الخُلع والطلاق
في السابق كان الخطاب يركز على عدم الزواج من مُطلقة، وأقصد بالخطاب هنا الخطاب المجتمعي فهو خطاب ثقافي له جذوره ويستلم ادبياته من ثقافات متعددة، الطلاق اخر الحلول فلكل أسرة ظروفها و ليس بالضرورة أن تنسحب على بقية الأسر! لكن أليس من باب المساواة كموضه أن يتطور ذلك الخِطاب ويتحول إلى المناداة بعدم الزواج من إمرأة خلعت زوجها؟
قطعاً هناك من ينادي بذلك، وعلته أن المرأة الصالحة لا تخلع زوجها ولا تتنقل بين المحاكم لذلك الغرض، طبعاً لكل أسرة ظروفها لكن هناك من دخلت فضاء الخُلع كموضه شعارها الإحساس بالاستقلالية والبحث عن حياة أخرى بعيدة عن الزواج وارتباطاته.
في آخر احصائية وفي عام 2022، وصلت حالات الطلاق لـ 168 حالة يومياً، ولا نعلم عن معدل حالات الخُلع هل تندرج تحت حالات الطلاق؟ أم لا؟.
الطلاق والخلع له أسبابه وليس من العقل والحكمة إسقاط ظروف معينة على الآخرين وكأنهم متشابهين، أعتقد انه من الضرورة إعادة قراءة واقع الأسر السعودية بدقة وتحليل أسباب الطلاق والخُلع وإيجاد الحلول المناسبة لكبح جماح ذلك الورم الذي يُنذر بكارثة اجتماعية في المدى القريب، قد يكون لفكرة الزواج التقليدي وتكاليفه الباهظة وموضة الاستقلال المادي والحرية دور في تصاعد نسبة الطلاق والخُلع، وقد يكون هناك أسباب أخرى كالأمراض النفسية والجنسية وتعاطي المخدرات وارتفاع تكاليف الحياة والانهيار والانبهار بما تعرضه مواقع التواصل الاجتماعي، فما بين "قد وقد" هناك قصص كثيرة وظروف معينة يجب سبر اغوارها لتستقر الأسر وتنعم بالسعادة فالعقل يقول ذلك خصوصاً إذا علمنا أن هناك نسبة كبيرة ترفض الزواج لأسباب تندرج ضمن أسباب الطلاق والخُلع ..
التعليقات (0)