الخطأ الذى وقع فيه الرئيس السيسى أنه أراد أن يجعل الحياة فى مصر تبدو للعالم عادية فى ظروف غير عادية وفى منطقة غير عادية وفى مواجهة تيار غير عادى هو تيار الإسلام السياسى وجماعات الإرهاب تحت غطاءِِ دينى , فكانت النتيجة ما نراه الآن من تفجيرات يومية روَّعت الإنسان المصرى وسببت له الكثير من المعاناة والشعور بعدم الأمن على نفسه وممتلكاته . وأنا حينما كتبت على هذه المدونة تحت عنوان : مصر وحتمية الحل الفاشيستى - لم أكن أقصد أن يقوم النظام بسفك دماء معارضيه ولكنى قصدت العكس تماما وهو أن يتعامل النظام مع الواقع كما هو لا كما يحلم به , هذا الواقع الذى يقول بأن مصرالتى ظلت لأكثر من ستين سنة محكومة بقوانين طوارئ لا يصح فى هذا الظرف بالذات ان تُحكم بقوانين عادية , الواقع الذى يقول إنه لم يكن مسموحا فى مصر بمجرد نقد الرئيس ومن كان يجرؤ على ذلك فمصيره مجهول لا يعرفه إلا رجال أمن الدولة , لا يصح التنازل عن ذلك دفعة واحدة وبين عشية وضحاها فينتج عنه مظاهرات علنية تسب رئيس البلاد بأقذع الألفاظ وتؤيد عمليات قتل رجال الجيش والشرطة لأن أخطر تداعيات ذلك هو سقوط هيبة الدولة والجرأة على قياداتها ومؤسساتها السيادية وما يترتب على ذلك من التداعى للجهاد ضدها والشعور بالاستقواء عليها بل والأمان من العقوبة فى ظل قوانين مترهلة وقضاء مثقل .
كنت إذن أنادى بالقوانين الاستثنائية إلى ان تقف البلد على قدميها , هذه القوانين التى تردع المتربصين بأمن الوطن وتجعلهم تحت شعور دائم بسطوة الدولة وقسوتها فيلزمون بيوتهم فتُحقن دماؤهم ودماء ضحاياهم ويصان أمن الوطن وتُحفظ مؤسساته ومرافقه من الدمار , ولكن الذى حدث أن الرئيس اختار طريق التهاون وتصوَّر أنه بترك الحرية لجميع الأفراد والتنظيمات يمكن أن تُصان الدوله ويزداد معدل النمو الاقتصادى , ويأتى المستثمرون إلى المؤتمر الاقتصادى الذى يتم الترويج له على أنه حبل إنقاذ الوطن فكان أن ازدادت أعمال العنف المرشحة للتفاقم . أكرر أن مصروالمنطقة تعيش ظروفا استثنائية وأن ما يحدث الآن سيصنع التاريخ لعدة قرون , وهنا أريد الاستدلال بدولة إيران الشيعية التى تذهب أمريكا الآن لاسترضائها بعد أن عجزت عن ترويضها , أقول إن إيران لم تصل إلى ذلك بالديموقراطية وحقوق الإنسان فلا يوجد فى إيران أحزاب ولا حقوق إنسان , ومن يترشح للبرلمان الإيرانى من غير الموالين للنظام يتم استبعاده والتنكيل به , أقول هذا وأتمنى أن تعى القيادة المصرية الدرس بمزيد من القوانين الحاسمة ليس من أجل قهر الناس ولكن من أجل تخويف فصيل أدمن الخوف سبعين عاما وتصرف تحت طائلته ومن أجل حماية المجتمع من التخويف والقهروالقلق على المصير
التعليقات (0)