مواضيع اليوم

الخطة المغربية لتغيير ملامح الشمال في أفق 2025

إدريس ولد القابلة

2011-07-12 10:08:54

0

 

 

 

مؤلفات إدريس ولد القابلة

www.maktoobblog.com/redirectLink.php

 

 

 

في الوقت الذي ظل المغرب يدعو الجارة الإسبانية إلى الحوار من أجل إنهاء احتلال المدينتين المغربيتين سبتة ومليلية والجزر المجاورة لهما، وفق منظور مستقبلي، بقيت مدريد تصرّ على تأكيد سيادتها على المدينتين السليبتين. وهذا ما أكدته "ماريا تيريزا فرنانديز دو لا فيغا" نائبة رئيس الحكومة الإسبانية بالقول "إن السيادة والطابع الإسباني لسبتة ومليلية ليسا مطروحين للنقاش بأي شكل من الأشكال (...) المغرب الذي نقيم معه علاقة جيدة، يعرف هذا الموقف". وعلى نفس الدرب ظلت تسير الدبلوماسية الإسبانية وتقرّ أن مدريد لن تغير موقفها في هذه القضية، وهذا دون أخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة للبلدين والحقائق الاستراتيجية و الجيو -سياسية الجديدة ، التي تجعل تجاهل حق المغرب في استرجاع المدينتين السليبتين ، لا يساير روح العصر ، وعلاقات حسن الجوار والشراكة الاستراتيجية بين المملكتين المغربية والإسبانية.


ومن المعلوم أن المغرب كان قد اقترح على إسبانيا منذ أكثر من عقد ونصف ، تشكيل فريق عمل للبحث في مستقبل مدينتي سبتة ومليلية بشكل يضمن تثبيت السيادة المغربية عليهما، والحفاظ على المصالح الاقتصادية والتجارية لإسبانيا فيهما، إلا أن هذا الحوار لم يعرف طريقه إلى التحقيق بعد.لا سيما وأنه طغت على سطح علاقات البلدين الجارين أزمات حول هذه القضية وجملة من النوازل ، غير أن الأزمة طُوّقت عبر معاودة الحوار.

بعض ملامح السياسة المعتمدة

في واقع الأمر، إن مشروع ميناء طنجة المتوسطي الضخم يخفي في حد ذاته صراعا اقتصاديا وسياحيا بين إسبانيا والمغرب، لا سيما في مضمار منافسته الاقتصادية القوية مع ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني وميناء سبتة، لكونه سيمتص جزء هاما من حركة الملاحة الدولية التي ظلت تستفيد منها إسبانيا عبر المضيق بدون منازع.
لم يكن القائمون على الأمور بالمدينتين المحتلتين يتوقعون إحداث المشاريع الضخمة بشمال المملكة المغربية ، والتي تهدف إلى خنق اقتصادهما وإصابته بالشلل في ظرف ثلاث سنوات أو أربعة على أبعد تقدير.
كما أنه وفق نتائج المخطط المديري المينائي الوطني، فإن مشروع ميناء الناظور والميناء الترفيهي بمارشيكا سيصيب ميناء مليلية ، فضلا عن كونه يوجد في منطقة متميزة على الطرق البحرية يتوفر بها وعاء عقاري مهم. إن تخوف الإسبان من المشاريع المزمع إنجازها في الناظور ازداد بعد إعلان المغرب عن تشييد مركب مندمج، مينائي، وصناعي، وطاقي، وتجاري بهذه المنطقة من المملكة، الذي سيضم ميناء كبيرا في المياه العميقة وقطبا طاقيا للإنتاج، والتعبئة والتخزين، بالإضافة إلى قاعدة مينائية لمناولة الحاويات، والاستيراد والتصدير، ومعالجة المواد غير المعبأة، ومحطة صناعية مندمجة، حيث ستشمل منطقة حرة ، على غرار مشروع طنجة المتوسط.

معالم التحول

بدأ الجميع يشعر بالتحول الكبير التي تشهده حاليا المنطقة الشمالية من المملكة، فحتى سكان مدينة سبتة السليبة، باتوا يحيون هذا التحول الكبير الذي طرأ على المنطقة وعلى ولاية تطوان على وجه الخصوص، من تأهيل للبنيات التحتية، وتجديد للشبكة الطرقية، وتشييد الفضاءات، وا لممرات الساحلية؛ و"الكورنيشات" بكل من المضيق والفنيدق. وكلها إصلاحات وإنجازات بدأت تثير تخوف القائمين على الأمور بالمدينتين السليبتين، سبتة ومليلية، تحسبا لتأثيراتها الأكيدة اللاحقة.
وحسب مصادر مغربية وإسبانية مطلعة، إن الكثير من المواطنين الإسبان أضحوا يفضلون قضاء عطلة نهاية الأسبوع بالمغرب، عكس ما كانوا يفعلونه في السابق، حيث كانوا يسافرون إلى الجزيرة الخضراء. كما أن ما يتاهز %10 من مغاربة مدينة سبتة اقتنوا-خلال السنتين الأخيرتين- شققا وفيلات وإقامات بولاية تطوان.

لاحظ الجميع التراجع الكبير للاقتصاد غير المنظم المرتكز على السلع المهربة إلى المغرب والواردة من المدينتين السليبتين، سبتة ومليلية.
وحسب التقارير التي أعدتها الغرفة التجارية الإسبانية، وجهات رسمية وازنة بمدريد ،وجملة من أوساط رجال الأعمال الإيبيرية؛ أن تراجع الاقتصاد التجاري لمدينتي سبتة ومليلية السليبتين أثار قلقا كبيرا داخل دوائر القرار بالعاصمة الإسبانية مدريد، وهذا ما أكدته بجلاء العديد من التقارير التي أعدتها لجان اقتصادية متخصصة، وخلصت إليها دراسات أخرى أنجزتها جهات تابعة للقطاع الخاص.

بدأت المنظومة الاقتصادية للمدينتين السليبتين، سبتة ومليلية، يعرف تدهورا ملحوظا، وذلك منذ ظهور البشائر الأولى لمشروع طنجة المتوسطي، الذي يضم منطقة تجارية خاصة بالأنشطة الاقتصادية تغطي مساحة 200 هكتار، بالقرب من مدينة الفنيدق، ومناطق حرة يكلّف إنجازها أكثر من 210 ملايين دولار، مما سيخلق وضعا جديدا بعد سنتين أو ثلاثة بعد أفول المداخيل الحالية التي يدرها التهريب نحو المغرب. وهذا بالرغم من كل ما أفرغته حكومة مدريد في سبتة ومليلية من استثمارات ضخمة في الخمس سنوات الماضية، علاوة على رصد ميزانية استثنائية ، تنفيذا لوعود التزم بها "ساباطيرو" بخصوص ضخه مزيدا من الدعم المالي في المنظومة الاقتصادية للمدينتين السليبتين .

ومن الملاحظ أن القائمين على الأمور على المدينتين السليبتين والجزيرة الخضراء، عقدوا عدة اجتماعات لتدارس سبل العمل من أجل تفادي تأثير الإصلاحات البنيوية والهيكلية والسياحية التي هي بصدد الانجاز بالمنطقة الشمالية للمملكة المغربية على موقع وسمعة ميناء الجزيرة الخضراء في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وكدا انعكاساتها المرتقبة على المنظومة الاقتصادية للمدينتين السليبتين. وهذا ما دفعهم إلى التفكير في تحويل مدينة سبتة السليبة إلى منطقة سياحية واقتصادية متطورة لا تعتمد على تهريب السلع نحو المغرب، علما أنه نشاط كان يدر على المدينتين أكثر من ملياري درهم سنويا؛ هذه المداخيل الآيلة إلى الاندثار بفعل انعكاسات السياسة التنموية المعتمدة حاليا من المغرب،لا سيما وأن الإسبان أيقنوا الآن أن مشروع الميناء المتوسطي سيصيب اقتصاد سبتة بالشلل في حال استمرار نفس الاستراتيجيات والموارد التي ظل يعتمدها منذ استقلال المغرب. إن تهريب السلع والبضائع ظل يسهم في إنعاش اقتصاد سبتة، ويضن لها واردات مالية هائلة. ويعتبر هذا الدخل مهماً بالنسبة للإقليم الذي لا تزيد مساحته عن ثمانية كيلومترات مربعة، ولا توجد به صناعات ثقيلة ومتوسطة.

