الخلافة خرافة وتاريخ قديم
الخلافة مصطلح لا يرتبط بالدين ارتباطاً مقدس ,بل هي تنظيم سياسي وجد بعد وفاة النبي وأكتسب طابعاً فقهياً فقط فهي ليست أصلاً لا يقوم الدين الا به , الخلافة ليست أصلاً يتقاتل من أجله المسلمون وتضيع من أجله زهرة شباب الأمم والأوطان وتٌنتهك من أجله الحٌرمات وتضيع الحقوق والحٌريات وتٌستباح الدماء , الخلافة نظام سياسي ناسب فترة زمنية ماضية فهي وسيلة من ضمن وسائل سياسية أخرى ليست واجبة وليست فريضة دينية مٌقدسة .
الإسلام السياسي بشقية السٌني والشيعي ممثلاً في حركات وتنظيمات إيدلوجية تسعى لتحقيق تلك الوسيلة السياسية على أرض الواقع بغض النظر عن التكاليف المترتبة على ذلك السلوك والمنحى , ترفع شعار الجهاد وتؤطر الأعمال بإطار على منهاج النبوة , سعيٌ إجرامي لم يفهم من الإسلام ومن التاريخ سوى الخلافة الوسيلة السياسية فقط , العدالة والحريات والحقوق والمشاركة الشعبية بصنع القرار الخ قيم تغيب عن الحالمين بشعار على منهاج النبوة فالعقل لا يؤمن بشيء غير منهاج النبوة ومنهاج النبوة يعني إقامة خلافة راشدة جامعة مانعة , تنظيمات وقادة تنظيمات ينصبون أنفسهم خٌلفاء في كهوف مٌظلمة يعلنون الحرب على المسلمين حكومات ودول ومجتمعات والسبب إقامة دولة الخلافة مستمدين ذلك من فهم قاصر للتاريخ وتفسير شاذ للنصوص ؟
الفقه السياسي لم يعد قادراً على تحمل تجاوزات تلك العينة البشرية التي وظفت النصوص الشرعية وأسقطتها على المجتمعات بلا شرط أو قيد وفسرت النصوص الشرعية بما يوافق الهوى ويخدم المصالح , الفقه السياسي لم يأخذ نصيبه كاملاً من البحث والتطبيق والمراجعات كفقه الواقع تماماً وهذا ما شجع المتشنجين والمتطرفين والمهزومين نفسياً وفكرياً على دخول ذلك الميدان والعمل على الأرض لتطبيق ما يؤمنون به ولو اٌرتكبت المٌحرمات وسٌفكت الدماء وتشتت المجتمعات وانهارت الدول , العزة والعدالة والحقوق ليس من شروطها إقامة الخلافة أو أنها لن تتحقق على أرض الواقع من دون الخلافة , تلك القيم ليست حكراً على نظام سياسي مٌعين بل هي قيم إنسانية تٌصان بالقانون ويدافع عنها العقلاء ويناضل من أجلها الشرفاء , التنظيمات الإسلاموية والشخصيات المؤيدة لها تغافلت عن حقيقة تعايش المسلمين مع بعضهم البعض ومع غيرهم بلا منغصات تجمعهم روابط ويجمعهم صلات داخل الوطن الواحد أو خارجة ,تلك الحقيقة الغائبة لن تتأثر بالتكفير والتفجير والاستهداف الإسلاموي حتى وإن كان مؤلماً فالمجتمعات تؤمن بأن الفريضة الدينية الغير مٌختلف في شرعيتها تختلف عن الحقيقة التاريخية وتؤمن تماماً أن غاية تلك التنظيمات والشخصيات المؤيدة لها هو إقامة خرافة الظلام والدموية وتسميتها بالإسلامية ؟
التعليقات (0)