الحوافز الإمبراطورية لدى النظام الإيراني لم تكن خافية على أحد وهي تمارس هذه التطلّعات على أرض الواقع لبسط نفوذها في العالم العربي منذ الحكم الملكي الإيراني خاصة وإنّ إيران تحاول أن تلعب بورقة النفوذ في الخليج العربي لجعله حديقة خلفية لنفوذها المتعطّش .فمشروع تصدير الثورة الإيرانية الى الدول العربية في عهد النظام الإيراني الحالي الذي قاده المرشد السابق الخوميني ويقوده المرشد الحالي علي خامنئي لا يختلف عن لعب دور شرطي الخليج الذي كان يمثّله الشاه في السنوات التي سبقت اتنتصار الثورة الإيرانية عام 1979.
إنّ الهيمنة الإيرانية في لبنان وتأسيس حزب الله كميليشيا موالية في عهد خوميني لا يختلف عن النفوذ الإيراني في ظفار العمانية أو كردستان العراق في عهد محمد رضا بهلوي فجميع فتلك التطلعات الإيرانية وهذه التوجّهات الحالية وجهان لعملة واحدة لم تتغيّر بتغيّرالحكومات والشخصيات في إيران لا بالنسبة للجيران العرب وحسب بل حتى بالنسبة للجيران غير العرب مثل الأتراك والأفغان وبلاد القوقاز فهي نفس التوجّهات الإمبراطورية التي كانت ولا تزال تحلم بها العقلية الإيرانية منذ عقود طويلة.
تختبئ وراء هذه العنجهيّة الإيرانية والغطرسة المتعالية على الجيران كعب أخيل وهي إحدى القضايا الحساسة يمكن للعرب وغير العرب استخدامها للضغط على إيران للكفّ عن تدخلها في شؤونهم وهي قضية الشعوب غير الفارسية والتي تعتبر في غاية الحساسية بالنسبة للنظام الإيراني الحالي حيث يخشى النظام فتحها ومستعد لكي يتخلّى عن الكثير من الملفّات عند التلويح بهذه العصى فوجود شعوب غير فارسية في إيران كانت ولا تزال تؤرق الإيرانيين بسبب إختلافها المتأزّم العرقي والإثني مع النظام الإيراني لإنّ فتح ملفّ الإثنيات في إيران المكوّنة من" البلوش والأحوازيين و الأتراك والأكراد" والذين يقطنون أقاليم تحاصر الخارطة الإيرانية من كل الإتجهات يمكنها أن تعيد نصاب الأمور الى مكانها و أن تضع حداً للتدخل الإيراني في العالم العربي بسبب استخدام النظام الإيراني نفس الورقة في الدول العربية من أجل التمددّ والنفوذ.
تستخدم إيران إثنيات العراق لتوظفهم في إطارمخططها الإقليمي كما هو الحال فإنّ توظيفها للنظام السوري المنبطح كلّياً أمام المشروع الإيراني في الشرق الأوسط يضع ضمن الخارطة فتنفق الأموال على المشرّدين من الفلسطينيين لكي تضعهم ضمن خارطتها و تتوسع دائرة هذا النفوذ في جميع الدول العربية لكن بمقاسات مختلفة من بلد عربي الى بلد عربي أخر.فيشعر النظام الإيراني اليوم وبعد الربيع العربي أنه صاحب كلمة الفصل في الدول العربية وأنّ مرشده أصبح فعلياً ولي أمر المسلمين بسبب نفوذ فيلق القدس الإيراني الذي ينفق أموال الأحوازيين المسروقة من خلال بيعه لنفطهم وتركهم يعيشون في العرى لكي يبني قواعد سيطرته على جميع الدول العربية من المحيط الى الخليج التي تشكل الخارطة الإيرانية الشاملة للهيمنة على الدول العربية و العبث بمقدّرات شعوبها خدمة لأجندة الولي الفقيه.
التعليقات (0)