اتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا .. من الحسن حتى كاد ان يتكلما
وقد نبه النيروز في غسق الدجى .. اوائل ورد كن بالامس نوم
هل سيكون حال دول الربيع العربي افضل بسبب التحولات الديموقراطيه ام العكس .. ؟ في المقابل هل المنطق الخليجي القائل: اللهم حوالينا ولا علينا .. سوف يصمد طويلا بدافع المحافظه على المكتسبات التي حققتها لهم العائدات النفطيه الهائله، من دون الحاجه الى الدخول في صراع ، من اجل التحول الديموقراطي؟ اي انهم يحبون الحريه ويعجبون بها، ولكن ليس الى درجة التضحيه من اجلها. هذا المنطق جميل، على اعتبار انه اقرب الى العقل وادنى من الحكمه .. ! ولكن من ذا الذي يقول بأن الليالي ليست حبلى ..؟
صحيح ان اقتصاديات دول الربيع العربي قد تقهقرت وشهدت ارتطامات عده .. بسبب التحول الى الديموقراطيه، إلا إن ما فعلته الانظمه المستبده يفوق ذلك بكثير. فمتى ما شهدت هذه الدول انفتاحا، واصبحت تحت المسائله من قبل مواطنيها، سوف تحقق نموا اسرع بكثير مما كانت عليه، بشرط ان يحقق النظام الجديد مشاركه شعبيه حقيقيه، لا تكتفي بالتغير السياسي فحسب، بل ايضا تحدث تغيرا اقتصاديا واجتماعيا.
لقد خسر الغرب نفوذه الهائل الذي كانت تؤمنه له الانظمه الدكتاتوريه، ولكنه على المدى البعيد يأمل في ان ينشيء علاقه جيده ومحترمه مع الانظمه العربيه الناشئه، بطبيعة الحال لن تكون على نمط العلاقه الامريكيه الخليجيه، بل بعيده نسبيا عن الاستغلال واميل الى التعاون والمصالح المشتركه في مجال التعليم والاستثمار وفي بناء المؤسسات. ايضا تأكد لدى الغرب وامريكا على وجه الخصوص بعد عقد من الزمن وهي على وشك الانسحاب، بان التغيير الميكافيلي في العراق الذي بلغت كلفته ارقام فلكيه واكثر من مليون ونصف قتيل عراقي وخمسة الاف امريكي، بانه اقل تأثيرا من ديموقراطيه اساسها مظاهرات بريئه جابت الشوارع لعدة اسابيع. كما انها لم تخلف ورائها مجتمعا متسامحا او مؤسسات مدنيه محترمه، فعندما يفرض التغيير بالقوه على بلد ليس مستعدا له، كما هو الحال بالنسبة للعراق وافغانستان، تكون نتيجته اشبه بطائره مختطفه.
من ناحيه اخرى فلم يعد الاسلام السياسي المتأردق نسبيا (نسبه الى اردوقان) يسبب قلقا لدى الغرب، الذي رحب بفوز حزب النهضه في تونس، ولم يبدي اي معارضه لما حققه الاخوان المسلمون من تقدم في مصر، او ما انجزه الثوار الليبيون على ارض الواقع . اما التيارات العلمانيه والمحافظه التقليديه فلا يروق لها هذا المنحنى الغربي، بالنظر الى الاسلاميون من خلال الارضيه الشعبيه التي يمتلكونها، لا من خلال شعارات براقه لا تدعمها حقائق الحياه. مع ذلك فليس من المؤكد بان الاسلاميون سوف يتخلون عن السلطه وفقا لما تقرره صناديق الاقتراع، ولكن القوى العلمانيه ايضا قد فشلت عدة مرات في تحقيق ذلك.
التعليقات (0)