مواضيع اليوم

الخارطة السياسية لعرب الأحواز

خالد الأحوازي

2013-05-25 02:27:08

0

عام 1925 وهو العام الذي يخلّد الأحوازيون ذكراه كل عام ، باعتباره عام النكسة بعد احتلال أرضهم وانهيار دولتهم المستقلة على يد الملك الإيراني الأسبق "رضا شاه " له مكانة  خاصة في الذاكرة السياسية والتاريخية لدى الأحوازيين. لكنّ للحكام الإيرانيين رواية أخرى تختلف تماماً عن قصة الأحوازيين حيث يسمون الأحواز بـ(خوزستان) وهي تسمية فارسية للإقليم بعد ذلك العام ظلّ  أصحاب المشروع القومي الإيراني يحاولون تسليط الضوء على الجزء الذي يستند الى تأريخهم الفارسي في تعاملهم مع قضية الأحواز وللأحوازيين مجهودهم أيضاً لكن رغم كل ذلك ظلت قضية الأحواز تراوح مكانها.
مازال الإيرانيون متمسكون بفكرتهم التي يؤمنون بها وهي أنّ القضاء على "الشيخ خزعل الكعبي" حاكم الأحواز الذي أراد أن ينشئ دولته ببترها عن الدولة الإيرانية .خزعل الذي تطلق عليه الذاكرة الإيرانية لفظ "خائن " معتبرين العمل الذي قام به شاه إيران ضده ما هو إلاّ عمل قومي ، لكن العرب الأحوازيون
يعتبرون زعيمهم المغدور به وأميرهم المأسورعلى يد سلطة عدوة غاشمة وعنواناً للصمود بوجه الإحتلال.
كان يلفّ الأحواز الكثير من الغموض و الضبابية ما قبل حكم خزعل لكن بعد اكتشاف النفط وتكالب دول العالم على المنطقة ظهر النفط كأداة لمعرفة الدول بالأحواز وأهميتها وهذا من شأنه جلب المشاكل والحروب المدمرة للمنطقة .فمنذ ذلك العام(1925)
لحد الآن ومازالت قضية عرب الأحواز تؤرّق الأنطمة الإيرانية المتعاقبة وأيضاً دول العالم وحتى الحركات السياسية الأحوازية نفسها.لكنّ الشعب الأحوازي ظلّ متمسكاً بثوابته وهو يقدم قرابين واحداً تلو الأخر لقضيته التي يؤمن بها لنيل حقوقه المشروعة التي يطالب بها.
بعد عقود من القهر والتنكيل بعرب الأحواز في العهد الشاهنشاهي السابق ساهم الأحوازيون بشكل فاعل في إسقاط ذلك الحكم المتسلط على رقابهم عبر قطع إمدادات الطاقة من مناطقهم .فقد اعتبر الإيرانيون آنذاك تلك الخطوة على أنها الضربة القاضية لنظام الشاه وهي القشة التي قصمت ظهر البعير.
لكن مساهمة الأحوازيين في إسقاط الشاه و مجئ الثورة الإسلامية
تُعدّ بداية منحوسة على الأحوازيين و تعتبر عودة لعقارب الساعة الى الوراء حيث أظهر نظام الخوميني وحشية بحق الأحوازيين لم يماثلها وحشية أخرى .والأنكى من ذلك غدر قادة متدينون إيرانيون معمّمون مثل "الخوميني" و" آيات الله" أخرون يساندون الخوميني في إيران والوطن العربي غدروا بعرب الأحواز .من هنا أصبحت هذه النقطة نقطة إغلاق الإذن تجاه المطالب المرفوعة من قبل الأحوازيين مفصلية في الخارطة السياسية الأحوازية بعد الثورة الإيرانية عام 1979 مما ساهمت في إحداث تغييرين إستراتيجيين في الخارطة السياسية الأحوازية الأول سياسي والثاني أيديولوجي.
التغيير السياسي الإستراتيجي الذي حصل نتيجة الصدام مع حكومة الملالي الإيرانية في الواقع جاء عندما اعتمدت معظم التنظيمات الأحوازية مبدأ الإستقلال بعد تجربتها الفاشلة مع الثورة الإيرانية وبدأ الشعور الشعبي الأحوازي يرجّح كفة الإستقلال عن إيران وأخذ هذا التوجه يجرّ مطالب حق الحكم الذاتي والفدرالي الى الوراء بعد تلك التجارب الدموية التي خلفتها ثلاثة عقود من الممارسة السياسية الفاشلة مع نظام الحكم في إيران.
أما التغيير الإستراتيجي الثاني فقد ظهر في المنحى الأيدولوجي من خلال التغيير المذهبي المناوئ لذلك السائد في إيران والذي يمثله نظام طهران حيث أنّ الردة على مذهب الحكم الإيراني بدأت أواسط الثمانينيات و بلغت ذروتها في بداية العقد الأول من الألفية الثالثة وهذا التحول يعتبر من أهم ثمارالثورة الخومينة على الخارطة السياسية الأحوازية فلو لا مجئ الخوميني الى الحكم و تنكيله بأهل الأحواز لظل الأحوازيون متمسكون بالمطالبهم بالحكم الفدرالي والذاتي.وكذلك لعلهم بقوا تحت عباءة الزعيم الديني الإيراني الى أجل غير مسمّى.
إنّ التغييرات الحاصلة في الخارطة السياسية الأحوازية والتي يكرّسها الحرمان و التمييز العرقي و القومي الذي يواجهه العرب الأحوازيون من قبل النظام الإيراني تعتبر بداية شوط جديد في الخارطة الأحوازية نحو الحصول الحقوق المسلوبة والتي ستؤثر بدورها على مطالب بقية الشعوب المتواجدة في الخارطة السياسية في إيران والتي تواجه أيضاً تضخّماً مضطرداً بارتفاع سقف المطالب.






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات