مواضيع اليوم

الخلود في الموت.

محمد مغوتي

2010-04-07 19:33:12

0

                                                        الخلود في الموت.
     الموت.! هذا الغول الذي يتربص بالانسان من كل جانب وفي كل لحظة، غامض و قاسي ، لكنه عادل أيضا. انه النهاية المحتومة لوهم اسمه الحياة. نهاية الانسان الذي يبني ويشيد وتستغرقه مشاريع مادية تستنزف طاقاته وتفكيره. هذا الانسان المتسلط الذي تتعاظم قوته ويطول عمره ثم ينهار في نهاية المطاف، ليتبدد معه وهم البقاء و يفسح المجال أمام قانون الفناء.
     ألا يبدو التاريخ البشري أمام سلطة الموت مجرد مسرحية عبثية يتبادل فيها الناس الأدوار عبر الزمان؟؟؟ . مأساة الموت تفرغ القيم الانسانية من أي معنى وتجعل الحياة ملهاة للسامرين الى حين.. فما الذي يدفع الانسان الى التماس الفضيلة وهو مهدد بزوال يقيني.؟؟؟ و ما الذي يدفع الكائن البشري الى التكاثر والتناسل؟؟ ولماذا يتشبث الانسان بالحياة؟؟. هي سنة الحياة اذن، يتوارثها الأبناء عن الآباء جيلا بعد جيل في سيرورة أشبه بتأجيل مستمر للحظة الموت. انه تأجيل لفناء النوع. حيث يموت الأفراد ويبقى النوع الانساني. وبذلك يكون الاقبال على الحياة وسيلة الانسان لالتماس الخلود. لكنه خلود الزائل والفاني الذي يعمل الانسان من خلال التوالد والاقبال على الحياة والبناء، على تكراره في كل مرة. هكذا اذن يرتبط استمرار النوع البشري بالرهان على الآخر الذي عليه أن يكمل المسيرة ويسلم المشعل الى من يأتي بعده، ليشق الانسان طريقه الى المجهول. وهنا بالضبط تكمن قوة هذا الكائن المدهش الذي يأبى الاستسلام لفناء محتوم.

محمد مغوتي. 07/04/2010.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !