الخليج العربي و لعبة التوازنات الإستراتجية

بفضل مداخيل النفط التي إرتفعت مؤخراً سنتطرق للتوازنات الجيوسياسية التي تغيرت كثيراً بالخليج بعد الحادي عشر من سبتمبر، حرب العراق،الطموحات النووية الإيرانية ،والإرتفاع الكبير للصناديق السيادية بالمنطقة . 

فمن وجهة نظر دول الخليج الصغيرة الضمانات الأمنية ليست كافية إما لأن العراق ليس مستقراً أو إيران التي يرونها مهددة لهم أو لثقل حضور العربية السعودية السياسي . كل هذا يؤدي إلى تطور سياسي واضح. 

فبين الكويت و السعودية توجد الجزيرتين ،القا روه و أم المرادم المهمتان لقربهما من آبار نفط بحرية مهمة، فرغم توقيع إتفاق سنة 2000 تبقى الحدود غير دقيقة وتبقى محور نزاع خصوصاً أن السعودية لا تقبل إلا تدخل المنظمات الإسلامية لحل هذا النزاع , بالإضافة أن الكويت تتخد إختيا راتها الدبلوماسية دون إستشارة الرياض . فعندما كانت أمريكا تحضر لإجتياح العراق سنة 2003 أصبح الدعم الذي قدمته الكويت لواشنطن يوسع الهوة السياسية بين الدولتين .  

أما فيما يخص قطر و البحرين فبعد نهاية الإستعمار البريطاني أسندت هذه الأخيرة أرخبيل الحوار للبحرين فتأجج النزاع بين الدولتين العربيتين بداية التسعينات عندما تم إكتشاف البترول بها . لكن العربية السعودية التي تعتبر عراباً سياسياً للمنطقة لم تجد الحل للنزاع فلجأت البحرين و قطر لمحكمة العدل الدولية في لهاي التي حكمت بإسناد الجزر للبحرين .  

أما الإمارات العربية المتحدة و السعودية ، فبموجب إتفاق سنة 1974 تنازلت الإمارات للسعودية على الشريط الساحلي بين قطر و الإمارات ما شكل مشكلاً جديداً هو أن السعودية أصبحت تطالب منذ ذالك العهد بإستعمال المنطقة البحرية المحادية للشريط الساحلي و التي تقاسمتها الإمارات و قطر من قبل مما أدى إلى توثرات بين الدول الثلاثة .   

الخلاصة من الأمثلة الثلات هي أن السعودية وضعت عراقيل للبقاء حكماً في التوثرات أكثر من محا ولة حل النزاعات الحدودية للمنطقة مما وفر حسب الخبراء المناخ للتقارب بين الدول الصغيرة للخليج.   

فقد إتفقت دول الخليج الستة سنة 2008 على إقرار حرية مرور رؤوس الأموال وحرية تنقل مواطني دول مجلس التعاون الخليجي كما قد يتبعها تبني عملة موحدة سنة 2010 لخفض درجة الإعتماد على الدولار.  

المشروع صعب طبعاً في هذه المرحلة بالذات بسبب الأزمة المالية العالمية و نسبة التضخم المرتفعة بالمنطقة لكنه يبقى مصيراً محتماً سيرى النور في السنوات القليلة المقبلة .