواقعة حاليا شرق الحزام الأمني والواقعة ضمن المنطقة العازلة التي توجد تحت مراقبة بعثة الأمم المتحدة، "المينرسو"، بمقتضى اتفاقية وقف إطلاق النار لسنة 1991.
توجد هذه الخطة العسكرية على الطاولة، في انتظار التفعيل في حالة رفض "بوليساريو" للحل الأخير المقترح بمبادرة وضغط قوي، على كلا الطرفين، من قبل الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. سيما وأن بلادنا قدمت، ما يكفي وزيادة، من التنازلات. في حين ظلت البوليساريو – تحت إمرة جنرالات الجزائر- سائرة على درب التعنت.
إلا أن الخيار العسكري، رغم أن من شأنه أن يُشكل أسرع السبل لإنهاء القضية داخليا، إلا أن تثير جملة من التساؤلات، قد تكون أعمق من تلك التساؤلات والانعكاسات والتداعيات التي قد يطرحها الحل السياسي السلمي حسب الصيغة الجديدة لمخطط "بيكر" الثاني. علما، أنه مهما يكن من أمر، إن قضيــــة الصحراء المغربية لم تعد قضية ياسين المنصوري أو غيره بل هي قضية لكل المغاربة و لا يسمح لأي كان أن يتخذ أي موقف شخصي أو لدوافع ذاتية بمعزل عن رضا و قبول من الشعب .
وفي هذا الصدد تعتقد أكثر من جهة أن حلا من قبيل الحل المشار إليه أعلاه يجب ان يخضع لاستفتاء من طرف جميع المغاربة فى الشمال و فى الجنوب،لأن المغاربة مستعدون أن يتحملوا الغلاء ،وحتى بعض الظلم الاجتماعي أحيانا، ولكنهم غير مستعدين للتنازل عن حبة رمل من صحرائهم، فهذا خط احمر، لا يمكن تجاوزه، سواء بالنسبة للبرلمان أو الحكومة أو عيرهما.إن المغاربة قد يتقبلون الجوع ولكن لن يتقبلوا أن يتنازل أحد عن شبر من وطنهم.
محمد الغماري خبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية
الخيار العسكري يبقى الحل الأجدى والأسرع في حالة تعنت البوليساريو
photo: docteur Med GHOUMARI à coté de D. Ouldelkabla
لم يستغرب الدكتور محمد الغماري خبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية من قبول المغرب لمخطط "بيكر" في صيغته الجديدة ، سيما وأنه دأب على القول إن بلادنا سوف ترجع إلى هذا المخطط . ويرى، على كل حال،أنه يشكل فرصة ثمينة وغير مسبوقة لقادة الانفصاليين لإنقاذ دم الوجه. لكنه يعتقد أن هذا يُعد بمثابة تنازل إضافي من طرف المغرب وهو كثير جدا عليه ، اعتبارا لما قدّمه ، ويُقرّ أن العبء سيكون أثقل بكثير على بلادنا . في حالة تعنت البوليساريو، يؤكد محمد الغماري على أن المغرب يمكنه اللجوء إلى الخيار العسكري عبر تفعيل الخطة العسكرية الجاهزة ولا يُمكن أن يُلام ، لأنه ، بعد كل التنازلات التي قدمها ،سيفهم المنتظم الدولي أنه يجب الحسم، وبذلك، يرى الدكتور، أن بلادنا ستظل في نطاق المشروعية.
في هذا الحوار نسبر أغوار جوانب من الحل السياسي والخيار العسكري لطي ملف الصحراء نهائيا، داخليا وحارجيا.
اللقاء بين ياسين المنصوري وقياديين في البوليساريو بجزيرة "لاس بالماس" أكد المغرب خلاله على لسان المنصوري قبوله بمقتضيات مخطط "بيكر" الثاني مع بقض التعديلات ، كالتنازل على ما يسمى بـ "الجمهورية الصحراوية" والدخول في مرحلة حكم ذاتي نوسع تحت الإدارة المغربية وإشراف أممي قد يمتد إلى 8 سنوات متبوعا باستفتاء تقرير المصير يهم ساكنة المنطقة الممتدة من "الطاح" إلى الحدود الموريتانية، فما هو تعليقكم على هذا الخبر؟
- لأول مرة يندلق إلى سمعي هذا الخبر، إلا أنه إنني لا أستغرب من أن يُقبل مخطط "بيكر" من طرف المغرب، سيما وأنني كنت أقول دائما بأن بلادنا سوف ترجع إلى هذا المخطط .
إن "بوليساريو" في طور التهييء ، على قدم وساق، للاحتفال بذكرى 28 فبراير بتيفاريتي ربما أكثر من السنوات الفارطة، ويرغب الانفصاليون أن يُعرضوا عبرها عضلاتهم ، وكالعادة بدعم وبساندة كبيرين من طرف حكام الجزائر، فما هي وضعية تيفاريتي الآن؟
- عموما إن وضعية البوليساريو حاليا لا يُحسدون عليها بالنظر إلى الظروف التي تجتازها المنطقة ، هذا إضافة لتداعيات اكتشاف الأسلحة بأمغالا . إن البوليساريو في الواقع في موقع ضعف، وكل هذا ينعكس عموما على وضعية تيفاريتي خلافا للسابق. إلا أنه إن كان الخبر السالف الذكر صحيحا مائة في المائة ، فهو دليل على الضعف كذلك في الجانب المغربي، سيما على الصعيد الدبلوماسي، وبالتالي من شأنه أن يفرح البوليساريو كأنه كان ينتظر هدية، فجاءته من المغرب.
إذن، في نظركم، هو نوع من التنفيس على البوليساريو؟
- نعم وبالتأكيد، إن صح الخبر فالبوليساريو ستتنفس الصعداء فعلا بالنظر إلى وضعيتها حاليا دون أن يغيب عن أنظارنا الظروف التي تعيشها ، ولية نعمتها، الجزائر حاليا. إنها، على كل حال، فرصة ثمينة وغير مسبوقة لقادة الانفصاليين بإنقاذ دم الوجه، وهذا أمر من شأنه أن يُبهجهم.
هناك ما يُسمى بالمنطقة العازلة، لكن هناك أجزاء أخرى من التراب المغربي الخالص شرق هذه المنطقة والمحادية للحدود المغربية الجزائرية المتعارف عليها ، كان جلالة الملك الراحل الحسن الثاني قد تعمّد تركها للتمكن من تعقب مقاتلي البوليساريو، جوا وبرا خارج التراب الجزائري، فهل هذه المناطق هي ذاتها التي تتبجح البوليساريو بأنها مناطق محررة؟
- نعم، بالضبط هذا هو الواقع، ولو أن المغرب تركها طوعا وبمحض إرادته .
لكن هل هذه الأجزاء من أراضي المغرب ادخل في نطاق المراقبة بالنسبة لبعثة المينورسو أم لا؟
إن هذه المنطقة داخلة، وبامتياز، في نطاق مراقبة البعثة الأممية، المينورسو.
وإذا كان الأمر كذلك، بالنسبة للبوليساريو، في مناسبات سابقة، كانت تقوم بتنظيم استعراضات عسكرية بتيفاريتي تحضر فيها أسلحة ثقيلة وخفيفة ومعدات حربية، ألا يتناقض هذا مع فحوى اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة سنة 1991؟
- نعم، مما لاشك فيه أن هذه الممارسات التي دأب البوليساريو على القيام بها تحت عيون بعثة المينورسو يتناقض رأسا مع مضمون الاتفاقية المذكورة .
وهل سبق وأن أثير هذا الإشكال أمام الأمم المتحدة والمنتظم الدولي؟
- من المعلوم أنه من حق المغرب إثارة هذا المشكل أمام المنتظم الذي وعرضه على أنظار الأمم المتحدة. كما كان أيضا من الممكن أن تتدخل بعثة المينورسو في الأمر وأن ترفع تقارير بخصوص هذه الخروقات الواضحة وعرضها على الأمين العام للأمم المتحدة . لكن يبدو أن المغرب ظل منهمكا في مشروع الحل السياسي، وهو مشروع تضمن تنازلات مهمة ، ولم يعد يحتج على مثل هذه الخروقات رغم أنها واضحة للعيّان ، ومن الطبيعي أن تبقى البوليساريو تستغل هذا الوضع إلى أقصى حد، وهذا ما استمر على امتداد سنوات لدرجة اعتاد عليه الجميع، بما في ذلك بعثة المينورسو التي مهمتها المراقبة والحرص على احترام فحوى اتفاقية وقف إطلاق النار.
هل تعتبرون أن المغرب قدّم تنازلات بهذا الخصوص؟
- نعم ، لقد قدّم تنازلات عديدة
يشير أكثر من مصدر عليم أن الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ضغطتا بقوّة على كل من المغرب والبوليساريو لقبول حل وسط لفض نزاع الصحراء الرامي إلى اعتماد الحل المذكور سابقا، هل تعتبرون أن هذا الحل في صالح المغرب بعد كل ما قدّمه الشعب المغربي من تضحيات جسام على امتداد عدة سنوات؟
- أعتقد أن هذا يُعد بمثابة تنازل إضافي من طرف المغرب وهو كثير جدا عليه ، علما أن ما سبق وأن قدّمته بلادنا يكفي وزيادة. فأن تضغط أمريكا والأمم المتحدة، أمر لا أستغرب منه ، لكن العبء سيكون أثقل بكثير على بلادنا . وأظن كفى من التنازلات، لأنه أصبح المغرب هو الذي عليه أن يتنازل باستمرار. وكل هذه التنازلات تتم على حسابه، أي أن السلم أضحى على حساب المغرب دون سواه.
حسب مصادر موثوقة، يتوفر المغرب حاليا على خطة عسكرية جاهزة لاسترجاع ووضع اليد على الأراضي "المغتصبة" ( الشريط العازل وما يوجد شرقه، بينه وبين الحدود المغربية الجزائرية المتعارف عليها دوليا)، وهذه الحطة العسكرية على الطاولة، ويمكن تفعيلها في حالة رفض البوليساريو الحل الوسط المذكور أعلاه، في نظركم هل من الممكن أن تضطر بلادنا إلى اعتماد هذه الخطة العسكرية بعد كل التنازلات التي قدمتها من أجل طي ملف الصحراء؟
- أقول بعم دون تردد ودون أن أخشى تجنب الصواب لأن المغرب لم يبق له من تنازل يضيفه ، خصوصا وأن التنازل الأخير كان بضغط من طرف واشنطن والأمم المتحدة كما قيل. لذا على هاتين الجهتين أن تكونا بجانب المغرب وأن تعملا على دعمه ومساندته، وأن تفرضا هذا الحل على جبهة البوليساريو، وإن رفضت وجب أن تكون يدا المغرب حرتين للقيام بما يلزم القيام به والحالة هاته.
إذن في حالة تعنت البوليساريو يمكن للمغرب اللجوء إلى الخيار العسكري عبر تفعيل الخطة العسكرية الجاهزة؟
- نعم من الممكن القيام بذلك ولا يُمكن أن يُلام المغرب.
وماذا عن انعكاسات هذا الاختيار؟
- أظن أن المنتظم الدولي، بعد كل التنازلات التي قدمها المغرب، يفهم أنه يجب الحسم، وبذلك ستظل بلادنا في نطاق المشروعية.
لكن هناك من يقول، أنه بعد كل التنازلات التي قدّمها المغرب، يبدو أن بلادنا تستدرج جبهة البوليساريو لوضعها أمام الأمر الواقع، إما أن تقبل بالحل السياسي المفترح وإما أن يقوم المغرب بحيازة ما ظلت تسميه بـ"المناطق المحررة" و كذلك وضع اليد على الشريط العازل؟
- إستراتيجيا هذه، في نظري، هي الوسيلة الأجدى والأسرع ، والمسار الذي لا مفر منه في حالة رفض جبهة البوليساريو للحل السياسي المقترح واستمرارها في التعنت.
ألا تعتبرون هذا المسار يسد كل الأبواب في وجه الحكام الجزائر الذين يحركون البوليساريو حسب منظورهم وخططهم وتضع حدا لحشر أنوفهم في هذا النزاع؟
- فعلا، إنه تفكير ذكي ، وفيه من الواقعية ما يكفي، ومن الجدية ما يجعل المغرب يقوم بما يلزم القيام به.
هل بعد كل التنازلات التي منحها المغرب من الصعب استمرار تدخل حكام الجزائر في قضية الصحراء عبر استخدام البوليساريو ولو بادر المغرب بحيازة كافة أراضيه؟
- تماما، خصوصا أن بلادنا عملت كلما يمكن القيام به في نطاق الحل السياسي والسلمي.
إذا عزم المغرب على تفعيل الخطة العسكرية، كيف سيكون موقف المينورسو؟
- من ناحية القانون الدولي، ستنظر المينورسو ومن ورائها الأمم المتحدة، بصفة عامة، أن المغرب تنازل إلى أقصى درجة ثم قبل أضاف تنازلات أخرى تماشيا مع مبادرة الأمم المتحدة والولايات المتحدة، مما من شأنه أن لا يقلق المينورسو الذي تعب ويريد التخلص من المشكل، وكل هذا سيجعل المغرب، بالرغم من كل شيء، أنه يتصرف في نطاق المشروعية، وبالتالي لا يمكن أن يُلام.
لكن هل الجيش المغربي في مقدوره القيام بهذه العملية إن دعت الضرورة لذلك؟
- أكيد، إنه مستعد باحترافية لذلك وفي حوزته كل ما يلزم ، عتادا وتدريبا و يتوفر على الجاهزية الكاملة لإنجاز المهمة على أحسن وجه، ويمتلك أسلحة مهمة، هذا في وقت تعيش الجزائر مشاكل داخلية وستنهمك فيها أكثر في القريب، بفعل انعكاسات وتداعيات ما حدث في تونس ومصر، كما أنه هناك حاليا انشقاق في الجيش الجزائري ، فهناك مجموعة من الضباط يسمون أنفسهم بالضباط الأحرار، متواجدون في مختلف المناطق ووزعوا مناشير كثيرة، ويرفضون استمرار هيمنة الجنرالات اللصوص، وصرحوا أنه إن استمرت المعارك بين الجنرالات والنظام سيكونون بجانب الشعب، هذا إضافة لحضور،حاليا، تخوفات قوية في الداخل الجزائري.
هناك جهات تقول إن الخطة العسكرية الجاهزة قد لا تطلب أكثر من أسبوع لتحقيق المواد منها، هل هذا ممكن في نظركم كخبير عسكري؟
- هذا ممكن باعتماد هجوم مفاجئ باستعمال جميع أنواع الأسلحة بما في ذلك السلاح الجوي ، وهكذا ستكون المعركة قصيرة الأمد.
في هذا المضمار هل يمكن الإقرار يتفوق عسكري على الجارة؟
- أظن أن هناك الآن تفوق نسبي لصالح المغرب.
هل هذا التفوق العسكري ناتج عن اقتناء أسلحة جديدة أم هو ناتج عن الوضعية التي يعيشها حاليا الجيش الجزائري؟
- إنه ناتج لسببين، أولا بفعل اقتناء أسلحة ، سيما في مجال البحرية والسلاح الجوي، إذ كان المغرب سباقا بهذا الخصوص مقارنة مع الجزائر، وتزود بأسلحة أحسن وأقوى. ثانيا، إن بلادنا في وضع مستقر مدنيا وعسكريا وجيشه مستعد، في حين أن الجزائر ما تزال تتخبط في مشاكل داخلية وجيشها متورط في خرب أهلية داخلية وبالتالي لا يمكن أن يسمح لنفسه أن يدخل في معركة خارجية.
بشكل عام، هل الخيار العسكري بخصوص قضية الصحراء من شأنه فض النزاع نهائيا؟
- أولا يجب أن نكون الدبلوماسية ملائمة ومناسبة، إذ أن الخيار العسكري من شأنه الحسم لكن شريطة أن يكون هناك عملا دبلوماسيا مكثفا يسعى للتسريع بالحل النهائي.
لنرى الآن الوجه الآخر للإشكالية، في حالة فبول البوليساريو للحل السياسي السلمي بصيغته المقترحة سابقا، هل هذا من شأنه أن يُشكل خطرا على المغرب؟
- لا أظن أن هذا سيشكل أي خطر على المغرب، ربما سيضيف له بعض المتاعب الجامة بفعل استقبال عدد كبير من النسمة لكن لن يشكل خطرا.
ألا يمكن أن يوفّر للبوليساريو أمكانية افتعال قلاقل من عقر الدار كما يُقال أم أن دمج قادتها سيفض المشكل؟
- أعتقد أنه سيفض المشكل
في الوقت الراهن، هل يمكن للمغاربة ، سيما الصحراويون الوحدويون، قبول اعتماد هذا الحل؟
- أطن أن عموم الشعب المغربي سيتقبل الأمر لأنه سينهي المشكل وسيخفّف من ثقل تضخياته، لكن بالنسبة للصحراويين الوحدويين قد يغضبهم هذا الأمر في البداية، سيما و أنهم عانوا الكثير من تعنت قادة البوليساريو.
لكن ألا تعتبرون أن حلا من هذا القبيل وبهذه الأهمية يستوجب عرضه للاستفتاء أمام الشعب المغربي؟
- نعم هذا عين العقل وأحسن سبيل لطي الملف داخليا وخارجيا. إن قضية كبيرة كقضية الصحراء، من الأحسن أن يكون حلها مسبوقا باستفتاء لتجنيب أي عتاب إن دعت الضرورة لاعتماد الخيار العسكري.
كلمة لابد منها
إن الهاجس الذي ظل يسكن جنرالات قصر المرادية إلى حد الآن ليس هو قضية الصحراء و الصحراويين ومبدأ تقرير المصير كما يحاولون إظهار ذلك، ولكن ما يهمهم هو عدم تمكين المغرب من الاستقرار للتفرغ للتنمية الداخلية، باعتبار أن سيادة الاستقرار بالمنطقة وانطلاق سيرورة التنمية بدون عرقلة آلياتها سيجعل المغرب يتموقع بقوة في المنطقة وهذا أمر لا يقبلون به إطلاقا، سيما وأن موجات الغضب تتعاظم في مختلف أنحاء الجزائر، علاوة على أن سيادة الاستقرار السياسي والاقتصادي للمنطقة سيهدد مواقعهم ، وهو ما يرهبهم أكثر من أي شيء آخر، لذا سيظلوا متشبثين بورقة البوليساريو "كقشة" تطفو على الماء، إلى آخر رمق، لكن هذه المرة، بعد المستجدات الأخيرة، سوف لن تننقذهم هذه الورقة من طوفان ضرورة سيادة الاستقرار بالمنطقة ، لذا سبق لأحد المحللين السياسيين أن صرح قائلا، إنه لن يستقيم الأمر بالمنطقة إلا بتنحية العسكريين من سدة الحكم بالجزائر، باعتبار أن مصلحتهم الآنية والبعيدة، تستوجب بالضرورة عدم الاستقرار بالمنطقة، وكلما شعروا بتفعيل الاتجاه نحو ترسيخ دعائم الاستقرار عملوا على افتعال مشاكل لإبطال هذا المنحى، وهذا مسار أضحى يضرب بقوة، في الصميم، حتى المصالح الضيقة لقادة البوليساريو المتحركين تحت رحمة جنرالات الجزائر.
فكل المؤشرات تفيد أن العم سام والأمم المتحدة قرر حل قضية الصحراء وطي ملفها نهائيافي أسرع مقت ممكن وعلينا أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات، ومن ضمنها الخيار العسكري .
driss ould el kabla
sahara hebdo
التعليقات (0)