كنت قبل أيام أتابع ندوة بثتها إحدى القنوات العربية حول نشوب نزاعات بين المسلمين في المجتمع الأوروبي هذا الجيل الذي وجد نفسه منصهراً بصورة أكبر في المجتمع الذي عمل وتعلم فيه، ولا يعرف له أرضاً أو وطناً غيره، ولكنه وجد نفسه أيضاً معزولاً ومُقصى من خلال آليات ادماج الشباب المسلم في العمل النقابي والسياسس وعلى ﺼﻌﻴد اﻟﻌﻤل اﻹداري، وظهور ظاهرة الخوف من المجهول .
هذا البرنامج قدمته أحدى الأخوات وهي الدكتورة مسلمة من جنسية بريطانية تساءلت السيدة في برنامجها الماذا لا يوجد محاكم خاصة ذات طابع الديني لصلح بين المسليمن ﺘﺸﻜل ﻤﻥ رجال الدين محترمين جدا من قبل العامة بل مقدسين لدرجة كبيرة عندهم.
وفي الحقيقة ان نشوب نزاعات بين المسلمين لغير المتعلمين في المجتمع الأوروبي هي فقط في مسائل موهومة أو مسائل فرعية لا وزن لها في معيار الإسلام. وكلّ تعصّب أعمى إنما هو ناشئ عن جهل. لأنّ الجاهل صغير في فكرهم ونظرتهم،فتكبرعندهم الأمور الصغيرة وتتضخّم، خلافًا للإنسان العالم الذي يرى الأشياء بحجمها الحقيقي،بل تصغر في عينيه الأشياء التي تبدو كبيرة.
وللأنسان العالم هو الوحيد الذي يستطيع التفاهم مع المسليمن للإصلاح ذات البين بالعقل وهذا ما أشارت إليه السيدة.
كما تحدثت السيدة أيظن عن الشباب العرب وغيرهم من الأجانب المسلمين والتفكك الأسري وهو من الاسباب العظام لانحراف الأبناء وانخراطهم في سلك اهل المسكرات والمخدرات وقالت لماذاجعلوا انفسهم ألعوبه في أيدي مافيا المخدرات الذين ارادوتحطيمهم نفسيا وبدنيا
وانخراطهم في منظمات الإجرام وعصابات المافيا وغير ذلك، وفي بلد مثل بريطانيا تعطينا الدراسات والاحصائيات أن الشباب المسليمن يشكلون أعلى نسبة في السجون.
ويقول الدكتور علي الشيخ أحمد أبو بكر يمكن أن نضيف إلى ما سبق ذالك التمزق العائلي المرافق للجالية المسلمة في المهجر، والذي أخذ أشكالا متنوعة يصعب تصديقها بسهولة. فالانفصال بين الزوجين، لأسباب مختلفة، من العوامل الرئيسة لانحراف الناشئة المسلمة في المهجر، لأنها حالة تمثل ازدواجية غير مبررة في عقلية الأطفال، خصوصا عندما يكون على هيئة طلاق غير معلن، وبالاتفاق بين الزوجين أحيانا، وأحيانا أخرى لتصفية الحسابات بطرد أحد الزوجين من المنزل، الأمر الذي يسمى "انفصالا" في دول الغرب. وتتمثل حالة الانفصال بتوقيف كل أشكال العلاقة الزوجية، وبموجبها تستحق الزوجات كما يستحق الأبناء رعاية أكثر من قبل الدولة، وتحرم القوانين حينها أي شكل من أشكال العلاقة الزوجية، المباشرة وغير المباشرة، والعيش معا في بيت واحد، ولكن الذي يحدث لدى الغالبية العظمى من العائلات المسلمة في الغرب هو مخالفة القوانين بصورة متعمدة، ولأسباب مفضوحة وغير وجيهة. ورغم أن الجميع يعلم أن الانفصال يعني قطع العلاقات الزوجية مؤقتا من الناحية القانونية، إلا أن هناك آلافا من الأطفال يولدون بهذه الطريقة الغير قانونية، ولا يحملون أسماء آبائهم في السجلات الرسمية، بل هم مسجلون بأنهم أولاد غير شرعيين، وبأنهم لا آباء لهم! .
وبهذه الطريقة ينشأ جيل مسلم في المهجر لا يتشرف بالانتساب إلى آبائهم ولا إلى الاسلام، وسوف يفاجأون عما قريب أنهم أولاد غير شرعيين في السجلات الرسمية، وتلك آفة جديدة تجعلنا نقف أمام مشهد من الخزي التاريخي الذي يعبر عن مستوى الهبوط الأخلاقي لعوائلنا المحترمة ويعبر أيضا عن مدى جرأتنا على ارتكاب المخالفات القانونية بحقّ الدول التي شرفتنا وضيفتنا ورحبت بنا في بلادها، عندما طردنا بعض أهلنا من بلادنا، وقتلونا ونهبونا، ولم نجد وسيلة تمكننا من العيش في وطننا وبين مواطنينا! وبعد ذالك كله، أليس من العارأن تجرأ امرأة متدينة عفيفة طاهرة لم تعرف الزنى في حياتها على القول بأن وليدها لا أب له، بل من صديق لا تعرف عنه شيئا، تقول هذا الكلام أمام الأطباء في مستشفى الولادة، مع علمها أنه من زوجها الأصلي الذي حرمتها القوانين من الاتصال به بعد أن أقرّت هي بإنفصالها عنه؟ ويحدث ذلك مقابل دريهمات معدودات لا تقدم ولا تأخر، والأمر المؤسف حقا أن هناك من أدعياء العلم والمعرفة من يفتي لهولاء بجواز ذلك من الناحية الشرعية ويزينون لهم بفعل هذه الأباطيل باسم الاسلام، فهم يشاركون في الجريمة ويحملون أوزارا ثقالا، علما بأن هؤلاء يعلمون قبل غيرهم بأن من علمائنا المعتبرين من أفتى بكون ذلك الانفصال المعروف باللغة الانجليزية"separate "هو الطلاق، وأنه يحرم بموجبه ما يحرم بالطلاق، فمن يتحمل ضياع الأطفال وسوء الأحدوثة والكذب ومخالفة القوانين؟.
وهنا أقتبس بعض ما قالته السيده مقدمة البرنامج عن دور الدعوة في الاصلاح ومن هنا كانت الدعوة إلى الله من أوجب الواجبات التي بها يستقيم الفرد وإصلاح الخلل الذي سرى في امتنا منذ زمن كبير.
واردفت السيدة قائلة: ان الحل يكمن في قطع الطريق أمام هذه المنظمات الإجرامية وعصابات المافيا في أوروبا وبين هؤلاء شباب والحل لهؤلاء هو التغيير على يد الشيوخ والدعاة المسليمن.
ثم قالت لقد رأيت بعيني منظر حياة الشباب المسلم يتغير بمعنى الكلمة بسب لقاءات تواصلية بينهم وبين الدعاة.
وقالت لقد قمنا بتجربة فريدة من نوعها حيث كنا نأخذ شباب خارج بلاده و مدينته و إلى أماكن بعيدة عن الأحياء التي يعيش فيها من أجـل الـتـغيـــروكنا ﻣﺴـﺘﻌﺪﻳﻦ أن نعمل اكثر من ذلك وبلفعل لقد نجحنا في تغير سلوكهم.
مثلا لقد كنا نقوم بزيارت إلى مكة المكرمه لغرض العمرة أو زيارة المسجد النبوي الشريف أو على إقامة مثل هذه الرحلات، فوجدنا الأرضية التي كنا نمشي عليها قد أعطت ثمارها في ظرف وجيز.
وهنا أود أن أتساءل وأقول: إن كان الشيخ محمد الياس رحمه الله وهو مؤسس الدعوة المعروفة اليوم بدعوة التبليغ او جماعة التبليغ هو الوجه المشرق لدعوة إلى الله واحياء جهد النبى صلى الله عليه وسلـــــــــــم في عصر شاهدت فيه الدعوة حصارا خانقا في المسجد فقط.
وإن كان هو العالم الربانى الذى يُستشهد بأقواله، فلماذا عارض على ترتيبه كثيرا من العلماء المسليمن قائلون بأن الخروج في سبيل الله بدعة لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولاعلى السلف صالح.
أليس هؤلاء الذين يخرجون من المسجد ويمشون إلى إخوانهم ؟ يحيون جهد النبي صلى الله عليه وسلم. فالأنبياء عليهم السلام جميعهم دعوا أقوامهم إلى الله بالشفقة والرحمة وكمال الصفات.
أيها العالم المسلم سواء كنت رَاضٍ أَوْ غَاضِبٌ أو سجبت على الموضوع الشيخ محمد الياس رحمه الله!
فهاهي الدكتورة المسلمة من جنسية بريطانية تشهد بفضل للدعوه في سبيل الله بأيام مرتبه ،وتقرّ بوجود الخروج في سبيل الله وتعتزبه.
بوجمعة بولحية/ المانيا.
التعليقات (0)