الخوف من الفهم!!!
هناك شخص/إنسان لا يريد أن يتحاور بل يريد أن يطرح رأيه ووجهة نظره وفقط، ويتجنب بكل الوسائل النقاش والسماع من الطرف الآخر، وذلك خوفاً من أن يفهم شيئا جديداً يغير أو يرفض كل ما برأسه، وهذا يذكرني بأحد زملائي في مرحلة البكالوريوس، كنت أجلس بجواره بالمدرج أثناء محاضرة في مقرر "الكيمياء التحليلية" ووجدته لا ينظر ولا يستمع لما يقوله الدكتور أستاذ المادة، بل كان يكتب وينسق محاضرة أخرى في مقرر آخر، فسألته بصوت خافت مندهشاً: لماذا لا تعير للمحاضرة أي انتباه؟، فنظر لي ورد ببساطة شديدة، الكيمياء مادة تحتاج إلى فهم، وأنا لن ابذل أي مجهود يشغل رأسي بالفهم، أنا أعشق المواد إلي تعتمد على الحفظ وأحصل فيها على أعلى الدرجات، قاطعته: ولكن نحن في كلية علمية والمفروض أن معظم المواد تحتاج إلى الفهم أولاً ثم يليه الحفظ؟!!!، فنظر لي نظرة يريد أن يقول لي فيها (أنت لا تفهم شيء!!) ..كل المواد ومن يدرسها لا يريدون في ورقة الإجابة سوى الحفظ فهم يقيسون الإجابة النموذجية بالكيلو، بالكم وليس بالكيف، كانت تلك الواقعة ونحن في الفرقة الثانية، ومرت سنوات الكلية، وحصل هذا الزميل الذي يعد "مسجل كاسيت" على درجة البكالوريوس بتقدير جيد جداً، وكان ترتيبه الثاني على شعبته التي تخرج منها، وقد علمت منذ مدة أنه حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في وقت قياسي وبسرعة فائقة وقد أصبح باحثا علميا في أكبر مركز بحثي بجمهورية مصر العربية الآن وذلك بسبب الحفظ وليس الفهم الذي لا يصدع به رأسه، فالحفظ خير وأقصر طريق للتفوق والرقي في تلك الدولة العجيبة. وقد ناقش الفيلم السينمائي "الثلاثة يشتغلونها" للفنانة ياسمين عبدالعزيز وبطولة صلاح عبدالله وهالة فاخر، تلك المسألة حيث نشأت على لحفظ والتذكر لدرجة كن والد البطلة يقوم بتسميع الكتب لها فكانت تحفظ حتى عدد صفحات الكتاب وزن ورق الكتاب وألوان طباعة الكتاب وفهرس الكتاب، وبالفعل تفوقت بالثانوية العامة واستطاعت أن تكون الأولى على شهادة الثانوية العامة على مستوى الجمهورية، ولكنها بدأت تواجه مشاكل الحياة وتتفاعل مع الناس والمجتمع بشكل أوسع عند التحاقها بكلية من كليات القمة وتعرضت للعديد من الصدمات والمشاكل التي سببت لها الأزمات النفسية والاجتماعية إلى أن اكتسبت خبرات عديدة أفهمتها أن الحياة لا يمكن أن يتعامل معها الإنسان بالحفظ وفقط دون فهم وتفكير وتدبر للأمور وإلا ضاع الإنسان، فإن الجائز أن يحقق الحفظ تفوقا علميا ودراسيا ويحصل الشخص على شهادة عالية جدا ولكن لا يحقق له الحفظ دون فهم استقرارا نفسيا ونجاحا حياتياً كبيراً
بقلم:
محمود سلامة الهايشة - كاتب وباحث مصري
التعليقات (1)
1 - أرجوك لا تعطنى هذا السرطان
عاطف فهمى - 2013-09-18 15:51:44
و نشرت مجلة دير شبيجل الألمانية فى 19 مايو 2011 \"الفلبين : أطلال المفاعل النووى باتان مزار للسياح \" كارثة فوكوشيما أعطت رد فعل ، المفاعل النووى الوحيد فى الفلبين Bataan لم يتم تشغيله أبدا و لم ينتج كيلو وات واحد من الكهرباء للأن و سيظل هكذا مستقبلا ، و الأكثر من هذا أن المفاعل النووى الذى يقع على شبة جزيرة باتان أصبح منذ مايو 2011 مزار للسياح . و نشرت شبكة الأخبار الأمريكية CNN فى 29 يونيو 2011 قال نوربرت رويتغن، وزير البيئة الألماني، لن يعاد تشغيل سبع محطات قديمة للطاقة النووية.. وكذلك محطة للطاقة في كرومل.. ثمة مجموعة أخرى مؤلفة من ست مفاعلات نووية ستتوقف عن العمل بحلول نهاية العام 2021 على أبعد تقدير.. أما المفاعلات النووية الثلاثة الجديدة، والأحدث فإنها ستغلق بحلول نهاية العام 2022.\" وقالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل : \"إن الأحداث التي وقعت في اليابان تبين لنا أنه حتى الأشياء التي تبدو مستحيلة من الناحية العلمية قد تحدث.\" و نشرت صحيفة دى برسة النمساوية فى 2 نوفمبر 2011 \"بلجيكا تخطط لأنهاء الطاقة النووية\" الحكومة الحالية تريد أبتداء من عام 2015 أنهاء الطاقة النووية، وأغلاق ال 7 مفاعلات نووية فى بلجيكا تدريجيا. و نشرت صحيفة دير شتاندرد النمساوية فى 15 يونيو 2011 إيطاليا تظل خالية من الطاقة النووية، هو قرار الإيطاليين فى أستفتاء شعبى و الذى صوت بنسبة 95 % ضد الطاقة النووية. و تريد سويسرا حتى عام 2030 أنهاء الطاقة النووية. .... مزيد من التفاصيل فى موضوع ( عصابة النووى) بالرابط التالى www.ouregypt.us و بعد كل هذا يقول أحمد إمام، وزير الكهرباء والطاقة \"البرنامج النووى لتوليد الكهرباء، سيكون أحد أهم محاور قطاع الكهرباء فى الفترة المقبلة ، لدينا برنامج جيد يستهدف إقامة 4 محطات نووية لإنتاج الطاقة !!!