يعتبر المؤلف للكتاب قضايا في جيوسياسية الشرق الأوسط البروفسور (ارنون سوفير) المحاضر في قسم الجغرافيا في جامعة حيفا وفي كلية الأمن القومي ومدرسة القيادة والأركان في الجيش الإسرائيلي والمتخصص في مسالة الديمغرافية ، يعتبر البروفسور وجود الشعب العربي الفلسطيني في وطنه وتكاثره الطبيعي خطر على إسرائيل وعلى وجودها كدولة يهودية وتسير الأمور لصالح العرب لارتفاع نسبة التكاثر الطبيعي لد يهم, وأنه لا يمكن الرهان على هجرة يهودية مرتفعة إلى إسرائيل ولا الرهان على هجرة طوعية مرتفعة للفلسطينيين من بلادهم ومن غير المتوقع أن تقوم إسرائيل بطرد الفلسطينيين كما فعلت في سنة 1948 , لان المجتمع الدولي لن يسمح بذلك, وعلى اسرئيل التخلص من المناطق المزدحمة بإسكان والعمل على ضم مناطق واسعة لدولة إسرائيل.
ويعتبر ( ارنون ) إن المعطيات الديمغرافية الفلسطينية في جوار فلسطين أيضا وليس فقط في فلسطين , إذ يقول أن عدد الفلسطينيين في الأردن يتراوح مابين 3,4 مليون نسمة , أي عدد الفلسطينيين في ما يطلق عليه البروفيسور ارض إسرائيل التاريخية التي تشمل فلسطين والأردن ، يبلغ عددهم تسعة مليون، ويعتبر أن إسرائيل هي بمثابة واحة التقدم والحضارة والعلم والمستوي المرتفع للدخل والنمط الراقي في نوعية الحياة وهذه الواحة تتعرض لإخطار وتحديات كثيرة , تظهر بأوجه مختلفة تهدد وجود إسرائيل للخطر وإذا علية أن تنتبه إلي هذه الإخطار وعلية أن تحسن التصدي.
ويقول ( ارنون ) فلا يزال العرب والمسلمون في الشرق الأوسط يشكلون خطراً وجوديا على إسرائيل ، فان قرار الدول العربية الاستراتيجي التخلي عن الخيار العسكري وحصر حل الصراع على طاولة المفاوضات وتوقيع العديد من الدول العربية اتفاقيات سلام مع إسرائيل وفق الشروط الإسرائيلية ومع احتكام إسرائيل للسلاح النووي وتفوقها في الأسلحة التقليدية على العرب، ولكن رغم كل هذا لم يوقف الهلوسة الإسرائيلية وهلوسة ( ارنون سوفير).
وتبدو الصورة التي يرسمها( ارنون ) للشرق الأوسط قبيحة للغاية ، فالشرق الأوسط عند ( ارنون ) يأبي التقدم والحضارة ويرفض الانخراط في عملية العولمة, وهي منطقة باتت مركزا للتطرف الإسلامي وللإرهاب، وهي عبارة عن صحراء ونفط وتخلف وفقر وبؤس وتعاسة، ويعتقد ( ارنون ) إذا فشلت إسرائيل في التصدي لهذه المنطقة أو إلي الزيادة الكبيرة والفقيرة فيها، واذا فشلت في الحفاظ على مستوي حياة مرتفع ، فان قسما من الشباب الإسرائيلي ذي الثقافة الغربية سيهاجر من إسرائيل وسيأبى يهود العالم الهجرة إليها.
ويعتقد ( ارنون) أن الواقع الجغرافي والديمغرافي يشكل خطر استراتيجيا على إسرائيل ، فعليها التخلص من المناطق الفلسطينية المزدحمة بالسكان وضم مناطق واسعة غير مأهولة وعليها مواجهة هذا الخطر بجرأة وبسرعة وبدون تأجيل للخطر التي يسير بسرعة الفهد في حين تسير معالجة إسرائيل لها بسرعة السلحفاة.
ونحن نعتقد إن وجود إسرائيل في هذه المنطقة العربية مهدد بالفعل بالإخطار المختلفة والتهديدات المتنوعة في ظل دولة المستوطنين والمهاجرين وفي ظل العنصرية الصهيونية البانية وجودها على حساب الغير وفي ظل التطهير العراقي التي يجري الآن في مدينة السلام ( القدس )، ولا فرق بين التطهير العرقي في فلسطين وبين التطهير العرقي التي جره بالصربية وكرواتية وفي يوغسلافيا السابقة والذي اعتبرتها الأمم المتحدة جرائم ضد الإنسانية وشكلت محكمة خاصة لملاحقة المجرمين هناك، وعلى الأمم المتحدة أن تشكل وتعد لهم اليوم محكمة خاصة لملاحقتهم كمجرمين حرب وضد الإنسانية كما فعلت في السابق.
وليس أمام إسرائيل ورئيس الحكومة فيها ( بنيامين نتنياهو ) الذي ينتمي إلي هذه المدرسة الفكرية العنصرية التطهيرية التوسعية خيارات كثيرة ، أم إعلان الحرب على المنطقة أو السلام العادل في المنطقة والانسحاب من الأراضي العربية التي احتلت عام ( 1967 ) وحل قضية الاجئين حلاً عادلاً أم العودة أوالتعويض، وإخراج جميع الأسري العرب والفلسطينيين من السجون والمعتقلات الإسرائيلية.
إن الاحتلال زائل لا محالة وإن شعبنا وقضيتنا أقوياء بقوة الحق والعدالة .. ولن نفقد الأمل في حق تحقيق تقرير المصير لشعبنا الفلسطيني.
التعليقات (0)