الخلفي ينفي والفاتحي يؤكد وجود أزمة دبلوماسية بين الرباط ونواكشوظ
اعتبر الباحث المتخصص في قضايا الصحراء والشؤون المغاربية عبد الفتـاح الفاتحـي أن دفوعات الحكومة بشأن نفي وجود أزمة سياسية بين المغرب وموريتانيا جد ضعيفة، مضيفا أن المصلحة الوطنية تقتضي تحريك آلتنا الدبلوماسية لرأب الصدع والعمل على تطوير العلاقات الاستراتيجية مع موريتانيا بدل نفي تصريحات المهتمين والمتابعين.
وأشار الفاتحي في تصريح لموقع "كفى بريس" أن مسوغات إعلان وزير الاتصال والناطق الرسمي للحكومة مصطفى الخلفي على جودة العلاقات بين البلدين لا تستقيم أمام عديد النقط الخلافية التي طرأت منذ طرد مراسل وكالة المغرب العربي للأنباء من العاصمة الموريتانية نواكشوظ. إضافة إلى بساطة نفيه لوجود فتور أو أزمة في العلاقات المغربية الموريتانية، حينما اكتفى بالقول إن "ما نشرته بعض وسائل الإعلام من وجود فتور أو أزمة في هذه العلاقات بالاستناد إلى تصريح لوزير الدولة عبد الله باها... وأن "أكبر دليل على عدم صحة ذلك هو تواجد الوزير الموريتاني المنتدب المكلف بالتعليم الأساسي حاليا بالمغرب، في إطار مشاركته في أشغال الدورة 13 للجنة الوزارية المغاربية المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية. وأيضا مشاركة موريتانيا في الاجتماع الوزاري الرابع لمجموعة أصدقاء الشعب السوري الذي عقد مؤخرا بمراكش".
وأوضح الفاتحي بأنه اليوم على الحكومة أن تجيب عن عدة إشكاليات تضل مهددة للبعد الجيوسياسي للمغرب في العمق الإفريقي، منها الحصار الجزائر للمغرب لعدم لعب أي دور استراتيجي في أزمة شمال مالي، وقد بدا ذلك واضحا بعد الإعلان عن وجود تفاهمات ثنائية بين موريتانيا وجبهة البوليساريو لنشر الدرك على ما يسمى الحدود الموريتانية الصحراوية.
كما أن الحكومة معنية بتحريك آلتها الدبلوماسية لما تخطط له جبهة البوليساريو بالعودة القوية إلى المنتظم الدولي معبر سعيها الحصول على صفة عضو مراقب في الأمم المتحدة، مستغلة مساندة العديد من المنظمات الحقوقية الدولية لها.
كما أن نفي الخلفي لا يقنع أمام حقيقة الاستقبال الرسمي الذي خص به الرئيس الموريتاني لما يسمى وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك.
وتابع الخبير بأن الأزمة بين المغرب وموريتانيا العلنية اليوم، باتت تسائلنا عن أهداف الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المغربي سعد العثماني منذ شهور لنواكشوظ في محاولة لحل الأزمة، حيث أعلن حينها عن وجود دعوة ملكية من محمد السادس إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى الرباط، فضلا عن العديد من الخلافات حول تعثر تسجيل 800 طالب موريتاني في الجامعات المغربية خلال الموسم الجامعي الماضي، وبعد طرد السلطات الموريتانية لمسؤول مكتب وكالة الأنباء المغربية الرسمية بنواكشوط، واستمرار رفض وزارة الإعلام الموريتانية لاعتماد أي مراسل مغربي لها في العاصمة الموريتانية، وكذا بعد منع السفير المغربي في باريس من عيادة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز واتهام بعض وسائل الإعلام الموريتانية المغرب بمحاولة اغتيال رئيسهم، فضلا عن عدم استقبال وزير الخارجية المغربي لنظيره الموريتاني خلال مشاركته الأخيرة في مؤتمر أصدقاء سوريا في مراكش.
التعليقات (0)