مواضيع اليوم

الخمسة الكبار في سباق بيئي محموم

هـنــد بن كحيلة

2009-11-23 20:33:15

0

دبي- هند بن كحيلة

افتتح صاحب السمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رعاه الله اليوم فعاليات معرض الخمسة الكبار 2009 المتخصص في قطاع البناء والتعمير ومعدات الإنشاء وكل ما يدور في فلكها وذلك في مركز دبي التجاري العالمي. هذا الحدث الذي ستتواصل أعماله إلى غاية 26 نوفمبر الجاري في توقيت يومي يمتد من الحادية عشرة صباحاً وإلى غاية الثامنة مساءً.
المشاركة الواسعة والاقبال الكبير للجمهور خلال اليوم الأول بين وبشدة أهمية هذا المعرض المتخصص والفريد من نوعه في المنطقة حيث غصت قاعات المركز التجاري للمؤتمرات والمعارض بدبي بالزائرين والعارضين والمقاولين وخبراء البناء الذين قدموا من أكثر من 52 دولة للتباحث وتبادل الخبرات في هذا المجال المتجدد وقد تفننت المنصات في عرض كل ما يتعلق من ألف البناء إلى ياءه.والملاحظ أن عدد الدول قد زاد عن السنة الماضية حيث شارك في طبعة عام 2008 من هذا المعرض 50 دولة فقط الأمر الذي أدى إلى ارتفاع عدد العارضين الذين قدرتهم "دي .ام. جي وورلد ميديا " منظمة المعرض بـ3000 عارض إضافة إلى 22 جناح وطني نصبت أركانها في أروقة المعرض والتي تفننت هي الأخرى في عرض منتجاتها وتقنياتها الجديدة وكذا منشوراتها ودورياتها التي تصب جلها في قطاع العقار والعمران.
وقد شهد المعرض حضور قوي لدول كبرى كـ كندا وفرنسا وبلجيكا وايطاليا وكوريا والصين وألمانيا وقد استحوذت هذه الدول على مساحات كبيرة من قاعات المعرض التي أضيفت إليها مساحات جديدة كالذي حدث في قاعات الشيخ سعيد آل مكتوم الجديدة التي خصصت فيها مساحات كبرى وبمساحات وارتفاعات جديدة- 14 متر -لتتلائم وعرض آليات إنشائية ضخمة الأمر الذي يجعل الزائر يلمس التطور الكبير الذي شهده مركز دبي التجاري للمؤتمرات والمعارض وكذا معرض الخمسة الكبار اللذان أبديا للعالم حرفية ومهارة في عالم تنظيم المعارض وجمع المختصين تحت سقف واحد.
حركة قوية وتوافد جماهيرى أقوى
حطم المعرض كل التوقعات حيث لم تكن القاعات المكان الوحيد الذي غص بالحركة فمواقف السيارات بالمعرض كانت ملآنة عن بكرة أبيها وهو "مؤشر مبشر بالخير" قالها سالم عبد الله أحد رجال الأعمال الزائرين العمانيين الذي لم يجد مكاناً لركن سيارته، قالها وقد تسلح بحقيبة أعماله متحمساً لصفقات قد تكل بالنجاح لدرجة أنه لم يكترث للمخالفات التي وضعت على سيارات الكثيرين بسبب التوقف العشوائي "الوصول إلى المعرض أهم من المخالفة" أضافها سالم وركن سيارته في مكان نخالف ودخل مهرولاً.
في الوقت الذي اختلطت فيه اللغات واللهجات وحتى الأزياء في أروقة المعرض ولكنها اجتمعت حول منتجات تصب في واد واحد ألا وهو قطاع الانشاءات.أمر كهذا لا يمكن إغفاله خاصة وأن احصائيات حديثة أشارت إلى منطقة الخليج وحدها تستحوذ على 3398 مشروع انشائي قيد الانجاز بقيمة 1.35 تريليون دولار وهو العجب الذي أبطله سبب تواجد كل هذا الجمع الغفير والعتاد الأكبر.ويعطي جرعة من التفاؤل الذي لمسناه خلال تجولنا في أروقة المكان.
بشكل عام فإن الأزمة العالمية حولت بعض المنشآت من البيع إلى الايجار بل وقد توقف بعضها وألغي البعض الآخر،ولكن المراقبون أشاروا إلى أن مشاريع البناء في المنطقة لا تزال مستمرة وتتلائم تقييماتها الحالية على ما سيعرضه المعرض حيث لا يزال التأكيد فيها على مراعاة تطبيق معايير البيئة النظيفة الخالية من إنبعاثات الكربون التي لا يمكن أن تؤجل أو تغفل في أي حال من الأحوال وهي القضية التي شكلت اهتمام المعرض وتضمنتها مواده وآلياته التي تصب في هذا الجانب نظراً لما تفرضه تحديات التغيرات المناخية التي تتهدد كوكب الأرض. كما أن الفرصة كانت مناسبة لعرض هذه التقنيات وتشجيعها لما فيها من خفض لاستهلاك الطاقة وتخفيف النفقات أيضاً عدا عن قيمتها البيئية المعروفة وتوقع أغلب العارضين أن الفرصة مواتية من خلال هذا التجمع لعقد الكثير من الشراكات والاندماجات بهدف التعافي من مخلفات الأزمة الاقتصادية العالمية.
جائزة "جايا" لأصدقاء البيئة فقط
وقد تم على إثر انعقاد هذا المعرض وضماناً من القائمين عليه في تشجيع أفضل الممارسات في مجال البيئة الخالية من الكربون إطلاق جائزة "جايا " وهي الجائزة الأولى من نوعها في المنطقة المتخصصة بتشجيع الأشخاص العاملين في قطاع الانشاءات الذين يراعون البيئة في ممارساتهم لذا فقد فقد تبارى العارضون في عرض آخرما جادت به عقول مخترعيهم في سياق أجهزة التكييف والري وكوابل الكهرباء الصديقة للبيئة والجيوب أيضاً فإنه وعلى عكس ما يشاع بأن التقنيات الخضراء باهضة الثمن لكن الذي أظهره المعرض بين أن أغلب المنتجات كانت مصنعة في الغالب من مواد تم تدويرها كما خففت في تكوينها المواد الكيميائية حرصاً على البيئة وقد أكد العارضون على ذلك من خلال تضمين هذه الخاصية على كل منتج على حدى.كما زاد المعرض من دورات التثقيف بجدوى المواد الصديقة للبيئة وتعميمها على العارضين للاستفادة منها في نشاطاتهم والخروج بقطاع انشائي صديق للبيئة وهو الفحوى الذي يريد المعرض الوصول إليها بالتعاون من شركة إيكو فنتشر إحدى الشركات الرائدة في المنطقة والعاملة في حقل التقليل من انبعاثات الغازات في الطبيعة.
الرفاهية لا تهتم للأزمة العالمية
أغلب العارضين بدوا متفائلين جداً خلال المعرض حيث صرح رياز أحمد تنفيذي مبيعات -المشاريع في مجموعة دانوب الشرق الأوسط بأن الأزمة لم تؤثر في دانوب وذلك بفضل التعامل الحسن الذي لجأت إليه في تسيير أعمالها خلالها ،فقد قامت شركته باستجلاب مواد جديدة لم تعرضها من قبل حيث أدخلت هذه المرة تشكيلة من الثريات الكريستالية الجذابة وأحواض جاكوزي ذات شاشات تلفزيون متزلجة بخاصية "الووتر ريزيست"، بعد أن كانت تكتفي من قبل بعرض المواد الصحية وآخر صيحات الحنفيات.
كما اتفقت كل الأجنحة على غرار الجناح الكندي، الايطالي والفرنسي والألماني على عرض جداريات فاخرة ومتحولة تدخل صاحبها في عالم ملئ بالألوان والرسومات وانعكاسات الضوء وحتى أماكن تاريخية والأهم من ذلك هو توافقها مع شروط بيئية جديرة بالاهتمام.ناهيك عن مستلزمات المنازل المترفة الذي يشكل النظر إليها فقط متعة ما بعده متعة.
أسقف خضراء ..وورود اقتصادية !
شركة زينكو الألمانية ومديرتها ميلاني مانلانجيت وبالتعاون مع شركة اليوسف للزراعة وتجميل الأراضي جاؤوا بشئ جديد يعد الأول في المنطقة وهو البرنامج الذي طبق في ألمانيا منذ أكثر من ثلاثين سنة والذي أطلقت عليه الشركة نظام الأسقف الخضراء والمتمثل في تجهيز أسطح العمارات والأبراج وغرسها باستخدام مواد عضوية وأخرى مدورة لتبدو من أعلى كحدائق غناء مليئة بالورود والخضرة. وقد صرحت ميلاني بأن هذه التقنية يراها الكثير وسيلة ترف لأنها لا ترى من الطائرات لكنها أثبتت نجاعتها في صداقتها مع البيئة والمتمثلة في قدرتها على تلطيف الجو وامتصاص كميات الأمطار التي تتسرب إلى الأسطح بالإضافة إلى جدواها في امتصاص الحرارة المنبعثة في الشمس ومنع تسربها إلى المنازل كما تمنع أيضاً تسرب الغبار إلى الأسفل .كما أنها تصلح لملساكن القريبة من المطارات فهذه النباتات كفيلة بالتخفيف من الضجيج الناجم عن اقلاع وهبوط الطائرات بالإضافة كما تعتبر بيئة جيدة لجذب الطيور والحشرات الجيدة.وتعكف الشركة حالياً على القيام بتجهيز ميدان يفوق طوله 13 ألف قدم بالدوحة ومشاريع أخرى لتجهيز أسطح بالسعودية . ويضيف علي محمد وهو استشاري مبيعات بالشركة بأن شركته تتوقع اهتماماً كبيرا من خلال هذا المعرض لمنتوجهم الجديد فدبي كغيرها تأثرت بالازمة ولكنها تبقى حاضنة للاستثمارات بعد أن صارت مصب لرجال الأعمال من كل أصقاع العالم والدليل وجود الكثير من الآسيويين والخليجين وزوار من دول أخرى جاؤوا لأجل إيجاد صفقات جيدة هنا في المعرض تحت سماء دبي حاضنة الاستثمارات الكبرىوهذا عنصر كفيل بضرورة تواجد شركة اليوسف في المعرض.
من مقصورة مرسيدس إلى الخمسة الكبار
تتذكر جوليا فرانك مديرة التدريب ومسؤولة التسويق والمبيعات لقسم الثلاجات والمبردات بشركة ليبير السويسرية الرائدة في مجال الانشاءات والتجهيزات قصة صاحب الشركة الذي حوَ ل سيارته المرسيدس ذات المقطورة ليجعلها واجهة لعرض ثلاجاته قبل ستين عاماً " حيث كان يقوم بالسير في الشوارع للتعريف بمنتجاته آنذاك."كان ليبير سيفتخر كثيراً لو شاهد منتوجاته تعرض في معرض الخمسة الكبار" تقول جوليا بكل ثقة لا شئ مستحيل فنحن في الخمسة الكبار الآن وتملك شركتنا أكثر من 100 قطاع يتوزع على قطاع المنشآت والرافعات وآليات الطائرات والقطارات السريعة والزراعة والأجهزة المنزلية وغيرها.وعن تواجدها بالمعرض تضيف جوليا بأن اسم كـ لليبير لا بد أن يتواجد في معرض كهذا فالصفقات لا تنتظر أحد وتوقعت أنها ستبيع الكثير في جناحها وكذا في جناح العتاد الانشائي. وقد تقدمت شركة ليبير بعرض ثلاجات مقتصدة للطاقة بامكانها الاحتفاظ بجودة المواد الغذائية لمدة أربع أيام ونصف بعد انقطاع الكهرباء وهي أقصى مدة وصلت إليها التكنولوجيا لديهم هذه المدة التي لا تقدر سوى بـ110 ساعات في أحسن الظروف. بالإضافة إلى توصل شركة ليبير إلى تقنيات مقتصدة لاستهلاك الطاقة تحافظ على جودة الخضار 14 يوماً عن تاريخ تعفنها وقد أسرت بأنها ستكون سعيدة ببيع الثلاجات الضخمة الموجودة بالمعرض لأن مسألة ارجاعها إلى سويسرا ليست فكرة مريحة وستقدم فيها خصماً جيداً للزبون المحظوظ.

بيت الزوجية بلمسة أنثوية شاعرية..وللرجال نصيب
بإمكان المرأة مشاركة زوجها في تصميم بيت المستقبل فالكثيرات منهن تشاركن الأزواج في مصاريف البيت مادام بعض الرجال ينادي بأن الحياة مشاركة.
فالتي تعشق الفصوص في شيّلها وعبائتها بإمكانها أن تزيّن حمامها أيضا بها، حيث
تحظى الحمامات بالحظ الأوفر من الدلال لدى بناء البيوت فيكفي أنها المكان الوحيد الذي يرتاح فيه الشخص من تعب العمل كما أنها المرتع الوفير لتكاثر الجراثيم لذا فقد كان الاهتمام واضحاً خلال المعرض بهذا القسم. ليس فقط النساء فقد تسابقت شركات أخرى في تدليل الرجل أيضاً ولكن من خلال حمامات خضراء صديقة للبيئة لا تستهلك الماء أبداً للتنظيف بل ما يكفي بخ منظف صديق للبيئة هو الآخر فيتم التخلص من كل الجراثيم والروائح وكل ذلك لدى شركة يوريمات السويسرية التي قال مدير الواردات بها السيد ألكسندر روش بأن منتجه هذا تحصل على جوائز عديدة آخرها جائزة جايا 2008 في معرض الخمسة الكبار
في دبي فقد بدى التوجه واضحاً لهذا المعرض في حماية البيئة .وأضاف بأن شركته تشارك للمرة الخامسة على التوالي فمن غير المعقول التغيب على حدث كهذا فدبي سوق كبير وواعد بالفرص والغياب عنها يعد خسارة كبرى.
معارض كهذه لا تهم المرأة فهي رجالية بالدرجة الأولى نظرا لكم المعدات الضخمة وعالمها الفولاذي الضخم ولكن ما وُجد فيها يجزم حتماً أن المرأة كان لها أن تكون هناك وبقوة فالكثير من المصممات كن هناك لتشبع رغبات المراة الفنية في قطاع البناء فالمعرض غطى قطاع الانشاءات من أصغره إلى أكبره والتحدي فيه واضح بأن لا مفر من إثبات الوجود في عالم العقار الذي يعتبر فيه الغائب مفقود.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !