مواضيع اليوم

الخضر يشتقون للتغيير

فريد دولتي

2009-06-29 00:39:31

0

رجال ونساء ،ربما اختلفوا في التفاصيل،ولكنهم توافقوا على التفصيل..ألا وهو سراويل الجينز..هذه هي سمة الرفض المشتركة لأعضاء حزب الخضر الألماني،" أقدم واكبر أحزاب الخضر في أوروبا" لكل ماهو تقليدي..الصورة جمعتهم وهم يختتمون انعقاد مؤتمرهم الحزبي السنوي في بافاريا ،بخطة عمل مستقبلية، تصر على قبول الصفقات الجديدة ، مع مواصلة الاحتجاجات المناهضة للأسلحة النووية.فالخضر مستقبلهم لازال ماضي.

 

الشباب أصبحوا أقوى تمثيل عند الخضر،مقارنة بالأحزاب الأخرى،هذا الأمر تجلى واضحا،في الشاب ذو الأربع والعشرين عاما أرفيد بيل ،وهو يعتلي منصة الخطابة، ليتكلم بصوت جهوري هادي عن حالة التغيير لنمط السياسة الحالية،المصاحبة لحالة الشعور بعدم الاحترام لكل ماهو تقليدي.

 

الخضر صاروا يبحثون عن شيء ألان.علما إنهم دائما كانوا يبحثون، في سبيل معرفة أنفسهم، كل الدلائل تشير إلي انه ربما وجدوا طريقهم. .. فانتخاب باراك أوباما،عكس قوة هائلة تشع على قاعة إرفورت في بافاريا،مكان انعقاد المؤتمر، فتصبح دليل للسياسيين الخضر،ولشعار التغيير،معتمدين على صفقات يكمن جوهرها في انتهاج برنامج آل غور البيئي كمنهاج عمل اخضر،ومصرين على انتخاب رئيسا للحزب ..هذه المرة مسلم،ليكونوا منسجمين مع التغيير،خاصة إن هذا الرئيس هو أول مسلم يرئس حزب سياسي في العالم الغربي.رافعين معه شعارات السياسات الاقتصادية المعتمدة على الأفكار الخضراء لخلق فرص عمل اكبر "هذا الخطاب اعتمده اوباما في برنامجه الانتخابي".

 

 

كل الأصوات التقليدية، كل الأفكار الرجعية، كل الميزانيات القديمة، تم قمعها أمام ثورة صفقة التغيير، فخمدت النزاعات ولو إلي حين، مفسحة المجال لتعليق بوتريه اوزيدمير رئيس التغيير...البطل الذي أتني على كفاحه الماضي، حتى ولو ارتبط هذا الكفاح بمشاكل مالية مع البنوك.

 

 

كلوديا روث نائبة الرئيس المنتخبة صرحت ،بأن الخضر تواقون ، لمقاومة الظلم،واعتماد هذه المقاومة كواجب في الحياة.هذا الواجب يقحمنا نحن الخضر حسب قولها في حملة من اجل الحقوق المدنية، حتى لو اضطر بنا الأمر إلي قتال الشوارع ،" كما إنها شددت على عمليات التجديد في الحزب حين قالت : "إن الحزب الحالي هو جزء واسع من التحالفات التي جمعتها المصلحة السياسية،وجب إعادة تنظيمها،بالاستغناء على المحسوبين على الحزب،ولعل الفشل في الانتخابات الأوروبية هو خير دليل.

 

 

كلوديا روث والخضر يدعون إلى تعديل النظام الأساسي لإعادة التناوب ، بالحصول على الأقل لنسبة 36.4 في المئة من الأصوات. كما يدعون أيضا إلى طلب حصة جديدة في البرلمان الأوروبي ،بالتعاضد مع دول الاتحاد الأوروبي.

 

بعض المراقبين يشيرون على إن الخضر، هم دائما على الحافة، جل اهتمامهم يكمن في منع السقوط، متنازلين على الكثير من شعاراتهم في سبيل البقاء...كافرين بكل الثورات السابقة، فالمزاجية ليست بجديدة عليهم،فألان خضر التركي المسلم اوزيدمير وروث الجدد ،يقفون ضدا لرئيس القديم فريتز كون،ومجموعته الرجعية.محاولين إبعادها كما أبعدت بيترا كيلي،مؤسسة الحزب من قبل.

 

 

ولكن مهما بلغت الخلافات بين الأعضاء بشأن بعض القضايا،فمازالت قضية السلام والأمن العالمي،هما قاسم مشترك لكل الخضر سواء كانوا قدماءاو جدد، أيضا مازالت الشخصية،احد القاطرات الرئيسة،والتي تشكل كوكبة الحزب،ضاربة بعرض الحائط،مزيج المواقف الرئيسية للحزب، ومعلنة للتناقض ،فترشيح ريناتي كونست ويورغن تريتين ، الوزراء السابقين في تحالف الأخضر-الاشتراكي،بقيادة شرويدر،في اللجنة المركزية،متزامن مع احد المنادين الكبار بالتغيير المرشح الشاب أرفيد بيل ،ترافقهم لي بيربل،زعيمة اليساريين في الحزب والمتحصلة على نسبة أصوات بلغت 83.92 ٪ ...هذا التزاوج بين القديم والجديد، لن تجده إلا عند الخضر، مهما بلغت حدة الثورة.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !