مواضيع اليوم

الخائفون من الشيعة

رانيا جمال

2012-07-15 07:03:33

0

قبل أن تقرأ أعلم أنك ستتوقف عند منتصف سطور هذا المقال، وتتهمني بأنني شيعي ومزقوق وقابض أموال من إيران وأملأ جدران حجرتي بصور حسن نصر الله ونجاد والخميني وسيدنا الحسين (ع) وهو يدمى على أرض كربلاء، ولهذا دعني أوفر عليك المشوار ليس بنفي اتهاماتك فقط، بل بالتأكيد على أنها لن تفرق معي ولن تصيب فرائصي برعشة حتى ولو كانت بسيطة. إن كنت قد وصلت إلى هنا فيبدو أنك قررت أن تســـــــــتكمل القراءة، وبالتالي تعال نبحث سويا عن شيء مــــــــا يفسر لنا كل هذا الخوف من الشيعة وكأننا نتحدث عن تتار جدد لا قبل لنا بمواجهــــــــــتهم!، لماذا تفرغ زعماء أكثر من 20 دولة عربية لمواجهة إيران وحزب الله والاجتهاد في تشويه وتسفيه كل ما له علاقة بطهران ؟!. لماذا يتحرك رئيس مصر الجديد في أول زيـــــــــارة خارجية له نحو السعودية وهو محمل بعدد من التصريحات كلها تتحدث ظاهريا عن أمن الخليج الذي هو خط أحمر بينـــــــــــما باطنها ذاهب حتى هناك.. حتى طهران؟، لماذا نستجيب إلى خطة (الجرجرة) التي تضعها الولايات المتحدة بدقة وتدفع فيها العرب بقيادة مصر إلى أن يكونوا في كفة والإيحاء لهم بأن إيران في الكفة الأخرى؟!، لماذا تتزامن كل حكاوينا عن المخاوف من المد الشيعي مع الحكاوى الأمريكية التي تتحدث عن نفوذ إيران وطموحها الفارسي الذي لا يتوقف؟!، لماذا تراجع الرئيس محمد مرسي بسرعة الصاروخ عن تصريحاته الخاصة بالتقارب مع إيران مع أول نوبة غضب ظهرت من الأراضي الإماراتية؟!. نعم أخطأ الإيرانيون ومن معهم مثل حسن نصر الله حينما خيّلت له أفكاره أن حماسته وكاريزمته قد تشفع له عند المصريين إذا تجرأ على مصر الدولة أو الوطن، وأخطأ الشيعة المصريون حينما تسرعوا في الحديث عن إنشاء الحسينيات وإنشاء حزب شيعي قبل أن يمهدوا بعضاً من العوائق السياسية والنفسية، ولكن مصر ارتكبت من الأخطاء ما هو أبعد من ذلك حينما تركت نفسها تنساق خلف الوهم الذي خلقته الظروف مؤخرا تحت مسمى الترويج للمذهب الشيعي، وأصاب الدولة ورجالها هوس تجنيد مصر لمحاربة المد الشيعي وكأن كفار قريش قد عادوا بصحبة اللات والعزى لهدم الإسلام !!، هل تتخيل أن تهمة جديدة كانت تطارد عدداً من المصريين في السنوات الماضية اسمها (الترويج للمذهب الشيعي)؟!، هل تتصور أن بعضاً من أبناء مصر خلــــــــف القضبان وبعضهم يخشى من التــــــــعبير عن هواه الدينـي خوفاً من أن يتهمه أحدهم بالترويج للمذهب الشيعي؟!، أي تهمة في ذلك إن كان قد حدث، وأي رعب من ذلك إن كان يحدث، وهل يعني هذا أننا نشك في هشاشة ما نؤمن به نحن (الأغلبية) لدرجة تدفعنا لأن نصاب بكل هذا الهوس من (أقلية) تنتمي للدين نفسه ؟ هل تقلقنا قنبلة إيران النووية التي لم تولد بعد ولا ترتعد قلوبنا خوفا من مئات القنابل الإسرائيلية المخزونة قرب حدودنا؟!!، الأسئلة كثيرة ومربكة وبلا إجابات سوى أن هناك شيئاً آخر غير المذهب الشيعي والوتر الديني الذي تعشق حكوماتنا العربية العزف عليه هو الذي يحرك كل هذا العداء تجاه إيران والشيعة كلهم. شيء آخر قد يجعلنا نستيقظ صباحاً على مذبحة دموية أمام العتبات المقدسة يروح ضحيتها كل من ذهب ليتبرك بالحسين (ع) أو يكنس أرض السيدة زينب على اعتبار أنه واحد من المروجـــــــين للمذهب الشيعي !، لا تصدق الحواديت العربية الضخمة عن المذهب الشيعي ولا تدعها تتلاعب بعقلك، فالشيعة ليسوا جراداً جاهزاً لأجل الأخضر واليابس، هم مثلك أناس آمنوا بربهم، وصدقوا بنفس رسولك، وربما يكون أحدهم زميلا لك في العمل أو جاراً لك في السكن، فليعبد نصرالله ربه بالطريقة التي يحبها، ولتسيّر إيران أمورها على المذهب الذي تريده، ولتكن مصلحتنا فقط هي الخط الأحمر الذي نحدد عليه من نكره ومن نحب.
مقالات للكاتب محمد الدسوقي رشدي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !