في تبريرفجّ يربط المسؤولين الإيرانيين تدخلهم في العراق لمواجهة تمدد التيارات المتطرفة التي تنوي بسط نفوذها في مناطق إيرانية. فقد جاء مقتل قائد ميداني في الحرس الثوري في سامراء العراق ليثير من جديد مسألة التنفوذ الإيراني في العراق و كعادتها ربطت طهران وعلى لسان أمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني مسألة التدخل الإيراني في العراق بمواجهة الجماعات المتطرفة نحو الحدود الإيرانية حيث قال شمخاني خلال التشييع الذي أجري لتقوي قائلاً: "البعض يسأل ما علاقة سامراء وحميد تقوي، وبم يعنينا ما يجري في سوريا والعراق؟ (...) الاجابة بسيطة، لو لم يكن ثمة أشخاص مثل تقوي يضحون بدمائهم في سامراء، لكان علينا ان نريق دماءنا في سيستان (بلوشستان)، وفي شيراز، وفي أصفهان".
لكن الحقيقة غير تلك التي يصرّح بها المسؤولين الإيرانيين وأنّ الحجج التي يصيغها القادة الإيرانيين لتبرير تدخلهم قد لا تقنع الشارع العربي وقد لا تنطلي الحقيقة على أحد بأنّ إيران هي التي استخدمت الجماعات المتطرفة مثل القاعدة لمواجهة التحالف الدولي في أفغانستان و العراق خلال السنوات الماضية و أنها آوت قادة القاعدة حسب تقارير صحفية واعترافات صدرت وقتها من مسؤولين إيرانيين. وأما بشأن التدخل الإيراني في سوريا فهي نفس الذرائع القديمة التي تتبجّح بها طهران وهي مسألة إستقرار وأمن إيران .فقد شدد أمين المجلس القومي الإيراني بأنّه لو لا مقتل العميد تقوي في سوريا والعراق ضد الارهابيين، لسعى العدو الى زعزعة الاستقرار في إيران.
الخسائر البشرية للحرس الثوري في المناطق العربية تثير علامات استفهام كثيرة حول ماهية علاقة إيران بالنزاعات الجارية في الشرق الأوسط وهل لطهران طريقة أخرى تتفادى من خلالها تقديم أبنائها الى المذابح.؟! نعم فهنالك طريقة لتفادي مثل هذه الخسائر. جسامة الخسائر البشرية الإيرانية في العراق وسوريا قد تفوق كل خسائرها فلو تعاملت طهران مع شعوب المنطقة من منطلق الصّدق وحسن النيّة و عدم دعمها للأسد والمالكي لما كانت طهران بحاجة الى تقديم كل هذه الخسائر البشرية وقد ساعدت على تجنيت شعوب المنطقة كل هذا الدمار والقتل والتشريد.
التعليقات (0)