مواضيع اليوم

الخلافات بين الصحابة بحاجة لبحث لا تقديس

Riyad .

2015-04-20 15:45:27

0

الخلافات بين الصحابة بحاجة لبحث لا تقديس

قل أن نجد شخصاً عادلاً ملماً تمام الإلمام بحوادث تاريخية غيرت مجرى التاريخ وأدخلت الأمة بنفق مٌظلم ما تزال تعيش فيه حتى الآن , لن تخرج الأمة من ذلك النفق المٌظلم حتى تضع النقاط على الحروف وتعترف بالأسباب التي أدخلتها فالخروج لابد أن يسبقه علم واعتراف بكيفية الدخول وبدون ذلك تصبح كل المحاولات عقيمة وجدلية تستنزف الوقت والجهد  .

كثيرٌ من الفقهاء والباحثين في الفقه الإسلامي خاصة الشق السياسي منه وقعوا بشباك التعصب المضاد دون أن يدركوا أن ذلك سيحسب عليهم لا لهم حتى وإن برروا ذلك بمحبة الصحابة والرعيل الأول , فهم شابهوا متطرفي الشيعة في التعصب والقول بالمحبة , لا اختلاف حول مكانة الصحابة الرعيل الأول الذي أسهم بشكل مباشر في نشر الإسلام وتطبيق تعاليمه بشكلها الصحيح ولا اختلاف أن تلك الحقبة التاريخية كانت بداية لحقب تاريخية ما يزال المسلمون يدفعون فاتورتها الباهظة من دمائهم وتعايشهم وتعدديتهم وتشاركهم ووحدتهم إلى اليوم  .

التحفظ الذي قابل تلك الحقبة من قبل الدارسين والباحثين والمهتمين كان السبب الرئيسي لما يشهده العالم الإسلامي من صراعات طائفية وسياسية مختلفة الأدوات والأوقات فقد أسسوا لتلك الصراعات بسكوتهم عن أحداثها وتقديسهم لأشخاصها متغافلين عن حقيقة أن العبرة بالمباديء لا بالأشخاص ! فالصحابة بشر معرضون للخطأ والصواب وليسوا بمعصومين عن الخطأ والزلل , هناك من بحث في مسائل الخلافات السياسية بين الصحابة والتي ابتدأت من الوهلة الأولى لإعلان وفاة النبي عليه الصلاة والسلام بحثٌ ليس مبني على منهجية علمية وتجرد بل بحث متعصب مقدس للأشخاص والمواقف فقط سواءً من السنة أو الشيعة وغيرهم من الطوائف , الخلافات السياسية كان شعارها من الأحق بالخلافة  فكل خليفة قوبل بمعارضة شديدة وتمخضت بعض المعارضات لأن وصلت لمصادمات مسلحة بين فريق المعارضين والموالين , كل تلك الخلافات السياسية تحدث عنها أهل الحديث والأثر في القرون الماضية وجعلوا لها أبواباً في مصنفاتهم الدقيقة , بعضهم نقد الحالات نقداً علمياً فاصلاً بين المباديء والأشخاص والبعض أختلط عليه الأمر والبعض شن هجومه على الأشخاص وأنتقص منهم متجرداً من الأمانة العلمية التي تستوجب الحديث عن الحوادث وإيراد حسنات الأشخاص وإن أخطئوا في جوانب أو قصروا في أخرى ؟.

الحديث أو الكتابة عن الخلافات السياسية بين الصحابة قد يغضب البعض وقد يتسبب بالكثير والكثير من الكآبة للبعض لأنه جرح مؤلم بجسد الأمة فجيل الصحابة  حمل هم الدعوة ونشرها للناس رغم الخطأ والزلل الذي وقع من بعضهم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته , الخلافات السياسية بين الصحابة أعقبها خلافات بين تابعين ومن تبع التابعين وحتى يومنا هذا , الصمت الغير مبرر عن الخلافات السياسية بين الصحابة أدخل المسلمين نفق صراعات فكرية وغير فكرية يتحمل وزرها الباحثين والمحدثين والفقهاء الذين صمتوا عنها وعن تفكيك أسبابها وتشخيص أحداثها بغية الوصول لوصفة تجنب المجتمعات التعصب والحماقة وتجنبها أيضاً تزوير الوقائع والأحداث !.

كثيرون تحدثوا عن تلك الخلافات من أبن تيمية وحتى العصر الحديث وقل أن نجد حديثاً علمياً دقيقاً يشخص الأسباب لتستفيد الأمة من تلك الحقبة دروساً تطبقها على واقعها الذي يعد امتداداً لتلك الخلافات المليئة بالتعصب والحماسة والحمية الجاهلية التي طفت على السطح بعد أن فاضت روح معلم البشرية عليه الصلاة والسلام !.

في زمننا هذا نحتاج لبحث مسائل الخلافات السياسية بين الصحابة بحثاً علمياً دقيقاً يقطع الطريق على غلاة السنة والشيعة ويضع النقاط على الحروف فالصحابة رضوان الله عليهم بشر يصيبون ويخطئون واختلافهم طبيعي خاصة وأن منهم من اسلم بعد فتح مكة , فالذي اسلم بعد الفتح ليس كمن اسلم قبل الهجرة وبعدها وفي هذا قول كبير وتفصيل دقيق قد يندرج تحت بند الخلافات السياسية بين الصحابة  فمتى يبحث الباحثون تلك المسائل التي هي جزء أساسي ودقيق من الفقه السياسي وباب الخلافة حتى وإن غضب البعض وتعصب آخرون فالهدف الحقيقي قطع الطريق على غلاة التقديس وعلى دعاة التزييف  ..!.

  




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات