الخوف

يتمالكني الخوف أحيانا وأنا أهم بالكلام للتعبير عما بدواخلي، لإفشاء أسرار الذات التي تسكنتني منذ أن بدأت أعي بما يجول حولي؛ الخوف ممن وبسبب ماذا؟ لست أدري ولكنه الخوف ؛ الخوف فقط ؛ ربما وُلدْتُ خوافا ؛ ربما ورثته من أجدادي؛ ربما اكتسبته في حياتي أو تعلمتُه في المدرسة ، في البيت في الشارع؛ أخاف أن أعبر عن موقف سياسي مازال يسري في عروقي، أخاف أن أحتج عن زيادة ولا نقصان ، كل ما أفعله هو السكوت ولما تمتلئ خواطري أنفجر كلمات تتطاير شظاها فوق أوراقي ؛أحكي بقلمي المريض ما يجول بداخلي ٠ فأنسج قصائد أسميها قصائد هي أشبه ما تكون شعرا لكنها فقط حمم البراكين المتسكنة بمداخيني، كلما كتبت (قصيدة) تزداد نبظات قلبي وترتعشُ أطرافي فأمكث إلى أن أستعيد توازني فأستغفر الله وأعيذ به من الشيطان الرجيم اللذي يحرضني كي أكتب؛ فأخرج من المنزل أكاد أعترف لأول شرطي أو مقدم الحومة أني أنا من كتبت القصيدة ؛ أكاد أبوح أني من ساق أولئك المتظاهرين أمام المقرات الحكومية ؛ وأني من فجرتُ وقتلت وسرقت ، أستعيذ بالله مرة أخرى وأنطلق أجوب أنحاء المدينة لا أدري ماذا رأيت أو ماذا سمعت حتى أجدُني في المنزل أمام (ديواني ) الصغير أدون قصيدة أخرى أو خاطرة جميلة بعيدة عن الخوف
حكم بن أبيه

hakimon1@hotmail.com