في السابق

فقد كانت مدينة سبتة دائما، ومنذ أكثر من خمسين عاما، مركزا ضخما لرؤوس الأموال وللمستثمرين الكبار، الإسبان منهم والهنود، لكن مع تشييد مينائه المتوسطي، وقيام المغرب بإصلاحات ضخمة في مناطق الشمال، وتمديد شبكة الطرق التي وصلت إلى حدود باب سبتة، و تطوير السياحة بالمناطق القريبة منها، تطبيقا لسياسة تنموية مندمجة ، بدأ الوضع يتغير رأسا على عقب. وهذا ما شكل ضربة موجعة للمستثمرين الإسبان الذين عاينوا انهيار -على حين غرة- مشاريعهم المرتكزة بالأساس على السلع الغذائية والملابس والتجهيزات المنزلية؛ التي دأبت على تمريرها يوميا عبر معبر باب سبتة ومليلية، قبل أن تتفرق على معظم التراب المغربي. لقد ساد اليوم جو جنائزي بمدخل معبر تاراخال الحدودي؛ من جراء الكساد الذي أضحت تعيشه العديد من الوحدات الإنتاجية الإسبانية التي كانت تعتمد على التهريب نحو المغرب لترويج سلعها.
وقد سمحت لها هذه الوضعية لمدينة سبتة المحتلة، شأنها شأن منطقة مليلية السليبة ، بأن تنشئ سوقاً حرة في المنطقتين يتم من خلالها استيراد المنتجات الأوروبية دون ضرائب. وأصبحت مدينة سبتة، التي يقطنها 75 ألف شخص، مركزاً لتجارة البضائع الرخيصة، يتم من خلاله تهريب المنتجات الأوروبية والألبسة المستعملة إلى السوق المغربية الواسعة.



الحبيب حجي/ اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والثغور المحتلة
المجتمع المدني هو السباق في تحريك ملف المطالبة بتحرير سبتة ومليلية والثغور المحتلة



يرى الحبيب حجي أن اهتمام الدولة المغربية بأحوال المغاربة بالمدينتين السليبتين،سبتة ومليلية، من شأنه أن يساهم في تقوية ثقتهم في المغرب وإحساسهم بالانتماء.
ويعتبر أن المجتمع المدني هو السباق في تحريك ملف المطالبة بتحرير سبتة ومليلية والثغور المحتلة. ومنذ أزمة جزيرة ليلى بدأت تتأسس جمعيات وتنظيمات تسعى إلى تفعيل المطالبة باسترجاع المدينتين السليبتين .

 

كيف تقيمون موقف الاتحاد البرلماني العربي الذي رام مساندة جهود المغرب لاسترجاع المدينتين السليبتين، سبتة ومليلية ؟

من حيث المبدأ والموقف فمساندة الاتحاد البرلماني العربي يشكر عليه، إلا أن هذا الموقف لم يجلب تحركا على الصعيد الدولي. كان على الاتحاد البرلماني العربي أن يساند جهود المغرب في قضية الصحراء التي تعتبر موضوعا ساخنا على الصعيد الدولي حين يجد الاتحاد لنفسه موقعا في هذا التجاوب. إلا أن موقفه في ملف سبتة ومليلية، رغم أهميته، من حيث الموقف إلا أنه سوف يرجأ التحرك بخصوصه لكون المغرب لا ينوي طرحه دوليا ما دامت الحكومة الإسبانية الحالية موضع ارتياح لدى النظام المغربي، فالمغرب قد يصعد في ملف سبتة ومليلية في حالة صعود الحزب الشعبي للحكومة في الانتخابات الإسبانية المقبلة، وقد تكون مطالبه جديدة في إطار استكمال وحدته الترابية، إذ أن ملف الجيوب الشمالية مرتبط بالصحراء المغربية. لكن في جميع الأحوال ، إن المجتمع المدني قد يُفعّل هذا الموقف ويبحث مع الاتحاد البرلماني العربي إمكانية استغلاله دوليا وأساليب التعاون الممكنة، وبالمناسبة نطالب الاتحاد اتخاذ موقف الدعم لقضية الصحراء المغربية حتى يكون الدعم مستكملا لكل جوانبه الأساسية.

في نظركم هل آن الأوان لتحريرهما ؟ ولماذا؟

جلاء الاستعمار مطلوب في كل لحظة وحين ومناهضة الاستعمار موقف ومطلب حقوقي، فمغاربة سبتة ومليلية يعانون التهميش والعنصرية والفقر ومصلحتهم تكمن في جلاء الاستعمار، فمظاهر الديمقراطية والتحظر والحريات وإن كانت هي طابع المدينتين بالمقارنة مع المغرب فواقع التهميش والعنصرية يحدان شيئا ما من استمتاع المغاربة جميعهم منها. وهناك من يتخوف من انتكاس المدينتين في حالة عودتهما للوطن حتى وإن كان هذا التخوف مشروع فالنضال من أجل الديمقراطية والعيش الكريم في المغرب معركة متواصلة داخل الوطن ولا يمكن أن نؤجل طرد الاستعمار إلى حين تحقيق الديمقراطية وإلا لماذا لم نبق على فرنسا وإسبانيا تسير دواليب الدولةى مباشرة كما كانتا.

ماذا على الدولة القيام به في هذا الصدد؟

الدولة عليها أن تسرع في عملية الدمقرطة وصرف المال العام في ما هو صالح للشعب والتنمية وحمايته من النهب وهذا هو السبيل الرئيسي لتكون قادرة على التسريع في إنهاء قضية الصحراء والانتقال إلى سبتة ومليلية والصحراء الشرقية، وموازاة مع ذلك عليها الاعتماد على الكفاءات السياسية التي التي تتميز بخطاب مغاير على الذي استهلك واستنفذ وهو خطاب حقوقي وموضوعي وعقلاني وديمقراطي يجد آذانا صاغية خارج المغرب ويستطيع أن يقلب عدة أوضاع على الساحة الدولية. فهذه الكفاءات السياسية التي تشكل قاعدة المجتمع المدني الفاعل يجب أن تستثمر في رسم سياسة خارجية جديدة للتحرك الدبلوماسي على قاعدة أفكار جديدة وتحاليل جديدة تمكن من جر الدعم للقضايانا الوطنية وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية وسبتة ومليلية، لأنه في المدة الأخيرة أصبحت نضالاتنا حول سبتة ومليلية تمس قضية الصحراء إلى درجة أن الجهات الإسبانية المعادية للمغرب ترد علينا بإثارة مشاكل حول الصحراء المغربية كما عاينا مؤخرا، سواء بخصوص الدعم الحاشد لأمنتو حيدر أو احتجاجات إسبانيين في العيون أو في قضية القافلة...
كما انه على الدولة أن تفتح أبواب التنسيق مع الدول العربية وجر الدعم وأتمنى أن تعود العلاقات بين المغرب وقطر والاستفادة من قناة الجزيرة سواء باللغة العربية أو الإنجليزية.

ما هي التدابير و الإجراءات الواجب القيام بها لتوفير شروط ملائمة للمطالبة الرسمية باسترجاع المدينتين السليبتين؟
فضلا عما سبق من تهييئ شروط القوة، أي الديمقراطية والتنمية سياسيا واقتصاديا، فلابد من إجراء تقوية الدبلوماسية المغربية الرسمية والموازية، وأن تتمتع الدبلوماسية الموازية بالدعم والاستقلالية دون توجيه من الدولة حتى لا تنعت بأنها تتحرك بــ "تالتيليكوموند" الحكومي. كما يجب على الدبلوماسية الرسمية أن تطعم بكفاءات سياسية جديدة وأن تهتم بالكفاءات الإعلامية المغربية المنتشرة في العالم. فهناك صحفيون مغاربة في أمريكا وأروبا قادرين على الفعل على أكثر من مستوى. كما أن إعادة هيكلة مغاربة الخارج بشكل ديمقراطي أمر ضروري وتمكين تنظيماتهم الديمقراطية من الدعم. لابد من إطلاق الطاقات للعمل مادام الجميع موحد على القضايا الترابية ولا يمكن التخوف من أي انفلات كما قد تعتقد الدوائر الرسمية. فهذه الترتيبات تعتبر الخطوة الأولى المهمة للمطالبة رسميا الأمم المتحدة بإنهاء الاستعمار عن المدينتين وكافة الجزر المستعمرة. بل يجب أن تحظى هذه الإجراءات بالاهتمام الموازي ، علما أنه لحد الساعة لم تضع الحكومة المغربية أي مطلب لدى اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار، ولا أظن أن الدولة سوف تقدم على هذا الإجراء حاليا في ظل الحكومة الاشتراكية الإسبانية حتى لا تمكن الحزب الشعبي من أسباب القوة والانتشار وتعطيه هدية سوف يستغلها لتجييش الشعب الإسباني ضد الحزب الاشتراكي وضد المغرب خاصة في قضية الصحراء.

في مضمار ما سماه البعض بـ "النضال الإقتصادي" (أي تنمية المنطقة الحدودية وفك ارتباطها بالتهريب) يُقال أنه وجه ضربة مؤلمة وموجعة للنسيج الاقتصادي و الإنتاجي للمدينتين؟
فعلا هذا صحيح، فمن شأن محاصرة التهريب والاتجار في الممنوعات أن يحاصر بشأن فعال اقتصاد حكومتي الاحتلال، بل سوف يُسرّع من أن تقتنع إسبانيا بان المدينتين أصبحتا عبئا ثقيلا على ميزانيتها، إلا أنني أريد أن أدقق في بعض الأمور، فالاتجار في الممنوعات أصبحت ذات علاقة متداخلة مع التهريب.

على الدولة أن تنخرط في سياسة تدريجية لفصل العلاقة بين الممنوعات و التهريب السلعي، لأن هذا التهريب هو الذي ينعش اقتصاد الاستعمار، كما أن المقاطعة الاقتصادية قد تلعب هي كذلك دورا مهما، وهذا ما دفع بالحزب الشعبي بأن يصاب بالسعار ضد المجتمع المدني المغربي والدولة برمتها، وفي حالة ما إذا شددت الجمارك وشرطة الحدود في منع التهريب وكذا في منع دخول السمك والخضر والفواكه وقطع الماء عن المدينتين، فسوف نكون أمام صراع حقيقي من أجل جر الدولة الإسبانية بجميع مكوناتها من أجل التفاوض مع المغرب ندا لند من أجل تسوية الكثير من المشاكل العالقة .
.
إن مسألة استرجاع المدينتين المحتلتين مرتبط بعلاقات دولية معقدة. فهناك 3 أطراف رئيسية وهي المغرب وإسبانيا وبريطانيا ( مشكلة جبل طارق ) وهناك أطراف دولية أخرى معنية بمضيق البوغاز وأهميته الاستراتيجية لأنه يربط أوروبا المتوسطية بأوروبا المحيطية ، وبالتالي فصنع الثقة لدى المنتظم الدولي سوف تمكّن من تسهيل مهمة المغرب .

من الناحية الدولية، هل يمكن انتظار قبول المنتظم الدولي لمطلب استرجاع المدينتين السليبتين؟

المنتظم الدولي يحتاج إلى قوة تضغط عليه وهو ما تحدثت عنه بخصوص اكتساب أسباب القوة أي تكريس الديمقراطية وإطلاق الطاقات السياسية المغربية للعمل والانتشار، فهذا يخلق دينامية دولية تؤثر على قرارات الدول. يجب أن نصبح دولة قوية بالإقلاع الديمقراطي والاقتصادي وبدونهما لن نواجه إسبانيا التي تدعمها أوروبا. فالدولة القوية اقتصاديا تربط علاقات دبلوماسية واقتصادية وتؤثر من خلالها، وهذا وضع سيمكننا من تركيع الجزائر قاريا وعربيا ودوليا دوليا .

ما موقف السكان الأصليين للمدينتين من عودتهما إلى الوطن الأم ؟

حاليا إذا كان هناك استفتاء داخلهم فسوف يفضلون الوضع الحالي، هناك تدمر من أساليب التهميش والعنصرية، كما أن هناك مناضلين يجاهرون بمغربية المدينتين ويطالبون بجلاء الاستعمار وعانوا من التطرف في التهميش، وأذكر اسم صدر الدين سالم الذي يعتبر من أكبر الشخصيات التي نالت التهميش من الجانب الإسباني ومن الجانب المغربي وتوفي وفي صدره غصة ولا زالت أسرته مهمشة لحد الساعة. فعدم اهتمام الدولة المغربية بأحوال المغاربة هناك يساهم في عدم ثقتهم في الدولة المغربية رغم إحساسهم بالانتماء المغربي وبهذه المناسبة أطالب السلطات المغربية بمعاملة سكان مليلية وسبتة معاملة حسنة خالية من الابتزاز والإهانة.

