أوليفييه لوكور غران ميزون يشكك في نية الاعتراف بجرائم الاستعمار :
خطاب ساركوزي عنصري جدا تجاه الجزائريين :
دعا المؤرخ الفرنسي أوليفييه لوكور غران ميزون، السلطة الجزائرية إلى مطالبة فرنسا بـالاعتراف بجرائمها الاستعمارية بدل استعمال كلمة (التوبة) لأن هذه الكلمة لا تتناسب مع التوجه اللائكي للحكومة الفرنسية. كما وصف الكاتب الخطاب السياسي لساركوزي بـ (العنصري جدا) محذرا من مشروع متحف يمجد ماضيها الاستعماري.
جاء هذا في معرض حديث لوكور، عشية اختتام الصالون الدولي للكتاب، عن أعماله الصادرة عن القصبة هذه السنة 2009، وهي: الجمهورية الإمبريالية، سياسة وعنصرية دولة، الاستعمار الإبادة و17 أكتوبر: 1961 جريمة دولة بباريس. قال بخصوصها: ما لفت انتباهي أن مؤرخين فرنسيين مرموقين كتبوا عن تاريخ فرنسا لكنهم لا يتحدثون عن الجانب الإمبريالي للجمهورية.. بما في ذلك عند تطرقهم إلى التواجد الفرنسي بالجزائر، والتمييز المطبق بين الفرنسيين والجزائريين السكان الأصليين.
ونبه المؤرخ الفرنسي، وسائل الإعلام والمنظمات الرسمية، إلى أن قانون 23 فيفري 2005 مازال ساري المفعول ولم يجمد كما يعتقد البعض رغم الصمت الذي يحاط به، قائلا بأن الأغلبية المسيطرة في حكومة ساركوزي، تعمل على تثبيت هذا القانون الذي ينص في مادته الأولى: (تعترف الأمة للنساء والرجال الذين ساهموا في تحقيق إنجاز فرنسا في المقاطعات الفرنسية القديمة بالجزائر وتونس والمغرب والفيتنام وأيضا في المناطق التي كانت تحت سلطة السيادة الفرنسية.
تعترف فرنسا بالآلام والتضحيات التي تكبدها المهجرون.. المفقودون وضحايا المدنيين والعسكريين في أحداث متصلة بمسار تحرير مقاطعاتنا السابقة...) مؤكدا أن أول نتائج هذا القانون، هو إنشاء وزارة الهجرة والاندماج الوطني، لأول مرة في تاريخ الجمهورية. واستغرب غران ميزون في السياق ذاته، سلوك الجامعة الفرنسية التي توظف أقلامها مثل دانييل لوفوفر وماكس فالون، اللذين أصبحا يكتبان باسم التاريخ الاستعماري الفرنسي بتزكية من الرئيس الحالي، وقال: ( يعتمد نيكولا ساركوزي منذ انتخابه خطابا عنصريا.. أبرزه خطاب داكار في جويلية 2007 حيث أكد بخصوص الفرد الإفريقي أنه شخص دون المستوى الفكري وانتزع كل الجوانب السلبية من تاريخ الدولة الفرنسية) .. هذا الخطاب العنصري كان يستحق رفضا أكبر، مستفهما عقبها:( كيف كان سيكون رد الفعل لو يتجرأ فرنسيا على انتقاد اليهود، لا شك سيتهم بمعاداة السامية) ؟!.
وحذر المؤلف في نقاشه، من مشروع إنشاء متحف التاريخ الفرنسي قريبا، في انتظار التأسيس لمرصد وطني، على أساس أن ذلك سيعمق من نية ساركوزي في عدم الاعتراف بجرائم فرنسا الاستعمارية بالجزائر على وجه التحديد. وأوضح قائلا الرئيس الحالي يستعمل كل الطرق لتمجيد الاستعمار عبر المنظومة التربوية خاصة، حيث يلقن الطلبة أن الاستعمار تم بنية نقل الحضارة إلى سكان البربر، ليجيب محاوره محمد القورصو وآخرين، بخصوص مطلب الاعتراف قائلا: السلطة الجزائرية تتحدث عن التوبة وهو مصطلح لا يتوافق مع التوجه اللائكي لفرنسا، بعيدا عن المفهوم الديني للكلمة، نحن كمثقفين نناضل من أجل (الاعتراف) بتلك الجرائم الإنسانية المقترفة في حق الجزائريين.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر : الخبــــراليومي
التعليقات (0)