الخُطب المهترئة :
دخلت المسجد وكلي حيوية..ونسيم عطري يسبقني ، ويُنعشني ، حتى تلاشى أمام تلك الأطاييب الربانية..المُنبعثة مِن جنان الرحمان ، المُقتصرة على مساجدنا الإسلامية...لأستقر وقوفا عند إحدى (العرص)...والعرصة هي العمود لمن لايعرف العربية...المهم صليتُ لي تحية المسجد ركعتين...لأتهاوى على العرصة ، وألتقط (السبحة) فأسبح خالقي ، وأحمده على هذه العرصة التي تمسك تواكـُلي..وأستغفره على إختياري لها ، والذي لايتعدى كوني أرغب بالجلوس تحت تلك المروحية..لتدفع عني أمواج الصهد..!..وبدأ توافد المصلين على المسجد..فأ ُذ ِّن للصلاة ، ودخل الإمام أحمد ...واعتلى منبره الذي كان يعتليه قبل أن أولـَد..فقد ورِثه أبا عن جد..!..ألا تصدقونني ؟!..لايهم !...المهم أن إمامنا يتمسك بمنبره كتمسكه بعبائته وعمامته بل وأشد...فهذا المنبر هو قطعة الخردة الوحيدة التي بقيت بعدما رُمِّم المسجد وتجدد...وحلف لهم يمينا أنه لن يسمح لهم برميها أو حتى باستبدالها ...!..
بدأ الإمام خطبته بالتسمية ، وبالصلاة على النبي الهادي محمد...وطابق ، وجانس ، وشبّه ، واستعار،وأثنى وحمِد...حتى وصل إلى قوله : أما بعد ...بُني الإسلام على خمسة ؟!...وأخذ طفلٌ جالس إلى جانبي يردد...: شهادة أن لاإله إلا الله و أن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والصوم ، والحج ، وكان يستعمل أصابعه للعد...؟!...فعرفت أن ذلك يعني بأن خمس خطب ستذهب في أركان الإسلام التي حفظها هذا الولد ؟!..خمسة أسابيع (مِن الخُطب المُهترئة التي حفظناها عن إمامنا الفاضل الذي يأبى أن يتقاعد.؟!) ستمضي بطيئة دون تنوع المُحتوى المحصور إلى حد الساعة مابين (كيف تتوضأ) و (كيف تسجد) ؟!.
التعليقات (0)