ما هو في نظركم الدور الذي يمكن أن تلعبه فعاليات المجتمع المدني بالمغرب عموما وبمدن الشمال على وجه الخصوص في تفعيل المطالبة الفعلية باسترجاع المدينتين السليبتين؟

أصلا، إن المجتمع المدني هو السباق في تحريك ملف المطالبة بتحرير سبتة ومليلية والثغور المحتلة. فمنذ أزمة جزيرة ليلى ونحن ببظم احتجاجات ظلت موضوع 29 العديد من القنوات الدولية. وبعد ذلك أسسنا بتطوان جمعية " اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والثغور المحتلة " وأسس إخواننا بالناظور تنسيقية فعاليات المجتمع المدني" وكل ما شاهدتموه حول سبتة ومليلية هو عمل هذه اللجنة والتنسيقية. و أصبحنا اليوم نتتبع خروقات في سبتة ومليلية وحتى في إسبانيا بخصوص المغاربة وبذلك نهيئ الشروط للدولة المغربية للتحرك بفعالية كدولة لأن استرجاع المدن والثغور المحتلة هو على عاتق الدولة وليس الجمعيات المدنية والحقوقية، اللهم إذا كان هناك من هو مستعد لخلق حركة تحرر بعيدا عن الدولة. وبهذه المناسبة أعاتب الفعاليات السياسية التي أجلت قافلة الرباط إلى سبتة إلى أجل غير مسمى.

ما هو الدور المنتظر أن تلعبه الأحزاب السياسية بهذا الخصوص؟
من المفروض أن تلعب دورا أقوى من الجمعيات ، إلا أن الأحزاب لم تقدم شيئا. وعليها أن تتحرك داخل البرلمان وأن تشارك في الاحتجاجات وأن تنظمها وأن تستغل صداقاتها مع الأحزاب السياسية الإسبانية للتعريف بالقضية دوليا وإسبانيا، وأن تخفف من حدة التوتر، فحزب الاستقلال الذي يرأس أمينه العام الحكومة المغربية له صداقة مع الحزب الشعبي ومع ذلك لم نلمس أي مجهود منه في هذا الاتجاه.
للأحزاب السياسية دور دبلوماسي كذلك في الدفاع عن القضايا الوطنية خارج التراب المغربي، كما لها أن تستدعي أصدقاءها في ندوات سياسية داخل المغرب لتناقش هذه القضايا وإيجاد الحلول المرضية للطرفين إلا أن شيئا من هذا يدور في خلد الأحزاب السياسية.

وماذا عن دور المؤسسة التشريعية ؟
المؤسسة التشريعية تعكس الجمود الحزبي. الكفاءات السياسية بالبرلمان قليلة جدا والمبادرة منها أقل ولذلك فهو لا يعمل بالشكل المطلوب علما أن البرلمان يجب عليه أن يستضيف برلمانات دولية عنده لمناقشة القضايا الوطنية وشرح وجهة نظره للنخب السياسية الأوربية والأجنبية وللأطر السياسية الممثلة للشعوب الأخرى.

س/ ماذا يمكن للدبلوماسيات الموازية القيام به في هذا المضمار مادامت الظرفية لا توفر الشروط الملائمة لقيام الدبلوماسية الرسمية بالدور المنتظر منها بهذا الخصوص؟
الدبلوماسية الموازية محاصرة كذلك من طرف الدبلوماسية الرسمية، هناك جمعيات في أوروبا تنظم أنشطة سياسية وفكرية وثقافية لكن السفراء والقناصل يفسدون قيمتها في التحكم في الأشخاص المدعويين وفرض شروط تفرغ ما يمكن تسميته الدبلوماسية الموازية، فعندما قلت على الدولة أن تدعم المجتمع المدني اشترطت الدعم بالاستقلالية. وأتمنى من الأحزاب السياسية أن تلتفت إلى هذا الأمر لتقوم دور الداعم ليس فقط للجمعيات الموازية لها ل للجمعيات الجادة. لأن العمل المطلوب حاليا سواء كان في المغرب أو في خارج المغرب يحتاج إلى إشراك الأجانب من أجل تصدير وجهة نظرنا وأطروحاتنا إلى الطرف الآخر .





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات