مواضيع اليوم

الخطأ في العنوان يعني اللعب بالنار وحرق الاصابع

سلام الهدى

2011-03-28 01:11:34

0

  

المتعقب لوضع سورية الراهن في التعامل مع الشباب اللاهووي يجد العجب في عدم فهم مشكلة هؤلاء الشباب لكي تتم معالجتها فحكام سورية القدامى لايزالون  يلعبون بالنار وهم حبيسين اخطائهم  القديمة وهم يكذبون على انفسهم ويظنون انهم يحسنون صنعا

ان اول خطأ في معالجة الازمة هو الخطأ في العنوان في تشخيص السبب ورميه على الاجندات الخارجية التي لاتمت الى الاحداث بصلة وهي التي فوجئت كما فوجئ النظام السوري بمجريات احداث الثورة  .

ولعل هذه الاجندات الخارجية التي يتكلمون عنها ( واولهم الاخوان المسلمون) قد غسلت ايديها من محاولة المشاركة السياسية مرة اخرى في السياسة السورية وقعدت تستجدي النظام السوري للعودة ولو بشكل منظمة دعوية    وتنتظر من النظام ان ياذن لها بالعودة ولو بمساعدة اصدقاء بشار من الاتراك او جماعة حماس او حكومة قطر. وقد اخطأ النظام عندما اعادها الى المربع الاول  في المواجهة وثبت لها موقعا في المعارضة الحالية والتي يستحي الاخوان من التعبير عنها احتراما لشعور هؤلاء الشباب والصدق في التصرف لانهم ليس لهم علاقة بما يجري في سورية وكل الذي فعله وقدمه الاخوان المسلمون والمعارضة  هو اعطاء وصفة العلاج لمعالجة هذا الواقع  التي بادت معروفة للقاصي والداني وصدق المثل القائل في الرد على السؤال (من علمك هذا) وجوابه رأس الذئب المقطوع  في تونس ومصر وليبيا. ولايشك احد ان النظام ذاته يعرف هذا.

ان كل الذي يجري هو معالجات من طبيب لايعرف المرض ولايدركه لانه يجهله بالاضافة الى التشخيص الخطأ للمرض الذي لايفيد الا في ضياع الوقت في العلاج والوصول الى الزمن الضائع. واظن ان الدكتور بشار يفهمه ولكنه عاجز عن حله بسبب بطانته التي سوف تجعله يدفع ثمن جهلها وتخلفها في فهم واقع الامور.

ان الخطأ الفادح الذي يرتكبه النظام واعوانه الجهلة هو في اعادة رفع واجهة الطائفية في وجه هؤلاء الشباب, فهؤلاء الشباب هم من تربية هذا النظام وجيل طلائع البعث الذين لم يعلموه سوى البعث دينا وحافظ او بشار رسولا كما علم فرعون موسى ورباه .كما انكم تخاطبونهم بمرض لايعرفونه ولم يسمعوا به وهو مرض الطائفية والتفرقة بين فئات المجتمع وهم لم يفتؤوا ان يهتفوا بالبعث دينا وبشار رسولا حتى ايام معدودة , وحتى اعداءكم الذين تدعون انهم عادوا الى الحياة نسوا هذه المقولة ولم يعد ينادون بها لانهم يعرفون ان هذا الجيل لايفهمها ولايؤمن بها وان ما تدعونه ليس سوى هلوسة من عقلكم الجمعي الذي عانى من هذا المرض  في العقود السابقة ولاتزالون حبيسين اثاره ونتائجه  من ثلاثة عقود.

 ان النظام يحيط نفسه بالخطا الذي وقع فيه فرعون عنما خاطب موسى  قائلا( الم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين, وفعلت فعلتك التي فعلت وانت من الكافرين,قال فعلتها اذا وانا من الضالين) و كأن النظام القائم يريد ان يرمي الخوف في نفوس جيل الفيس بوك برفع شعار الطائفية لكي يقوم الاباء الذين انقضت مدة صلاحيتهم في نصح هؤلاء الابناء وتخويفهم بنتائج المواجهة مع النظام التي ماتزال محفورة في اذهانهم واذهان النظام ونسوا ان هذا الجيل لايدرك معنى هذه الكلمة لانه لم يعيشها والدليل على ذلك ان تحرك الشباب بدأ من المناطق التي لم تعاني من المشاكل الطائفية في الثمانينات .كما ان هذا الجيل يحمل لابائه رسالة الحرية التي حملها موسى لبني اسرائيل.

  ولكي نكون منصفين في خطاب هؤلاء الشباب يجب ان نفهم عقليتهم فهم جيل اللاهوية والعالمية , جيل يحلم ان يعيش كما يعيش اقرانه في بلاد العالم الاخرى من حرية الفكر والعلم والتصرف لكي يصل الى مصاف اقرانه على الفيس بوك الذين يتميزون بالحرية والتصرف والاختيار ولايعانون من عقد الماضي التي نحملها نحن.

ان  على النظام السوري ان لايخطئ في العنوان و يدرك ان عدم فهم مطالب هذا الجيل و المعالجة الجذرية لمشاكل هؤلاء الشباب  وقمعهم سوف  يؤدي الى مشاكل اكبر منها تتمثل في رفع سقف مطالب ثورتهم والتي تتمثل في البكارة الفكرية  التي لم تدنس في معرفة حقوقه  والتي لاتعرف الخوف والتي تعني في النهاية تغيير النظام.

 ولعله من الافضل لمصلحة الوطن استيعابهم  واعطائهم مايريدون في اطلاق حرية الفكر والتعبير عنها بتشكيل الاحزاب  والمشاركة في صنع القراروالتغيير السلمي للسلطة بالاضافة الى رفع حالة الطوارئ وفتح المجال امامهم في الانطلاق والسير تحت شعار (دعه يفكر دعه يسير) كما بدأ عصر الحداثة في عصر الثورة الفرنسية في اوربة .

ان على النظام ان يفهم وان يعي ان هؤلاء الشباب الذي لايعرفوا معنى الخوف وقرروا ان يعيشوا اعزاء سوف يصلون الى اهدافهم  وتطلعاتهم سواء اعطيت لهم جملة او بالتقسيط  ولافائدة من التأخر في العطاء لانهم سيأخذونها عنوة ولات ساعة مندم . 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !