تعليقات بعض الكتاب العرب عن المحادتات بين أمريكا وأيران غريبة أستمعت الى برنامج الجزيرة حول الموضوع وقرأت كثيرا من التعليقات في الصحافة العربية وقد وجدت ان الأراء التي أبديت كلها كانت سطحية . عقدة أمريكا والغرب اليوم هي العرب وليست أيران وهي تحاول السيطرة عليهم وأستغلال أمكانياتهم والحد من تقدمهم ووحدتهم لأسباب كثير ليس هذا مجال تفصيلها. وأحتلال العراق لم يكن يهدف القضاء على صدام حسين من أجل تحرير الشعب العراقي من الأستبداد والطغيان الذي أتصف به النظام العراقي على أية حال . ولكن الهدف الأكبر هو القضاء على دولة أسمها العراق لها أمكانيات كبيرة بشرية وعسكرية وأقتصادية وهي الدولة العربية الوحيدة التي تكون خطرا على أسرائيل مستقبلا وعقبة في سبيل سلام اسرائيلي مفروض على العرب . وأضعافها فيه إضعاف للعرب للرضوخ للسيطرة الغربية وإسرائيل .
ونظام صدام رغم كونه حكما دكتاتوريا مستبدا ولا يوجد عربي ياسف على زواله لكنه لم يكن أسوا من غيره من الأنظمة العربية الدكتاتورية الأخرى التي لم تنشر فضائحها في العلن رغم فظاعتها . ولهذا فأن القضاء على النظام العراقي لم يكن هدفا مباشرا بل العراق كدولة كان الهدف المباشر .امريكا كانت تعرف أن أحتلال العراق سيؤدي الى تسليمه ألى الشيعة فالصلات بين الشيعة العرب وايران أقوى من قوميتهم العربية مهما قيل عنها , ودخول أمريكا في مفاوضات مع أيران لتقرير الوضع النهائي للعراق لم يكن مفاجأء الا للسطحيين في السياسة . امريكا تريد الحفاظ على أيران دولة مهمة في الشرق الأوسط وأمكانية التحالف معها ضد العرب . أن أمريكا بعد أحداث 11 ستمبر لم تعد تتق في أي نظام عربي حتى أصدقائها القدامى لأنها تعرف أن الشعوب لا تتق في الأنظمة ولا تستطيع هذه الأنظمة السيطرة على شعوبها وتصرفاتهم وكراهيتهم للغرب . كما يخطئ من يعتقد أن أمريكا بأحتلالها للعراق تريد الأنفراد بنفط العراق وثرواته فسوق المال وسوق النفط في أمريكا وأوربا وجنوب شرقي أسيا تسيطر عليه الشركات الأمريكية مهما كان مصدره , ولا خوف من انظمة الشرق الأوسط عليه مهما كان شكل الحكم فيها. أن رغبة أمريكا في التفاوض مع أيران ليس جديدا بل حان وقته ولا خوف لدى أمريكا من أمتلاك أيران للقوة الذرية أذا اصرت أيران على حقها لأن وضعها لا يختلف عن وضع باكستان والهند وكوريا الشمالية فهذه الدول لن يكون في مقدورها تحدي القوة الأمريكية الا أذا ارادت خراب بلادها ولن تسطيع أستخدامه ضد جيرانها دون عقاب . والضغط على أيران الذي نشاهده في الفترة الأخيرة هو أقناع أيران بأن تقدمها يتوقف على تحالفها مع الغرب للسيطرة على المنطقة العربية بمشاركة أسرائيل .
التعليقات (0)