مواضيع اليوم

الخليج الاسلامي هو الحل

رباح القويعي

2010-01-03 13:00:00

0


لاشك ان تسمية الخليج بالعربي او الفارسي تعتبر من الخلافات العالقة بين طهران والعواصم الخليجية العربية ، وهو مابرزمؤخرا في منتدى حوار المنامة السادس والذي عقد في منتصف ديسمبر 2009 في مملكة البحرين بمشاركة وفود رسمية واكاديمية عديدة حيث قال وزير خارجية البحرين متحدثا بالنيابة عن بقية دول مجلس التعاون وموجها كلامه للسيد منوشهر متكي وزير خارجية ايران ، انه مستعد لتسمية الخليج بالخليج الفارسي لمدة عام اذا تعهد زميله الايراني بان يستخدم اسم الخليج العربي بدلا من الفارسي خلال نفس الفترة ، حديث الشيخ خالد بن احمد ال خليفة وزير خارجية البحرين له مدلولات صريحة في محاولة رأب الصدع وانهاء الخلافات والتخوفات مع الجارة ايران ولكن على قاعدة سليمة وأمنة ، ولهذا فقد ذكر في سياق حديثه ان التهديد الاكبر لامن الخليج يكمن في تصاعد المواجهة السياسية بين واشنطن وطهران ، وكأنه يقول ان الاثنين يتحملان معا مسؤولية التوترات في المنطقة ، هذا ماكان بشأن تسمية الخليج في منتدى حوار المنامة ولكن ماذا بشأن الخلاف التاريخي حول تسمية الخليج والتي تصر ايران ماقبل الثورة الاسلامية على انه فارسي واستمرت طهران الاسلامية على نفس الاسم دون الوصول لحل يرضي الطرفين المطلين على الخليج ، ولنرجع الى لقاء اجراه صحفي فرنسي في باريس مع آية الله الخميني قبل عودته الى طهران بعد انتصار الثورة الاسلامية حيث سأله عن موضوع التسمية فأجاب وبكل هدوء انه الخليج الاسلامي وكأنه بهذا الجواب قد وضع حدا بسيطا لخلاف دام عشرات السنين ، فاذا كان هذا فارسيا وهذا عربي الا انهما مسلمان والاجدر والامثل ان يطلق عليه الخليج الاسلامي وهو طرح مهم طرحه اية الله الخميني لوضع حد لهذا الامر ولنرجع لارشيف الصحافة الفرنسية في ذاك الوقت واللقاءات المنشورة مع اية الله خلال تلك الفترة . اما على صعيد العلاقات الايرانية العربية فلا بد من الاشارة الى انها تصاب بالفتور حينا وبالحميمة احيانا عديدة ولكن مابين هذا وذاك يكمن المطلوب وهو بسيط اذا مانظرنا اليه بعدة اعين لا بعين واحدة واولها عين المصالح المشتركة ومن ثم حق الجار وعين الدين والعقيدة وغيرها الكثير ، وهذا قدر الامتين معا فقدر العرب ان يكون جارهم فارسي ايراني وقدر بلاد فارس ان يكون جارهم العرب ، وهم بلا شك امتداد لبعضهما ولا خيار لهما سوى التفاهم فعلى ايران طمأنة العرب بانه لامطامع لها في المنطقة وانها تريد فعلا ان تكون عونا وسندا لجيرانها ولا يد لها فيما يجري هنا او هناك ، وعلى العرب تفهم هذا وادراكه جيدا وطي صفحات سوداء ماضية بكل مافيها ، والبدء بعلاقات اكثر اشراقا ومحبة قائمة على المصالح المتبادلة بين الطرفين ، ولابد من الاشارة ايضا ان وسائل الاعلام تلعب دورا كبيرا في هذا المجال سلبا او ايجابا ، فقد دأبت في الفترة الاخيرة على تناول الخلافات العربية الايرانية وتحديدا التخوفات العربية من ايران بشكل سلبي جدا مما اثر على العديد من المعطيات والمجهودات التي تقوم بها عدة دول لتقريب وجهات النظر بينهما ، ومن المعروف ان العرب ودول مجلس التعاون تحديدا لايتخوفون من ايران كدولة جارة لهم ولكن تخوفهم نابع اساسا من التوترات القائمة فيما بين ايران وامريكا ولهذا اكد وزير خارجية البحرين متحدثا بالنيابة عن دول مجلس التعاون في المنتدى ان التهديد الاكبر لامن الخليج يكمن في تصاعد المواجهة السياسية بين واشنطن وطهران ، والجدير بالاشارة انه في نهاية كلمته اكد على رغبة البحرين في تخفيف الخلافات في المنطقة وهي اشارة واضحة وصريحة لايران ، فالوزير كان يتكلم بلسان دول مجلس التعاون ، فهل ستشهد المنطقة قريبا حلا لسوء التفاهم الحالي .


د. رشيد بن محمد الطوخي

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !