واصل النظام الإيراني اعتداءاته على الأمة العربية، ووراء مفهوم الدفاع عن المستضعفين حاولت طهران إيجاد مبررات للتدخل في الشأن الداخلي للكثير من الدول العربية فأرسلت البعثات التبشيرية المذهبية إلى الكويت والعربية السعودية والبحرين للكشف عن مضامين وتصورات الخميني للإسلام وكيفية المشاركة في نهضة الأمة وهي دعوة لاقت الترحاب من اتباع المذهب الشيعي.
فشل الخميني في استدراج شيعة العرب لمعاركه الخاسرة، فقد فطنت الدول العربية المجاورة لبلاد فارس بالمؤامرة التي تحاك ضدهم، وعملوا على إفشال المخطط التفتيتي الإيراني.وغربا شملت عمليات تصدير الثورة كل من الجزائر وتونس، فاستقبلت البلدان المغاربية البعثات الثقافية الإيرانية وحرصا من هذه البلدان على كسب المارد الايراني وتماشيا مع التوجه الجديد لساسة طهران الجدد بعد نهاية مرحلة الخميني التي اعتبرت بأنها الأكثر عداءا للقضايا العربية، خفت حدة التوتر واستقبلت البعثات وفتحت بذلك صفحة جديدة.
مرحلة جديدة كانت للدوائر السرية والمخابرات الإيرانية الدور الأبرز في صناعة حدث لم يكن في حسابات العرب، فوراء سياسة الانفتاح خطط إيرانية للتدخل وإنشاء كيانات طائفية تسهل على إيران في المستقبل التدخل وصناعة القرار السياسي، انه التصرف الأعوج لساسة إيران التي باركت ما تسميه الحوار الشيعي ـ السني الذي لم يكن حوارا بالمعني الأصح للكلمة إنما كان محاولة لإصلاح وجه إيران وتوسيع النفوذ لكسب طينة من الارتزاقيين الإسلاميين أمثال: " النحناح « و "جاب الله "بالجزائر و"عبد السلام ياسين" وتلاميذه أعضاء جماعة العدل والإحسان ومجموعة الالتواء السياسي" حزب العدالة والتنمية".اخترقت إيران الحركة الإسلامية العربية وأوجدت مناصرين لها وبدأت حلقة جديدة من نشر الثورة عنوانها الأبرز إنشاء المراكز الثقافية وتنظيم الندوات واللقاء آت والتي يسهر على تنظيمها مسؤولين من أعلى المستوى لان الأمر يتعلق بتصدير للمبادئ الثورية "الطائفية" خدمة لأجندة سياسية وخدمة لخطاب فشل في استقطاب أو السيطرة بأساليب العنف والتقتيل.
أخفقت ايران بعد تجربة الانفتاح وفشل تجربة دعم وإنشاء تجمعات إسلامية موالية وتابعة لأسباب وجيهة منها ان الشعوب العربية فطنت للعبة الايرانية القذرة، وخسارة الحركات السياسية المعجبة بالتجربة الايرانية الفاشلة، وكذلك يقظة الحكومات العربية التي اعلن الكثير منها التخوف على الوحدة الدينية من الهجمة الطائفية الايرانية ،اذكر في هذا المقام إعلان السودان عن وقف نشاط البعثة الثقافية الايرانية التي قامت بأعمال منافية للأنشطة الدبلوماسية ـ الأعراف الدبلوماسية ـ وإعلان المغرب عن تفكيك خلايا إرهابية مؤيد لحزب الله اللبنان
التعليقات (0)