الخونة

في الاونة الاخيرة خرجت بعض البيانات عن فرع القاعدة في الجزيرة العربية ، و الذي حول اسمه الان من القاعدة الى “ انصار الشريعة “ بعد ان اصبح اسم القاعدة وصمة عار مرتبطة بالقتل و سفك الدماء و نشر الرعب بين الناس ، و هي الحيلة التي لم و لن تنطلي على ابناء الشعب ، و اليمني بالتحديد و الذي سارع و اطلق عليهم اسمهم الصحيح، الا و هو (انصار الشر) او (انصار الشيطان). قرأنا في البيانات كيف ان انصار الشر يشيرون الى القبائل العربية اليمنية التي هبت لمحاربتهم على انهم مرتزقة و ان جنود مرتدين و ان اهل اليمن هم اهل جهالة، و هذا ما ذكروه حين توعدوا بشن حرب عصابات على اليمن و في المدن اليمنية الامنة لينشروا القتل و الخراب . و هنا تتبادر بعض الاسئلة الى ذهن المتابع الموضوعي لما يحصل في اليمن. هل ان من يريد مصلحة اليمن و استقرارها و رخائها يقوم بتخريب اقتصاده و بنيته التحتية و مقدراته و ثرواته من خلال نسف انابيب النفط و الغاز او من خلال قصف محطات الكهرباء و احراق مستودعات الوقود كما حصل في لودر؟ هل ان اليمني هو الذي يستهزأ بمهنة اخيه اليمني و يقول له “ يا اهل الطماط و البطاط اسمحوا لنا بالدخول فطماطكم و بطاطكم لن ينفعكم” كما فعلت القاعدة في لودر؟ و من ثم نراهم يصفون القبائل العربية التي هبت لمحاربتهم بأنهم خونة. هل ان اهل اليمن هم الذين يرسلون الانتحاريين ليفجروا انفسهم بين اخوتهم من ابناء القوات المسلحة في يوم احتفالهم بوحدة اليمن كما فعلت القاعدة في ساحة السبعين؟

كل هذه الاسئلة ستهون عند معرفتنا لبعض الحقائق و التي صدرت عن مجرمي القاعدة أنفسهم و من خلال التقارير الصحفية من اليمن و من المنطقة . اولاً كانت الانباء قد تحدثت عن هروب المئات من ارهابي حركة الشباب الصومالية بالقوارب من الصومال الى اليمن بعد الهزائم التي لحقت بهم هناك و من ثم اعلن المتحدث بأسم عمليات حركة الشباب بأنهم سيرسلون المئات غيرهم من مقاتليهم لنصرة رفاقهم من القاعدة في اليمن . و هذا ما اكده القاء القبض على البعض منهم بعد تفجيرهم لعبوات ناسفة او محاولتهم القيام بعمليات انتحارية . كما كان طارق الذهب القائد السابق للقاعدة في اليمن و الذي قتله اخاه ، قد اخذ البيعة لأيمن الظواهري قائد تنظيم القاعدة. و اخيراً في الوقت الذي ينعت مجرموا القاعدة باقي ابناء اليمن بأنهم مرتزقة و يصفوهم بالعمالة تفضح بياناتهم من هم المرتزقة فعلاً و الاغراب على اليمن و على اهله و الذين لا تأخذهم رحمة بهذا الشعب تنفيذاً لأجندة القاعدة السياسية الضيقة الافق . فبعد الهزائم التي لحقت بالقاعدة في كل من لودر و زنجبار و جعار و اندحارهم مؤخراً من اخر معاقلهم في محافظة ابين خرجت بيانات من القاعدة تنعي افرادها الذين سقطوا في تلك المعارك. و ما استوقفنا هنا هو من هولاء الذين كانوا يقاتلون ابناء القبائل اليمنية و الحكومة و الجيش اليمني و يصفهم بالعملاء و المرتزقة فأذا بهم مجرمين من القاعدة جائوا الى اليمن لنشر القتل و الخراب فيه و قتل ابناء شعبه.

فهذا مثلاً ابو عبد الرحمن التونسي و الذي قتل في زنجبار في ابين ، ما الذي جلبه الى اليمن ليعلمهم امور دينهم و دنياهم ؟  

و هذا الثاني الذي يعرف عن نفسه بأنه ابو ثابت المهاجر (عبد الرحمن الاردني) من مدينة الزرقاء حي معصوم و الذي جاء في بيان نعيه بأنه التحق بشيخه ابو مصعب الزرقاوي و كلنا يعرف ماذا فعل الزرقاوي بأهل العراق و ما ارتكبه من جرائم بحق ذلك الشعب.

فسار هذا الزرقاوي الثاني على خطى شيخه فذهب هو ايضاً الى اليمن ليقتل ابناء اليمن و ابناء جيشه و قبائله او كما وصفه بيان نعيه " ولقد استشهد في اليمن بعد صراع دائم وقتال مع عساكرالردة اليمنية…وقد شهد له الاخوة هناك "بشدته على اعداء الله ".

فبعد كل هذا يحق لنا ان نسأل من هم المرتزقة؟ من هم الخونة ؟ من الذين يريدون السوء باليمن و اهله و يجلبون الارهابيين من كل حوب و صوب لتخريب هذا البلد و ليملوا عليه اجندة القاعدة الساسية الضيقة بما لا يتوافق مع تطلعات شعب اليمن و مستقبل اجياله القادمة ؟

سعد باسم

فريق التواصل الالكتروني - وزارة الخارجية الامريكية.