إلى مي محمد وفرزند عمر وعباس محمود العقاد
أفكر في كتابة مقال قوي. لا يثير الإعجاب ولا يحصد سوى عدد محدود من "اللايكات". يتجنبه الخوافون، والذين يحلمون بمناصب رفيعة في سوريا الجديدة، و الذين لهم علاقة بقادة الثورة والمعارضة ويحلمون بواسطة لتوظيف أبنائهم في السلك الدبلوماسي على الأقل، والذين يتمنون بدعوة إلى أحد المؤتمرات، أو عضوية في أحد "التشكيلات الثورية" لحجز مقعد في البرلمان السري.
فكرت بجملة أسمية من نوع "الفساء بوك". وكنت أقصد أن ما يكتب على الفيس بوك في شأن الثورة السورية، أصبح فساءاً تذهبه الريح. استبعدت الفكرة لانها ليست إشكالية بالقدر الكافي.
قلت ماذا لو كتبت تفكيكا لخطاب صديقنا جورج صبرة بعد ظهوره "الشعري" على الجزيرة، وحصده الكثير من الأعجاب والتحيات و"يمثلني" رغم أن ما تحدث به مجرد "خطابات رنانة" تم استهلاكها قبل نصف قرن. ولا يوجد فيها أي جملة مفيدة سياسيا. فاستبعدت الفكرة لأني أحب جورج صبرة ولا أريده أن يزعل مني.
خطر لي أن أكتب عن المجلس الوطني خصوصا أنه منذ زمن لم يخطر على بالي. فقلت إنه مجرد جثة متعفنة ولا تستحق حتى كتابتها هكذا: "المجلس الوطني السوري".
ماذا لو كتبت عن الناشطين وأبواق الثورة وأكاذيبهم المكشوفة على الأعلام، وخطابهم الردحي الشتائمي المكرر السمج المبتذل. فقلت هذا لا يجوز فبعضهم أصدقاء ومعارف. وبهذه الطريقة لن تترك شخصاً يقول لك: مرحبا. وقد يقول لي أحد؛ محقاً: تفضل أخي إظهر على الاعلام واتحفنا بالدرر التي تخبئها.
فكرت طويلا؛ وقلت ماذا عن الجيش الحر؟ خصوصاً أنه انسحب تكتيكيا من أكثر من مكان بعدما تسبب في تدميرها وتهجيرها. فقلت: لا . الجيش الحر يحظى بشعبية عارمة في هذه الآونة وسيجعلني أنصاره أثراً بعد عين. وسيكون هناك ردح من نوع "شرّف أنت وسلميتك..." أو "هذا ليس وقت إضعاف همة المقاتلين ووهن نفسيتهم". رغم أنه لدي حجة مقنعة ترد على كل من يقول بعد كل مجزرة: أين أنتم يا دعاة السلمية. أنتم شركاء في القتل.!! وهي السؤال: أين الجيش الحر من حماية الناس من القتل والتهجير؟ وهو تأسس لهذا السبب.
هل أكتب عن القاعدة والسلفيين المسلحين!. خصوصاً وأن تواجدهم أصبح واضحا في مناطق سوريا كثيرة. فاستبعدت الفكرة لأن ذلك سيعتبره كثيرون مطابقة لخطاب النظام وترديد لأكاذيب قناة الدنيا. وسيعتبره آخرون أقل تطرفاً، إفشاءاً لأسرار الثورة وتخويفا للأمريكان وقطع الطريق على تدخلهم العسكري المتوقع منذ بداية الثورة. فالأمريكان لا يعرفون عن واقع الثورة تقريبا إلا من خلال من نكتبه.!
قلت ماذا لو "بعصت" أصدقاء السعودية و"أزلامها" في المعارضة السورية وتحديدا من الاسلاميين. وكتبت لهم: هييييه أنتم يامن تناشدون أمريكا وفرنسا وموزمبيق التدخل العسكري.. لماذا لا تناشدون "سعوديتكم" لتتدخل عسكرياً!. خصوصا أنها لديها ترسانة كبيرة من الأسلحة المتطورة التي لم تستخدم سوى في حربها مع الحوثيين الذين احتلوا عدة قرى سعودية في حينها، قبل الاتفاق على وقف اطلاق النار وانسحاب الاحتلال الحوثي من السعودية. قلت هذا ليس وقته لأن السعودية واقفة علناً مع الثورة السورية ودعمتها بالكثير من التصريحات القوية.
ماذا لو كتبت عن "هراء" اجتماع المعارضة في اسطنبول لتوحيدها للمرة الألف. استبعدت الفكرة بسبب مشاركة "المنبر الديموقراطي السوري" في هذه "المباحثات" وأنا أحد أعضائه ولم احتج على ذهاب "المنبر" إلى هناك، بسبب الملل من الحديث في هذه "الزواريب" الفارغة.
قلت أن أفضل شيء أفعله لأجل الثورة هو أن أكتب: يابشار يا جبان يا حقير سنخلعك أنت مجرم أنت قاتل. أنت وجيشك الأسدي حقراء مجرمون قتلة سفلة تقتلون الأطفال والنساء والشيوخ (مو حرام عليك!). أنتم عصابة حاكمة سندعسكم. أيها القاتل سنخلع أضراسك ونفقأ عينيك يا من تدعي أنك طبيب عيون. سنسحلك أنت وأخوك وآصفك وأنصارك في الشوارع بعد أن نطلق ساعة الصفر. يا ويلك منا يا ابن الحرام. سننبش قبر أبيك ويلعن روحك يا حافظ ويلعن روحك يا بشار يا إبن أنيسة الثورة ستنتصر والتاريخ سيثبت نفسه يا كافر يا علوي يا واطي سنسحقك قريبا وخلي الروس ينفعوك يابطة.
وأذهب للنوم لأن الثورة بعد هذا الكلام القوي ستتقدم إلى قصر الشعب وتطيح بالطاغية. لكن قلت يجب أن أبقى مستيقظاً لأن الزحف قد يكتمل قبل أن أستيقظ وتروح عليّ الفرحة.
... وهكذا دواليك
خلف علي الخلف
2012 / 6 / 15
التعليقات (0)